ذكرت صحيفة «ذي أوبزرفر» أن الضغوط الغربية وخاصة الأمريكية تزداد على الرئيس الحالي حامد كرزاي لإبرام صفقة مع غريمه في الانتخابات الرئاسية عبد الله عبد الله وتشكيل حكومة مشتركة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الضغوط تأتي في وقت تخفق فيه اللجنة المشرفة على الانتخابات في إعلان الفائز بالانتخابات وسط مزاعم التزوير وإعادة الفرز. ويخشى المسؤولون الغربيون أن يحصل كرزاي على نسبة أقل من 50% لأن ذلك يعني الدخول في جولة ثانية من الانتخابات، وهو ما يعتبره المسؤولون أقرب إلى المستحيل في المرحلة الحالية بسبب الاضطرابات التي تشهدها المنطقة. وتقول الصحيفة إن التحقيق في مزاعم التزوير في الانتخابات قد تستغرق أسابيع ومن ثم يقترب فصل الشتاء ما يضطر البلاد إلى إرجاء الانتخابات إلى الربيع المقبل، وهذا ما سيضعها في مأزق سياسي خطير يضاف إلى تفشي الاضطرابات في كل مكان. وهذا ما تطرقت إليه صحيفة «صنداي تلغراف» التي قالت إن مسؤولين أمريكيين يبذلون مساعي حثيثة لإرغام كرزاي على تشكيل حكومة وحدة مع منافسه عبد الله، في خطوة يقصد منها تجنيب البلاد كارثة سياسية تلوح في الأفق بعد التزوير في انتخابات الشهر الفائت. ونقلت عن مصادر في واشنطن أن السفير الأمريكي لدى كابل كارل إكينبيري أجرى «لقاء ساخنا» مع الرئيس الأفغاني الأسبوع الماضي، يحثه على التراجع عن الادعاء بالانتصار الكاسح حتى يتم إعادة فرز جميع الأصوات، لأن إعلان الانتصار ربما يحطم الإستراتيجية الأمريكية. وأشارت الصحيفة إلى أن أمريكا تحاول أن تكون حذرة في اتخاذها موقفا مؤيدا أو معارضا لكرزاي، غير أن مسؤولين أمريكيين أوحوا سرا برغبتهم في ترجيح كفة كرزاي. والسبب الرئيسي وراء تلك الرغبة الأمريكية، كما تقول «صنداي تلغراف»، يكمن في أن كرزاي سيقبل بوجود إصلاحيين في حكومته يستطيعون أن يجروا تغييرا على حكومته التي تعد فاسدة وغير فاعلة. ومن جانبها نقلت صحيفة «صنداي تايمز» تحذير عبد الله عبد الله من أنه قد لا يتمكن من كبح جماح مؤيديه الساخطين ومنعهم من الخروج في مظاهرات بعد أن تبين أن خُمس الأصوات كانت مزورة. وأوضح للصحيفة أن مؤيديه كانوا يتوقعون قبل الانتخابات وقوع احتجاجات بالكلاشنكوف على غرار ما حدث في إيران، إذا ما فاز كرزاي في الجولة الأولى، مشيرا إلى أن غريمه لن يحقق ذلك إلا بوسيلة الغش والتزوير. وأكد عبد الله الذي جاء في المركز الثاني بنسبة 28.1%، أن النتيجة المنصفة الوحيدة هي إجراء جولة ثانية من الاقتراع، «لأننا نتحدث عن تزوير كبير جدا». وحصلت صنداي تايمز على تقارير لمراقبين من مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان تفيد بتزوير أكثر من مليون صوت، أي 32% مما تم فرزه حتى الآن. ووفقا لمحللين، فإن إلغاء تلك الأصوات يعني أن نصيب عبد الله سيزداد بنسبة 4% ليصبح 32.03% وتراجع كرزاي إلى نسبة 47.48%، وبالتالي إجراء جولة ثانية.