كثيرة هي القصص المؤلمة التي تدور أحداثها في أعماق المجتمع الجزائري والمِؤلم جدا أن هذه القصص ليست أفلام تليفزيونية أو سينمائية بل هي قصص حقيقية أحداثها تدور بشوارعنا ومؤسساتنا وإدارتنا مع أشخاص أرهقتهم هموم الحياة وزادهم استغلال بعض الذئاب البشرية هما على هم، مليكة هي قصة مأساة امرأة مثابرة لم يتبقى لها في الحياة إلا تحقيق حلم الحصول على مسكن يجمعها مع أبنائها. بصوت متقطع وبنبرات مرتجفة وبنظرات مليئة بالحزن تحمل في طياتها معاناة دامت لأكثر من 35 سنة مع زوج مدمن على شرب الخمر تحدثت السيدة مليكة » لصوت الأحرار« عن معاناتها على أمل أن تجد قلوبا حانية وأذان صاغية تنسيها ولو قليلا من مأساتها. السيدة مليكة حاج موسى أم لخمسة أبناء تعمل حاليا بمطبخ مركز الطفولة المسعفة بولاية البويرة تطلقت عام 2004 بعد زواج غير مستقر دام أكثر من خمسة وثلاثون سنة قضتها بين المشاكل والمحاكم والصراعات التي أنهكت صحتها. تقول مليكة أنها ليست نادمة على الطلاق وإنما متحسرة على الواقع المر الذي أل إليه المجتمع ونظرته للمرأة المطلقة حيث أنه وبالرغم من دخولها عقدها الخامس إلا أن أصحاب القلوب المريضة لا يضيعون أي فرصة للتحرش بها ومساوماتها، وما زاد الطين بلة أنها لم تسلم حتى من بعض المسؤولين المحليين وبعض الإداريين الذين يتحرشون بها كلما قصدتهم للبحث عن سكن، مشيرة إلى هاتفها قائلة بأنها حذفت منذ دقائق فقط رسالة تحرش. معاناة هذه الأم مستمرة مع مشكل المبيت فهي تنتظر يوميا بعد انتهاء عملها من تتلطف عليها وتدعوها للمبيت عندها أما أبنائها فكل واحد تدبر أمر المبيت باستثناء البنت التي تعيش رفقة والدها وزوجته. ونظرا لهذه الظروف القاسية التي تعتبر قطرة من بحر تناشد السيدة مليكة السلطات المحلية وعلى رأسهم المسؤول الأول عن الولاية بالنظر في حالتها ومنحها سكنا يجمعها بأبنائها، كما طالبت بضرورة مقابلة الوالي شخصيا بعد المشاكل التي أصبحت تتعرض لها من طرف بعض الإداريين.