دعت جمعيات ناشطة في مجال الوقاية المرورية، السلطات المحلية بمختلف البلديات عبر الوطن، إلى التعجيل في وضع ممهلات أمام مختلف المؤسسات التربوية، لحماية المتمدرسين من حوادث المرور، خاصة بعد تسجيل مصالح الأمن لوفاة 68 طفلا تتراوح أعمارهم مابين 5 و15 سنة و3156 جريح وذلك في 13975 حادثا مروريا على المستوى الوطني خلال السنة الدراسية ,2013/2012 مؤكدة على ضرورة تكثيف البرامج الوقائية والتحسيسية بالمؤسسسات التربوية ، قصد نشر الثقافة المرورية في أوساط المتمدرسين وتحصينهم من إرهاب الطرقات . أكدت جمعيات خلال منتدى الأمن الوطني، الذي انتظم مؤخرا، لاستعراض الإجراءات المتخذة من قبل مصالح الأمن الوطني بمناسبة الموسم الدراسي20142013 ، أن الوقاية من حوادث المرور، تعد مسؤولية الجميع، راجلين كانوا أو سائقين، مشيرة إلى ضرورة التحسيس بمخاطر الطريق والتحذير، مما يسببه عدم احترام قانون المرور. واستغرب الحاضرون في منتدى الأمن الوطني ، غياب جمعيات أولياء التلاميذ وعدم استجابتهم للدعوة التي وجهتها المديرية العامة للأمن الوطني لهم قصد المشاركة في مناقشة سبل حماية الأطفال المتمدرسين من إرهاب الطرقات، مشددين على ضرورة اقحام الأولياء في عملية الوقاية المرورية . وفي هذا الإطار أشار مدير الأمن العمومي، مراقب الشرطة عيسى نايلي ، إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني، جندت عناصرها لمرافقة تلاميذ المدارس، خلال الموسم الدراسي الحالي، من أجل تأمينهم في محيط المدرسة ومساعدتهم ساعات الذروة وخلال الدخول والخروج تفاديا لوقوع أي حادث يمكن أن يودي بحياتهم، مع تكييف الشوارع بلافتات تعطي الأولوية للتلاميذ في إطار القانون، حيث شرعت -يضيف- في تطبيق البرنامج الذي أعدته بمناسبة الدخول المدرسي الجديد 2013 -2014 ، وهو برنامج طموح من أجل احتواء ظاهرة حوادث المرور التي يقع ضحيتها الأطفال في سن التمدرس وذلك بمشاركة الجماعات المحلية ومديريات التربية، إذ انطلق هذا المخطط العملي يوم 8 سبتمبر 2013 عبر كامل التراب الوطني، وهو التاريخ الذي تزامن مع أول يوم في السنة الدراسية الجديدة. ويشمل هذا البرنامج حسب مدير الأمن العمومي، عدة إجراءات وقائية أمنية وكذا ردعية تتضمن تعزيز تواجد الشرطة بالقرب من المؤسسات التربوية ومحاور الطرق المتواجدة في المناطق التي تشهد نسبة مرتفعة من حوادث المرور، والعمل على تنظيم ورشات للوقاية المرورية على مستوى المؤسسات التربوية يوجه مضمونها نحو تعميم القواعد الأساسية للمرور لاسيما تلك المفروضة على المشاة، مع وضع حظائر التربية المرورية التابعة للأمن الوطني تحت تصرف المؤسسات التربوية، يؤطرها وينشطها تعداد مؤهل، والقيام بعملية تحسيسية واسعة لفائدة السائقين وأولياء التلاميذ. إعداد وثائق وملصقات تتضمّن نصائح وإرشادات خاصّة بالمرور والحماية عبر الطرقات، فضلا عن التواجد المكثّف لعناصر الأمن الراجلة والراكبة على مستوى المدارس والمؤسسات التعليمية. وذكر مراقب الشرطة عيسى نايلي أن التغطية الأمنية والتواجد الكبير لعناصر الأمن الوطني على مستوى المؤسسات التعليمية سيمكّن من الشعور بالأمن الذي تسعى مختلف مصالح الأمن لضمانه عبر كافة ولايات الوطن. وفي إطار تجنب وقوع حوادث مميتة بمحيط المدارس، أقرت المديرية العامة للأمن الوطني بالتنسيق مع الجماعات المحلية مخططا لإصلاح إشارات المرور الأفقية وكذا لافتات تحديد السرعة إلى 30 كلم/سا واللافتات التي تدل على الخروج من المدرسة، ممرات الراجلين، الرسم على الأرض وغيرها من اللافتات التي تساهم في تنوير التلاميذ وتنظيم السائقين وردعهم في حال التجاوزأو المخالفة، كما حثّ ذات المتحدث على دور الأولياء في المحافظة على أرواح أبنائهم من خلال توعيتهم بالسلامة المرورية. من جهتها ذكرت رئيسة جمعية مساعدة الأشخاص المعاقين البركة »فلورة بوبرغوث«، أن الأرقام المقدمة تؤكد بأن حوادث المرور تخلف سنويا أكثر من 4500 معاق حركيا كل سنة وأكدت أن التقليل من حوادث المرور يستلزم القيام بحملات تحسيسية كبيرة من لدن فئات مختلفة من المجتمع من الأطفال إلى البالغين دون استثناء ، مضيفة أن العمل التحسيسي للجمعية يتم يوميا، بالتعاون مع مختلف الشركاء الاجتماعيين ورجال الشرطة والعمل على الحد من حوادث المرور. وأوصت المتحدثة بضرورة تربية التلاميذ على السلامة المرورية لتفادي الكارثة، حيث أكدت رئيسة الجمعية أن النسبة الأكبر من المعاقين حركيا في الجزائر، هي من ضحايا حوادث المرور التي استطاعت أن تشارك بفداحتها في إدخال الكثير من الجزائريين إلى جحيم الإعاقة الحركية. وقالت رئيسة جمعية البركة، أن الوقاية المرورية ليست مسؤولية مصالح الأمن الوطني وحدها ، بل يجب اشراك الجميع في العملية ، بما فيهم الأولياء، المؤسسات التربوية، جمعيات أولياء التلاميذ والمجتمع المدني . و في ذات السياق دعا رئيس جمعية أصدقاء الطريق السلطات المحلية بمختلف بلديات الوطن، إلى ضرورة وضع ممهلات أمام مختلف المؤسسات التربوية لحماية الأطفال المتمدرسين من حوادث المرور، مؤكدا أن العديد من المدارس، الإكماليات والمتوسطات لا توجد أمامها أية ممهلات، تعمل على إجبار السائقين على تخفيض السرعة. وأكد ذات المتحدث على أهمية تكثيف العمليات التحسيسية لتحصين الأطفال من إرهاب الطرقات ، مع اشراك الأولياء وسائقي السيارت في العملية، مشيرا إلى ضرورة تحلي الأولياء بروح المسؤولية من أجل حماية أبناءهم من مخاطر الطريق .