بعد عجزنا عن حل أزمة " الطابلية الزرقاء " ولجأنا إلى اسهل الحلول بطرد التلميذ الذي لم يقتنيها من " المريخ " .. لا نملك إلا الدعاء : " يا رب استر مدارسنا من إنفلونزا الخنازير .. لأن الحل المقترح رسميا هو " إغلاق " المدرسة التي تسجل بها ثلاث حالات .. ونترك المدارس الأخرى بدون لقاح حتى تسجل بكل واحدة منها ثلاث حالات أخرى .. إن الكيل يعتبر من وحدات القياس التي تقاس بها السلع والخدمات والأعمال والأجسام وغيرها. وبالكيل يتم التمييز بين هذا وذاك، ونظرا لأهمية الكيل، فإن الجميع يحرص على عدم " الكيل بمكيالين " ، وحتى الله تعالى توعد المتلاعبين بالكيل والميزان. ففي رياضة الملاكمة مثلا لدينا وزن الريشة ووزن الذبابة والوزن الثقيل .. للتمييز بين مختلف الرياضيين .. والبضائع عادة ما تشترى بالوزن .. وحجم الوزن هو الذي يحدد السعر .. بمعنى كلما كان الحجم أثقل كان السعر أغلى والعكس صحيح. وحتى الكلام يجب وزنه بمعنى لا ينبغي للمرء أن يقول أي كلام قبل التفكير فيه، وإذا حدث سيتم توبيخه بالقول " زن كلامك ". وحتى الأعمال الصالحة يقال عنها " توزن ذهب " ، وبالنسبة للرجل ذي النفوذ الإجتماعي يقال عنه " يوزن بلد " .. وهكذا دواليك. وعندما نأتي إلى الدول فبدون شك هناك دول كبرى ودول صغرى .. فالدول الكبرى هي من الوزن الثقيل . والصغرى هي في وزن الريشة. الجزائر .. تصنف في خانة الدول النامية .. لكن بعد الأزمة التي وقعت بسبب المآزر، وما ترتب عنها من طرد التلاميذ من الدراسة في اليوم الأول من الدخول المدرسي في بعض المدارس، سوف يقال عنها أنها دولة في " وزن المئزر " أي " وزن الطابلية " .. في الدول التي هي من الوزن الثقيل .. مثل الصين، لو علم الصناعيون أن هناك نقصا في المآزر في بيكين سوف يغرقون السوق في ربع ساعة بأي لون مطلوب. ولو طلبت الجزائر من الصين توفير " الطابلية الزرقاء والوردية " بمختلف الأسعار والمقاسات لفعلت في ربع ساعة أيضا. لو حدثت أزمة مآزر في فرنسا لحلت في ربع ساعة، وكذلك في بريطانيا أو أمريكا وربما حتى في بعض الدول العربية المشهورة بالنسيج مثل مصر وسوريا. لكن الأزمة عندنا، أزمة " الطابلية الزرقاء " وليست الأزمة المالية الدولية ، لاحت بوادرها قبل 15 يوما من الدخول المدرسي .. ولم تحرك المعنيين لأخذ الإحتياطات اللازمة .. حتى بتأجيل تطبيق القرار ولو ببضعة أشهر. الدول ذات الوزن الثقيل بصدد انتاج حتى الأدوية للأمراض والفيروسات المستعصية مثل السيدا والسرطان و " إنفلونزا الخنازير " .. لكننا عجزنا عن توفير " طابلية " .. يا رب استر مدارسنا من إنفلونزا الخنازير .. لأن الحل المقترح رسميا هو " إغلاق " المدرسة التي تسجل بها ثلاث حالات .. ونترك المدارس الأخرى مفتوحة وبدون تلقيح حتى تسجل بكل واحدة منها ثلاث حالات أخرى ..