ووري الثرى ، أمس ، الفنان التشكيلي لزهر حكّار بمقبرة سيدي يحيي بالعاصمة بحضور أصدقائه ورفقاء دربه من فنانين ومثقفين جاؤوا ليودعوا أحد أعلام الجزائر ممن ساهموا فيها إبداعا وبحثا وتدريسا الذي توفي ،أول أمس، بمنزله بالعاصمة إثر سكتة قلبية عن عمر يناهز ال68 عاما. فقدت الساحة التشكيلية الجزائرية أحد فنانيها الكبار، ابن مدينة خنشلة العريقة الذي رحل في صمت ، ولم يحتفل بعد بعيد ميلاده ال68 ، الراحل لزهر حكّار الذي ولد يوم 13 ديسمبر سنة 1945 بقرية بودرهم بخنشلة التي زرعت فيه بوادر الفن الذي اعتنقه منذ الصغر.مزاولته لأبجديات الريشة والألوان بالمدرسة العليا للفنون التشكيلية بالعاصمة جعلته يحتك بأعلام هذا الفن على غرار اسياخم وخدة، فضلا عن الكاتب الراحل كاتب ياسين وغيرهم من رجال الثقافة الجزائرية الذين تهيؤا أرضية خصبة لجيل صار يحتفي بمهرجانات الفنون التشكيلية . وحسب نجل الراحل، يونس ، فإن والده كان يتنفس عبق الفن ، رغم أنه كان مريضا، وهو ما جعله يقاوم مرضه الذي ألزمه الفراش في الآونة الأخيرة،وأكد لنا يونس وكله افتخار بوالده التي كان جد سعيد بالمعرض الذي احتضنه المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر مؤخرا وكان معرض كبير حمل عنوان » رحلة عبر الذاكرة « هونتيجة ما شرع في إنجازه الفنان التشكيلي لزهر حكارمنذ مدة ، تضمن المعرض حوالي 150 لوحة عرضت لأول مرة من أصل 300 لوحة أنجزها الفنان الراحل ليبقى ذكرى لمحبيه وعشاق أعماله . تضمن رسومات قديمة لم تعرض من قبل ورسومات جديدة تدخل ضمن مشروع سابق حول شخصية حيزية لم يتحقّق، ليتطوّر ويتحوّل إلى مشروع كبير أو حكاية طويلة بحلقات متسلسلة تحكي كلّها عن الإنسان. الفنان الراحل كانت نشوته الكبرى رسمه لحقيقة الإنسان التي تتعدى كلّ ما هو على الواجهة وتغرق في الأعماق. فكان يقول خلال نظرة إنسان ما، يمكن أن نفهم الكثير أو حتى أن نحس بالكثير من الأشياء، لأنّ الزائر أيضا لا يهتمّ فقط بالأعمال الكلاسيكية بل تهمّه أيضا الأعمال التي تحكي عنه ويحسّ بها. بعد عودته من معرض أقامه في موسكو سنة ,1986 قرّر حكّار التوقف عن العمل في إحدى الشركات والتفرّغ نهائيا للفن التشكيلي وذلك عندما رأى بأم عينيه صمود التشكيليين الروس أمام الصعوبات وتكريس حياتهم كلّها للفن. الراحل لم يكن يملك ورشة ينجز فيها أعماله وكان يشتغل في رقعة صغيرة في قاعة الاستقبال في بيته، لكن هذا لم يمنعه من الإبداع .حيث تنوعت لوحاته الفنية مابين لوحات زيتية ، التقنيات المختلطة على الورق ،إضافة غالى المجموعات التي تختزن بين ثناياها وفي فحواها قصصا وحكايا مثل مجموعة »شاهد رقان «التي تروى بعمق الآثار التي خلفتها التجارب النووية بالصحراء الجزائرية والمجموعات التي تعبر عن تفاصيل الواقع الاجتماعي كمجموعة »الغني والفقير «.