مواصلة لمشواره في تناول الظواهر السياسية و الإقتصادية والإعلامية الدولية وأهم قضايا المجتمع الدولي و ضمن منشورات دار الفجر للنشر والتوزيع المصرية صدر حديثا كتاب مهم للباحث والإعلامي الأستاذ عبد القادر رزيق المخادمي بعنوان « القواعد العسكرية الأمريكية الروسية ومخاطرها على الأمن الدولي « ، يتضمن 6 فصول تشريحية في مباحث ومطالب ، يقع في 266 ص من الحجم المتوسط وتتصدره صورة للباس عسكري يحمل شارة العلم الأمريكي والروسي ويعكس ذلك دلالات عديدة وذلك في إطار بحثه المكثف للإثراء المكتبة الجزائرية المتخصصة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بمؤلفات لها قيمتها بفضل المراجع والمصادر الثرية التي غاص فيها المؤلف وأيضا من خلال الجهد الأكاديمي البارز في العمل من خلال المنهجية المحكمة لصياغة مؤلفه المميز الذي يشكل إضافة للطلبة المختصين . تتناول الفصول بالتحليل الدقيق القواعد العسكرية الأمريكية في الخارج ، القواعد العسكرية الأمريكية في العالم العربي ، الإستراتيجة الأمريكية في إفريقيا ، القواعد الروسية في العالم ، القواعد الأمريكية في أمريكا اللاتينية وكندا ، القواعد الأمريكية في أوروبا ، ويوضح المؤلف الأستاذ عبد القادر رزيق المخادمي في مقدمة الكتاب : « تقوم إستراتيجية الولاياتالمتحدةالأمريكية على أساس الهيمنة والإستحواذ كلاعب متفرد في الساحة الدولية ، من أجل إجتياح العالم والسيطرة عليه وذلك من خلال أربعة عناصر : وهي السيطرة على الإقتصاد العالمي ، وضع اليد على جميع مصادر الثروة الطبيعية وتشمل المواد الأولية ومصادر الطاقة التي تعتبر بالأساس حساسة لنمو ثرواتها ، التحكم في المنظمات الدولية السياسية والأمنية و الإقتصادية ، الغزو و الإحتلال بواسطة شبكة من القواعد العسكرية المنتشرة في كل أٍركان الكرة الأٍرضية إن في القارات والمحيطات أو الجو والفضاء ويضيف صاحب الكتاب « وقد إعتمدت الولاياتالمتحدة منذ سقوط الإتحاد السوفياتي وفي عقيدتها القتالية على القواعد العسكرية المنتشرة في العالم حيث تمكن تلك القواعد الولاياتالمتحدة من السيطرة عبر أسطولها البحري وحاملات الطائرات من التحكم في مسارات التجارة العالمية كما إعتمدت الولاياتالمتحدة إستغلال قواعد ، بها قوات خفيفة وسهلة الحركة وسريعة الإستجابة..من أجل إحتواء النفود الروسي واستمرار الهيمنة الأمريكية وبالتالي ليس غريبا أن تحض البحار الشمالية مثل بحر قزوين والبحر الأسود وبحر البلطيق باهتمام لدى الولاياتالمتحدة من أجل إحتواء روسيا ولهذه الغاية كانت أهمية دول البلطيق وشرق أوروبا ، وكذلك البحار الأساسية مثل البحر الأبيض المتوسط والمحيطات الكبرى في العالم ، بتنصيب قواعد عسكرية في تركيا وفي دول وسط آسيا لضمان السيطرة على التجارة وخطوط الأنابيب وضمان نقل النفط والغاز والبضائع الأخرى الهامة للعالم الصناعي الغربي ، ويرى الأستاذ عبد القادر رزيق المخادمي « إن الوظيفة الحقيقية للقواعد الأمريكية المنتشرة في العالم من أقصاه إلى أدناه تتعدى نطاق حماية دويلات الشرق الأوسط الجديدة ، ذلك أن نظاما أمنيا متكاملا تديره إسرائيل ، هو الذي سيتولى هذه المهمة ، بينما يصبح هذا الشرق الأوسط الجديد بمثابة « حاملة طائرات عملاقة « تفرض على العالم برمته منطقا جديدا في العلاقات الدولية ، يقوم على إستخدام مفرط وجنوني للقوة « . ويغوص الكاتب عبر مختلف الفصول إلى خلفيات إعتماد الولاياتالمتحدة منذ سقوط الاتحاد السوفييتي في عقيدتها القتالية على القواعد العسكرية المنتشرة حول العالم، حيث تمكن تلك القواعد الولاياتالمتحدة من السيطرة عبر أسطولها البحري وحاملات الطائرات من التحكم في المسارات التجارية العالمية كما اعتمدت على استغلال قواعد، بها قوات خفيفة وسهلة الحركة وسريعة الاستجابة....من أجل احتواء النفوذ الروسي واستمرار الهيمنة الأمريكية وذلك من أجل: السيطرة على الاقتصاد العالمي وضع اليد على جميع مصادر الثروة الطبيعية وتشمل المواد الأولية ومصادر الطاقة، التي تعتبر بالأساس حساسة لنمو ثرواتها التحكم في المنظمات الدولية السياسية والأمنية والاقتصادية الغزو والاحتلال بواسطة شبكة من القواعد العسكرية المنتشرة في كل أركان الكرة الأرضية ومما لاشك فيه، أن شعوب الدول التي تتواجد بها القواعد العسكرية الأمريكية أو الروسية على حد سواء مستاءة من تواجد القواعد العسكرية في بلادها، خاصة في وطننا العربي، فالغضب الشعبي العربي يتنامى، ويعتبر هذه القواعد شكلا من أشكال الاحتلال الامبريالي وتنتشر القواعد العسكرية الأميركية في 130 بلدا حول العالم تقريبا، و يزيد عددها عن الألف وفق بعض المصادر العسكرية، و تترواح مهماتها بين القيام بالعمليات العسكرية والتدريب المشترك مع قوات الدول المتواجدة بها والمشاركة في عمليات حفظ السلام، كما سعت أميركا إلى عقد الاتفاقات الأمنية مع العديد من الدول حول العالم.