تصاعدت وتيرة التخوف والقلق من مرض إنفلونزا الخنازير خاصة بعد الإعلان عن وفاة 16 شخصا بسبب الفيروس، وإنتشاره بعدد من المؤسسات التربوية ممّا أدى إلى غلق 3مدارس و31 فصلا لغاية الآن، الأمر الذي تسبب فى زيادة حالة الهلع لدى التلاميذ في إنتظار بداية حملة تلقيحهم التي تنطلق بعد نهاية العطلة الشتوية، وهو اللقاح الذي يعلق عليه التلاميذ وأوليائهم آمالا كبيرة لتفادي الإصابة بالمرض، غير أن المقلق عند بعضهم هو تداول الكثير من الأخبار التي تحذر من خطورة اللقاح وتوصي بعدم الانسياق وراءه ورفض تعاطيه. شرعت مختلف المؤسسات التربوية بداية الأسبوع الجاري في امتحانات الثلاثي الأول بعد تعليق الأساتذة لإضرابهم الذي دام قرابة الشهر وسط مخاوف بين التلاميذ وأولياء الأمور، بسبب إرتفاع حالات الإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير، مما جعل وزارة الصحة تضع فئة المتمدرسين ضمن أوليات حملة التلقيح التي شرع فيها منذ ثلاثة أيام، والتي وفرت لها حوالي 20 مليون جرعة، غير أنها أرجات عملية تلقيح التلاميذ إلى ما بعد العطلة الشتوية المقررة يوم 17 ديسمبر الجاري. ففيما تجري وزارة الصحة اتصالات مكثفة لتدبير أكثر من 8 ملايين جرعة لقاح للفيروس لمختلف تلاميذ الأطوار المدرسية، إتخذت وزارة التربية الوطنية جملة من الإجراءات الوقائية في كل المراكز التربوية للتصدي لإنتشار هذا الفيروس وسط التلاميذ من خلال التأكيد على النظافة وتوفير الصابون السائل في المراحيض وغيرها من الوسائل اللازمة لضمان سلامتهم، وفي هذا الخصوص حاولت »صوت الأحرار«، أن تستطلع أراء المتمدرسين فيما يتعلق بمدى معرفتهم بهذا الداء، وكذا مدى إستعدادهم لحملة اللقاح. وفي هذا الشأن عبر أحد التلاميذ عن تخوفه الشديد إزاء تزايد عدد الإصابات في الوسط المدرسي، مؤكدا أنه يبحث يوميا عن تطورات وتداعيات هذا الوباء القاتل، ليشير أنه مواظب يوميا على غسل يديه ما بين ساعة وأخرى، حتى أنه لا ينام من شدة خوفه من أن يصاب بمرض إنفلونزا الخنازير، مما أثرت سلبا على دراسته بقوله » ما فائدة الدراسة وأنا في خطر يحدق بي يوميا«، مؤكدا أنه ينتظر بفارغ الصبر الشروع في حملة التلقيح على مستوى مؤسسته والمقررة بعد العطلة الشتوية، ليتمكن بدوره من الإستفادة من هذه العملية قبل أن يستفحل هذا المرض في كل الأماكن ليضيف أنه سيضطر لمغادر مقاعد الدراسة إلى أن يحين التحكم في هذا الوباء. في حين عبر أمين المتمدرس في الطور المتوسط عن إستعداده الكامل لأخذ اللقاح، مشيرا إلى أنه سمع كثيرا عن هذا المرض إلا أنه أكد خلو المؤسسة التي يزاول بها دراسته من أية حالة غير أنه أخبرنا أن الكثير من الشائعات باتت تتداول حول تعرض بعضا من زملائه وحتى أساتذته لفيروس أنفلونزا الخنازير قائلا »كلّما تغيب احد زملائنا أو أساتذتنا، إلا وأشيع أن سبب التغيب ناجم عن إصابتهم بالداء«. ومن جهتهم، أكد العديد من أولياء التلاميذ أن بعد لتطورات التي شهدها هذا المرض فإننا جد متخوفون من أن يصل الوباء إلى أبنائنا الذين هم في خطر خاصة وأن فترة التلقيح مازالت بعيدة لحد ما، مما يشترط أخذ الحيطة، منوهين بالمجهودات التي تقوم بها معظم المدارس من أجل توعية التلاميذ بالإجراءات الوقائية من هذا الوباء القاتل. وفي هذا السياق ناشدت إحدى السيدات وهي أم لطفلين يزاولان دراستهما بالطور الابتدائي، وزارتي الصحة والتربية الوطنية بضرورة عرض اللقاح قبل استخدامه على مختصين وتجربته قبل تجربته على أبنائنا وإصدار بيانات أو نشرات خاصة تبين خلوه من أي مخاطر عبر وسائل الإعلام، الأمر الذي يطمأن الجميع ويعطي ثقة اكبر في النفوس لكثرة ما يشاع حول المخاطر المحتمل حدوثها في حال اخذ جرعات من اللقاح وفي رأي أحد المعلمين بات من الضروري تلقيح التلاميذ ضد فيروس أنفلونزا الخنازير، سيما بعد الانتشار الكبير لهذا المرض خلال الأيام الأخيرة، قائلا »لا يمكن أن ننتظر أكثر فالفيروس أثبت نجاعته في الفتك بالأرواح ولهذا بات لزاما على كل شخص أن يأخذ جرعة من اللقاح«، ولدى استفساره عن استعدادات تلاميذه ومدى قابليتهم لمباشرة حملة التلقيح أكد لنا بأنه بالموازاة مع عملية التحسيس التي باشرناها للوقاية منه لدى التلاميذ، قمنا مباشرة بعد الإعلان عن حملة التلقيح بحملة أخرى للتوعية بضرورة التطعيم ضد هذا الداء. ومهما يكن فإن السنة الدراسية الحالية تعد إستثنائية بكل المقاييس بالنسبة لتلاميذ المدارس فهاجس الإضرابات أربكهم وشبح فيروس أنفلونزا الخنازير بات يؤرق مضاجعهم وبين هذا وذاك يبق مصيرهم معلقا إلى حين، فأصبح لزاما على وزارة التربية الوطنية أن تجد حلا لمشكل تأخر الدروس في أطول فصل دراسي، وعلى وزارة الصحة أن تقنع التلاميذ بأخذ جرعات من لقاح »أش1 أن1« بعد نهاية العطلة الشتوية وذلك قبل أن يتفاقم الوضع وتصبح مدارسنا بؤرة لتفشي الداء لتعلن بعدها وزارة التربية الوطنية عن موسم 2009 2010 سنة بيضاء.