تبنت مصالح الأمن الوطني مخططا مروريا جديدا يُعنى بحماية تلاميذ المدارس؛ في خطوة لتعزيز الأمن على مستوى المؤسسات التربوية من أجل ضمان حماية أكثر للتلاميذ، خاصة فيما يتعلق بحوادث المرور التي يذهب ضحيتها الأطفال، سيتم تقييمه نهاية شهر ديسمبر القادم. وتشير الأرقام المتعلقة بحصيلة حوادث المرور الجسمانية المسجلة في المناطق الحضرية خلال الموسم الدراسي الفارط، إلى وفاة 68 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 5 و15 سنة، بالإضافة إلى 3156 جريحا ضمن أزيد من 13 ألف حادث مروري. وقد قررت المديرية العامة للأمن الوطني انطلاقا من الأرقام المسجلة، تنسيق جهودها مع الجماعات المحلية والجمعيات. وقد انطلق المخطط يوم الثامن سبتمبر الجاري، واعتمد على نشر تعداد هام من عناصر الشرطة على محاور المؤسسات التربوية والممرات المحاذية لها، بالإضافة إلى تنظيم ورشات عمل ودروس لفائدة أبناء المدارس لتوعيتهم وتحسيسهم بمخاطر الطرقات وإطلاعهم على قانون المرور، خاصة في شقه الخاص بالراجلين. وسيتم بالتنسيق مع السلطات المحلية تفقّد جميع إشارات المرور الأفقية منها والعمودية المنتشرة على مستوى البلديات، مع التشديد على وضع لافتات وإشارات مرورية خاصة لحمل السائقين على الحد من استعمال السرعة بجانب المؤسسات التربوية وضبطها عند معدل 30كلم؛ لتفادي الحوادث المرورية التي يذهب ضحيتها التلاميذ. وسيتم تدعيم جميع المؤسسات بأعوان حراسة وكذا رجال أمن، سيسهرون على تطبيق التعليمات المرورية لحماية الأطفال المتمدرسين. وخلال ندوة صحفية نشّطها أمس مدير الأمن العمومي مراقب الشرطة عيسى نايلي، أوضح المسؤول أنه إلى جانب كل هذه الإجراءات تستعد المديرية العامة للأمن الوطني، لإطلاق حملة توعوية وتحسيسية واسعة على مستوى جميع ولايات الوطن، تم التحضير لها ماديا ومعنويا من خلال رصد 22 ألف ملصقة من الحجم الكبير و73 ألف ملصقة من الحجم المتوسط، ناهيك عن 50 ألف مطوية و160 ألف منشور، علما أن هذا المخطط لن يكون مؤقتا، بل سيستمر إلى غاية نهاية الموسم الدراسي الحالي مع تقييمات دورية لنتائجه في الميدان. من جانب آخر، قيّم المتحدث موسم الاصطياف الفارط الذي جنّدت له المديرية العامة للأمن الوطني ترسانة هامة من أعوانها، بأزيد من 100 ألف شرطي، شرعوا في العمل ضمن مخطط أزور انطلاقا من 18 جوان الماضي من 50 ألف شرطي من مختلف الرتب، موزعين عبر 59 مركز مراقبة وأمن، منصّبين على مستوى 76 شاطئا تقع ضمن إقليم اختصاص مصالح الشرطة. وقد تمكنت فرق المراقبة والأمن بالشواطئ من تسجيل 2699 تدخلا و743 مخالفة، منها 66 مخالفة متعلقة بالمساس بالاشخاص، و45 مخالفة خاصة بالممتلكات، و65 مخالفة أخرى تتعلق بالمساس بالسكينة العمومية. وأشار المتحدث إلى أن حالات المساس بالأشخاص والممتلكات قد تراجعت بمعدل النصف مقارنة بالعام الماضي؛ وهذا يعني أن صيف 2012 هو الأكثر أمنا؛ بدليل تراجع الصعوبات في أداء مهام أعوان الأمن حسب السيد عيسى نايلي، الذي حيّى تعاون المواطنين في الكشف عن الأشخاص والإبلاغ عنهم، وهو ما حال دون تسجيل حوادث على مستوى الشواطئ خاصة... وفيما يخص حوادث المرور، فقد عرفت هي الأخرى تراجعا طفيفا، وتم تسجيل 3672 حادثا مروريا تسببت في جرح 4512 شخصا ووفاة 178 آخرين مقابل 189 قتيلا العام الماضي٫