تبنى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تفجير ثكنة للجيش بتومبوكتو، خلف مقتل 16 جنديا حسب التنظيم، فيما كشفت صحيفة »كريستيان ساينس مونيتور« الأمريكية أن منطقة الساحل الصحراوي تحولت إلى ملاذ لعدد من التنظيمات الإرهابية المرتبة بالقاعدة من بينها كتيبة الملثمين الجزائرية. أعلن تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي وقوفه وراء عملية التفجير التي استهدفت ثكنة للجيش المالي بمدينة تومبوكتو بشمالي مالي، وكشف متحدث باسم إمارة منطقة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في اتصال مع وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة »الأخبار« صباح أول أمس الاثنين، عن خسائر فادحة في صفوف القوات المالية، وتحدث عن مقتل ما لا يقل عن 16 جنديا ماليا، وتدمير عدد من العربات العسكرية، إضافة لأجزاء كبيرة من مبنى الثكنة، وقال التنظيم الإرهابي أن العملية نفذها مقاتلان يتبعان إمارة الصحراء، وإن السيارة المستخدمة فيها كانت تحمل أكثر من طن من المتفجرات بحيث خلفت، حسب ذات المصدر، خسائر كبيرة في الأرواح وفي المعدات.وقال المتحدث باسم إمارة الصحراء في بيان مقتضب حول الحادث: »تمكن بحمد الله بطلان من أبطالنا الاستشهاديين من الدخول إلى وسط ثكنة تمبكتو العسكرية وتفجير سيارتهما المحملة بأكثر من طن من المتفجرات، وحسب المعلومات الأولية من مصادرنا الخاصة فقد تم إهلاك أكثر من 16 جنديا ماليا، وجرح العشرات، مع تدمير عدد كبير من الآليات العسكرية وجزء كبير من الثكنة، وسوف نرسل لكم لا حقا بيانا بالتفاصيل..« وكتبت صحيفة »لكسبريس« الفرنسية تقول أن الاضطرابات الجديدة في شمال مالي دفعت الرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا إلى قطع زيارته لفرنسا ليعود أمس إلى بلاده، وكان من المفترض أن يبقى الرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا حتى نهار الغد، ولكنه غادر البلاد عقب لقائه بنظيره الفرنسي فرانسوا هولاند. هذا في وقت استمرت اشتباكات في كيدال في شمال شرق مالي بين الجيش ومتمردي التوارق في الحركة الوطنية لتحرير أزواد لليوم الثاني على التوالي، بينما استنكر جنود قريبون من انقلابيين مارس 2012 اختلافات في المعاملة بينهم في مدينة كاتي بالقرب من باماكو من خلال إطلاق النار في الهواء وإصابة ضابط قاموا بخطفه لعدة ساعات.للإشارة سبق لمصادر إعلامية أن كشفت في نهاية الشهر الفارط أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عين قادة جددا في وحداته المقاتلة في شمال، ومن بين القادة الجدد الجزائري المكنى بسعيد أبو مقاتل الذي حل محل عبد الحميد أبو زيد، الأمير السابق لكتيبة »طارق ابن زياد« الذي قتل خلال التدخل العسكري الفرنسي- الإفريقي في جانفي الماضي.واتهمت السلطات المالية في هذه الأثناء موريتانيا بالوقوف وراء الانسحاب المفاجئ للمجموعات المسلحة الترقية من المفاوضات معها، في وقت كانت تقدم لهم تنازلات كبيرة، ونقلت وكالة »الأخبار« عن مصادر تصريحات لمسؤولين ماليين مفادها أن هناك نية خارجية لإفشال تلك المفاوضات، مشيرة بأصابع الاتهام إلى موريتانيا، وأضاف المصادر أن قيام نواكشوط بإفشال الاتفاق بين باماكو وبعض الجماعات المسلحة يعتبر بمثابة رسالة قوية مضمونها أنه لن يحل السلام ولا الأمن في شمال مالي إلا بمباركة من موريتانيا، ورجحت الوكالة أن يكون رفض باماكو نشر قوات موريتانية ضمن القوات الأممية على الحدود بين البلدين هو سبب التوتر الحاصل في العلاقات بين نواكشوط وباماكو. وقال تقرير نشرته صحيفة »كريستيان ساينس مونيتور« الأمريكية أن الصحراء الإفريقية أضحت ملاذا للعديد من التنظيمات »الجهادية« المرتبطة بتنظيم القاعدة بدءا من حركة الشباب الصومالية وحركة بوكو حرام النيجيرية وصولا إلى كتيبة الملثمين الجزائرية، واستندت الصحيفة في موقعها الاليكتروني على تصريحات لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والتي جاء فيها أن الحركات المتواجدة في منطقة الساحل جنوب الصحراء الأفريقية في دول مثل مالي و نيجيريا تأوي جماعات مسلحة على علاقة بتنظيم القاعدة وجعلت من هذه الدول مكان يختبئون فيه ويشنون حملاتهم على أهداف غربية ويمتد عرض حزام الساحل الإفريقي شبه القاحل إلى 600 ميل من السنغال غربا إلى الصومال شرقا.