جددت الجزائر التأكيد على تضامنها مع ليبيا بعد إطلاق سراح رئيس الحكومة الليبية علي زيدان بعد احتجازه لساعات من قبل »الثوار« السابقين، مؤكدة دعمها له من أجلب استكمال بمسار الانتقال السياسي وتكريس الأمن والاستقرار في ليبيا. جددت الجزائر دعمها الكامل لمسار الانتقال السياسي والمجهودات التي يبذلها رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، وعبرت عن ارتياحها العميق لإطلاق سراح الوزير الأول الليبي علي زيدان الذي اختطف واحتجز اليوم الخميس مدة ساعات من طرف متمردين سابقين مؤكدة دعمها للجهود التي يبذلها من اجل ضمان الأمن و الاستقرار في ليبيا، وأوضح الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني: »نحن مرتاحون جدا لإطلاق سراح الوزير الأول الليبي علي زيدان« وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية: »في هذه الأوقات الصعبة نؤكد له تضامننا الكامل و نجدد له دعم الجزائر للجهود التي يبذلها دون هوادة على رأس الحكومة الليبية من أجل استكمال مسار الانتقال السياسي و إرساء بشكل دائم الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق«.وكانت الجزائر السباقة إلى شجب عملية اختطاف الوزير الأول الليبي، وأعلنت على لسان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عن انشغالها إزاء التطورات الأخيرة في ليبيا، ودعا عمار بلاني إلى الإفراج الفوري عنه، وقال الناطق باسم الخارجية الجزائرية في تصريح لوأج أن »الجزائر تؤكد من جديد تضامنها ودعمها للحكومة الانتقالية والشعب الليبيين وتدعو إلى الإفراج الفوري عن الوزير الأول الليبي علي زيدان وإلى احترام سلامته الجسدية«، مضيفا: »ندعو جميع الأطراف المعنية الليبية إلى التحكم في النفس لحماية مسار الانتقال السياسي في هذا البلد الشقيق والجار وحل جميع الخلافات المحتملة بين الأطراف الليبية في إطار مؤسسات البلد«.وكانت حادثة اختطاف مسؤول الحكومة المؤقتة الليبية على زيدان أول أمس الخميس قد أثارت حالة من القلق و الاستياء لدى العديد من الأطراف الدولية التي أعربت عن تضامنها ودعمها للحكومة الانتقالية داعية إلى العمل على إنهاء حالة الانفلات الأمني التي تعاني منها البلاد، وفي هذا الإطار أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون عن قلقه إزاء هذه الحادثة كما عبر عن »انزعاجه من مثل هذه السلوكات«، بينما قالت روسيا أن عملية الاختطاف هذه »تبين هشاشة الوضع الأمني الذي تعيشه ليبيا«، فيما ندد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بعملية الاختطاف معربا عن »استنكاره الشديد لهذه العملية الإجرامية التي تسيء إلى الشعب الليبي وثورته وتعرقل جهود إرساء دعائم الدولة الليبية الجديد« كما أكد وقوف الجامعة العربية الكامل مع ليبيا وشعبها »في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة«، وبدوره أدان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الحادثة مؤكدا على أنه »من الضروري أن يتم الحفاظ على عملية الانتقال السياسي في ليبيا« مشيرا إلى دعم بلاده الكامل للشعب والحكومة الليبيين في هذا الوقت العصيب«. للإشارة كان رئيس الوزراء الليبي المؤقت علي زيدان قد صرح فور إطلاق سراحه قائلا بأن واقعة اختطافه من قبل مجموعات مسلحة »تعد طبيعية في ظل الظروف الأمنية التي تمر بها ليبيا حاليا« موضحا أن »الحادث جاء بعد لبس في قضايا اتهمت بأني مسؤول عليها«، في إشارة إلى حادثة اختطاف المخابرات الأمريكية لأبي أنس الليبي، واسمه الحقيقي (نزيه عبد الحميد الرقيعي)، المتهم بتدبير اعتداءات قامت بها القاعدة ضد أمريكيين، ودوره في الهجمات على السفارتين الأمريكيتين في تنزانيا وكينيا في العام ,1998 وقد طالبت الحكومة الليبية المؤقتة السلطات الأمريكية بتقديم توضيحات حول اختطاف أبي أنس في حين أكد وزير العدل الليبي صلاح المرغني أن »الحكومة وفور علمها بالحادث تواصلت مع الحكومة الأمريكية وأبلغتها أنه لا يمكن أن نوافق على أن يختطف مواطن ليبي تحت أي ظرف من الظروف«، غير أن عائلة أبي أنس الليبي اعتبرت أن عملية الاختطاف حدثت بإيعاز من السلطات الليبية متهمة إياها »بالتواطؤ مع قوى أجنبية ضد مواطنيها«.