أثارت حادثة إختطاف رئيس الحكومة المؤقتة الليبية على زيدان اليوم الخميس قلق و إستياء العديد من الأطراف الدولية التي أعربت عن تضامنها ودعمها للحكومة الانتقالية داعية إلى العمل على إنهاء حالة الإنفلات الأمنى التي تعاني منها البلاد. وفي أولى ردود الفعل عقب ورود أنباء عن إختطاف على زيدان أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون عن قلقه إزاء هذه الحادثة كما عبر عن "إنزعاجه من مثل هذه السلوكات" بينما قالت روسيا ان عملية الاختطاف هذه "تبين هشاشة الوضع الأمني الذي تعيشه ليبيا". وفور الإعلان عن إطلاق سراح على زيدان أعربت الجزائر على لسان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية السيد عمار بلاني عن إرتياحها معربة عن تضامنها الكامل و دعمها للجهود التي تبذلها الحكومة الليبية المؤقتة و على رأسها على زيدان من أجل تحقيق السلم و الامن في هذا البلد الشقيق. ويأتى هذا الإرتياح بعد "الإنشغال" الذي عبر عنه السيد عمار بلاني بعد إختطاف علي زيدان داعيا جميع الاطراف المعنية في ليبيا إلى التحكم في النفس لحماية مسار الانتقال السياسي في هذا البلد الجار وحل جميع الخلافات المحتملة بين الأطراف الليبية في اطار مؤسسات البلد. من جانبه ندد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بعملية الإختطاف معربا عن "استنكاره الشديد لهذه العملية الإجرامية التي تسيء إلى الشعب الليبي وثورته وتعرقل جهود إرساء دعائم الدولة الليبية الجديدة'' كما أكد وقوف الجامعة العربية الكامل مع ليبيا وشعبها "في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة". نفس الإستنكار أعرب عنه الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش الذي تحدث أيضا عن الوضع الأمنى في ليبيا مشيرا إلى أن "موسكو ستنظر في مسألة إعادة فتح سفارتها في ليبيا بعد التأكد من توفر ظروف ملائمة لعمل الدبلوماسيين". وبدوره أدان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الحادثة مؤكدا على أنه "من الضروري أن يتم الحفاظ على عملية الانتقال السياسي في ليبيا" مشيرا إلى دعم بلاده" الكامل" للشعب والحكومة الليبيين في هذا الوقت" العصيب". — حادثة إختطاف على زيدان "طبيعية" نظرا للظروف الامنية التي تعرفها ليبيا— وفورعودته إلى مقر رئاسة الحكومة اليوم بالعاصمة الليبية طرابلس بعد إطلاق سراحه إعتبر رئيس الوزراء الليبي المؤقت علي زيدان إن واقعة اختطافه من قبل مجموعات مسلحة "تعد طبيعية في ظل الظروف الأمنية التي تمر بها ليبيا حاليا" موضحا أن "الحادث جاء بعد لبس في قضايا اتهمت بأني مسؤول عليها ". وشكر زيدان "ثوار منطقة الفرناج والثوار التابعين لأمن فندق كورنيثيا" وكل من ساهم في عملية تحريره "من الذين أبدوا حرصهم على التمسك بشرعية الدولة المنتخبة". من ناحية اخرى نفت غرفة عمليات ثوار ليبيا مسؤوليتها عن اختطاف رئيس الوزراء علي زيدان وفق بيان رسمي صدرعن الغرفة التي أكدت أيضا أنه "ليس من أخلاق ومنهاج ثوار الغرفة العمل بهذه الطريقة فالقانون هو منهاجها الأساسي لأي عمل ومهمتها تأمين العاصمة طرابلس". و في الوقت الذي أعلنت فيه جماعة تقول انها من "الثوار الليبيين السابقين" اختطافه أعلن مكتب النائب العام الليبي أنه لم تصدر أي مذكرة اعتقال بحق زيدان. وأكدت جماعة من "الثوار الليبيين السابقين" أنها إختطفت علي زيدان من فندق في العاصمة طرابلس اليوم ل"دور حكومته في إلقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية القبض على مشتبه به من قيادات تنظيم القاعدة في العاصمة الليبية طرابلس". — إختطاف على زيدان له علاقة بإلقاء القبض على "أبي أنس الليبي"— وحسب على زيدان فإن عملية إختطافه جاءت على خلفية قيام وحدات عسكرية أمريكية بإختطاف "أبي أنس الليبي" و إسمه الحقيقي (نزيه عبد الحميد الرقيعي) المطلوب في الولاياتالمتحدة على خلفية دوره في الهجمات على السفارتين الأمريكيتين في تنزانيا وكينيا في العام 1998. وقد طالبت الحكومة الليبية المؤقتة السلطات الأمريكية بتقديم توضيحات حول اختطاف "أبي أنس" في حين أكد وزير العدل الليبي صلاح المرغني أن "الحكومة وفور علمها بالحادث تواصلت مع الحكومة الامريكية وأبلغتها أنه لا يمكن أن نوافق على أن يختطف مواطن ليبي تحت أي ظرف من الظروف". غير أن عائلة "أبي أنس الليبي" إعتبرت أن عملية الإختطاف حدثت بإيعاز من السلطات الليبية متهمة إياها "بالتواطؤ مع قوى أجنبية ضد مواطنيها" وهو ما نفاه صلاح المرغني الذي إستدعى السفيرة الأمريكية لدى طرابلس ديبورا جونز مطالبا بتوضيح ملابسات العملية. — قلق دولي إزاء حالة الإنفلات الامني التي تعيشها ليبيا — وتعكس حادثة إختطاف على زيدان حالة الإنفلات الأمنى التي تعيشها ليبيا خاصة و انها جاءت بعد أيام قليلة من الهجوم الذي نفذه مسلحون مجهولون على مقر السفارة الروسية بطرابلس ردا على مقتل ضابط في الطيران بالجيش الليبي يوم الثلاثاء على يد فتاة روسية في منزله . وعقب ذلك قررت موسكو إجلاء دبلوماسييها من طرابلس مؤكدة أن ذلك "لا يعني قطع الاتصالات الدبلوماسية مع ليبيا" في حين قدمت طرابلس إعتذاراتها لموسكو متعهدة بتقديم الجناة إلى العدالة. و في غضون ذلك أرسلت الولاياتالمتحدةالأمريكية مائتي عنصر من قوات المارينز إلى قاعدتها العسكرية في إيطاليا تحسبا لأي استهداف قد يطال بعثتها الدبلوماسية في ليبيا عقب اختطاف الليبي "ابي أنس الليبي". كما نجا ضابط ليبي أمس الأربعاء من محاولة اغتيال خلال تعرض سيارته للتفجير أمام منزله في مدينة بنغازي شرق ليبيا في حين لقي العقيد الطيار عبدالله أبو زيد البرعصي مصرعه يوم الأحد بعد تعرضه لإطلاق النار من قبل مجهولين.