أفتتح بمتحف المامة، بالعاصمة، مؤخرا، معرض تشكيلي يضم أكثر من 300 لوحة للفنان التشكيلي، لزهر حكار، يحكي عبرها مختلف المراحل التي مرت بها الجزائر منذ العهد الاستعماري. وعبر عدد من اللوحات وبشكل جريء، حاول الفنان لزهر حكار، كتابة تاريخ الجزائر بطريقة تشكيلية جمالية، واصفا أهم محطات التاريخ والحب والعادات والتقاليد... وغيرها من الأمور، بشكل مباشر أو غير مباشر. حيث حاول من خلال أشكاله ورسوماته أن يكشف للجيل الجديد عن أهمية الأرض، الحضن الكبير الذي لا يفكر في أن يتخلى يوما عن أبنائه مهما اختلفت وجهات نظرهم، كما أن الفنان أراد الغوص بريشته في أعماق كل جزائري، ليقدم رموزا عن الوطنية والعلاقة التي تربطنا بهذه الأرض التي ضحى من أجلها الكثيرون. الشيء المميز بمعرض حكار، أن الزائر لا يجد صعوبة في قراءة معاني اللوحات، حتى ولو كانت تحمل أبعادا فلسفية عميقة، إلى جانب ذلك، يكتشف في كل لوحة عن حبه العميق لفنه، وسر ما أو حكاية من زمن بعيد، وهذا ما أكده الفنان صاحب الريشة الذهبية ل “الجزائر نيوز"، حيث قال “إن الفن لا يمكن له أن يصل إلى درجة الجمال والنجاح إلا بوجود علاقة صادقة تربط الفنان بريشته، ولهذا على جميع الفنانين أن يدركوا جيدا بأن منطلق الفن لا يكون من الجانب المادي، ولا من منطلق الغرور، وإنما العلاقة الصادقة والحب". ما يشد الانتباه بالمعرض هو تعدد مواضيع اللوحات، مثل اللوحة التي جاءت بعنوان “ذاكرة منسية" والتي تعكس أشكالها وألوانها الحزينة عن التلاشي والضياع الذي يطرق باب التراث الجزائري، حيث الجميع تناسى أهمية الموروث الثقافي، في حين اللوحة الثانية المعنونة ب “الشارع يصرح بمشاعره" تعبر بصمت عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالشارع العربي جراء تنامي ظاهرتي العنف والإجرام. للإشارة الفنان لزهر حكار، من مواليد 1954، بخنشلة، سبق أن قام بالعديد من المعارض بعدة دول كالصين والفيتنام والولايات المتحدة، روسيا، ألمانيا، إيطاليا... وكذا دول عربية.