دعا زعيم المعارضة في أفغانستان عبد الله عبد الله في مقابلة مع «تايمز» إلى إجراء تحقيق جنائي في ادعاءات بتلاعب كبير في أصوات الناخبين أثناء انتخابات الشهر الماضي، متهما منافسه الرئيس حامد كرزاي بالخيانة. وقال عبد الله إن ما حدث «كان أسوأ من جريمة، فهو خيانة». وأضاف أن كرزاي «لا يفكر في البلد أصلا وكل ما يهمه هو نفسه وقد تم ضبطه متلبسا». وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم اجتياز كرزاي عتبة ال50% بصعوبة بما يسمح له بتجنب إعادة الانتخابات، فإن إعادة حساب الأصوات يمكن أن تسبب تراجع تأييده إلى دون هذا المستوى، ما يعني أن البلد قد يضطر للتصويت مرة ثانية. وحذرت لجنة الانتخابات المستقلة من أن العملية يمكن أن تستغرق شهورا وحينها يكون فصل الشتاء قد دخل، الأمر الذي قد يحول دون تصويت آخر حتى فصل الربيع. وهذه العملية يمكن أن تترك البلد بدون قيادة لشهور في وقت بدأت فيه طالبان تبرز كقوة خطيرة. وكلا الجانبين رفضا نداءات دولية بتشكيل حكومة وحدة. وأضاف عبد الله أن «التزوير امتداد لهذا الفساد التي تفشى في هذا النظام». واعترف بأنه رغم الحاجة إلى تحقيق فإنه لا توجد في الوقت الحالي هيئة قضائية مستقلة تضطلع بالأمر. وقال أيضا إن الحكومة المؤقتة كانت مطلوبة لإدارة الدولة، ليس فقط للخروج بها من انتداب كرزاي، الذي انتهى رسميا في ماي الماضي، ولكن أيضا لمنعه من التلاعب بجولة تصويت ثانية. ونوهت الصحيفة إلى أن المجلس الدولي للأمن والتنمية -مؤسسة فكرية مستقلة تعمل في أفغانستان- حذر من أن طالبان رسخت وجودها بشكل دائم في 80% من البلد إضافة إلى وجود واقعي في أكثر من 17%. وفي سياق متصل أيضا كتب سايمون تيسدل في غارديان قائلا إن التركيز الرئيسي لإستراتيجية الولاياتالمتحدة الحربية في أفغانستان يمكن أن يتحول تجاه الولاياتالشرقية المحاذية لباكستان وبعيدا عن جنوب البلاد، حيث تغلغل القوات البريطانية بكثافة بموجب خطة تمت صياغتها من قبل القادة العسكريين. وقال تيسدل إن أي تحرك من قبل قائد القوات الأمريكية والناتو في أفغانستان الجنرال ستانلي مكريستال لتركيز قوة النيران والمصادر بعيدا عن هلمند في الجنوب يمكن أن يجابه بمقاومة من قبل القادة البريطانيين ومن ثم يؤدي إلى قتال شرس متزايد مع المتمردين هناك. وأي ضغط عسكري أمريكي إضافي على طول الحدود الشرقية سيسبب أيضا قلقا في باكستان، حيث يلقى اللوم على الهجمات الجوية الأمريكية على أهداف القاعدة وطالبان في وزيرستان والهجوم الباكستاني بإيعاز أميركي في الربيع على طالبان في سوات بأنها السبب في عدم الاستقرار المتزايد. وأشار تيسدل إلى أن الإستراتيجية الجديدة تواجه مشكلات في واشنطن وفي أفغانستان. فقد رأت رئيسة مجلس النواب الأميركي تأييدا قليلا في الكونغرس أو الدولة للتصعيد في أفغانستان. وأضاف أن ريتشارد هولبروك، الذي شملت مهمته أفغانستانوباكستان، قد تعاطي مع البلدين كمشكلة واحدة متصلة، الأمر الذي ضايق المسؤولين الباكستانيين. كما أنه تصادم مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بسبب مسلك الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي الذي لم يبت فيه بعد. وفي تحرك مرتبط بالتأكيد الأمريكي الجديد لكسب ود الشعب الأفغاني، ستصدر إدراة أوباما توجيهات تمنح سجناء قاعدة بغرام -التي تديرها أمريكا- حقوقا قانونية في الاعتراض على سجنهم. ويذكر أن بعض السجناء الذين يصل عددهم لنحو 600 ظلوا رهن الاعتقال لأكثر من خمس سنوات بدون حق انتداب محامين أو الحق في سماع الاتهامات الموجهة إليهم.