أكد المجاهد مسعود ثوابتي رئيس جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية أن هذه الأخيرة استطاعت أن تلعب دورا كبيرا إبان الثورة التحريرية حيث ساهمت في تكوين شباب وطني ومتشبع بالقيم الوطنية، ضحى بالنفس والنفيس من أجل تحرير الوطن من براثن الاستعمار، فكانت المدرسة التي استلهم منها حب الوطن وقيمة الحرية، وقدمت للوطن أبطالا تمكنوا من انتزاع الاستقلال بالقوة، مضيفا أن الشباب اليوم بحاجة إلى التكوين الجمعوي الكفيل بمنحهم القيم الوطنية والدينية الحقيقية. يعتبر ثروة تاريخية وتربوية، شارك في الدفاع عن الوطن إبان الثورة، حيث كان كشافا صغيرا، غيورا على وطنه، واليوم يناضل لتنوير طريق الشباب الجزائري من خلال ترأسه لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية. ترعرع المجاهد مسعود ثوابتي رئيس جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، في أحضان الحركة الكشفية التي لعبت دورا هاما قبل الثورة وبعدها، سواء من الناحية التربوية، أو العسكرية أو الدينية حيث ساهمت بشكل كبير في ترسيخ مبادئ حب الوطن والحفاظ على الهوية الجزائرية في قلوب الشباب آنذاك، وللحديث عن مسار هذا المجاهد الذي مازال ينشط إلى غاية اليوم في ه\ا المجال كان لنا معه هذا اللقاء. حيث يقول المجاهد ثوابتي، أنه التحق بالحركة الكشفية سنة 1948 أين انخرط في فوج »الوداد« بسانت أوجان سابقا بولوغين حاليا، لينضم إلى صفوف الثورة المدثرة في سنة 1955 وهو في ال18 من العمر أين أوكلت إليه العديد من المسؤوليات كونه يملك تكوينا في المجالين السياسي والعسكري، وهو الأمر الذي كانت توليه المنظمة اهتماما بالغا، حيث كانت تعمل على تقديم التكوين الضروري للشباب، واستطاعت أن تقدم للثورة قادة متكونين في مختلف المجالات التي تخدمها كالمجال السياسي والعسكري، والديني والإسعاف وحتى الطبخ. وعن دوره في الثورة التحريرية قال المجاهد ثوابتي أنه كان يقوم بجمع المال وقمصان »كاكي« والأسلحة، والأدوية وغيرها من الأشياء التي يحتاج إليها المجاهدون في الجبال، مضيفا أنه عاش خلال تلك الفترة أوقات صعبة أهمها تلك التي تلقي فيها السلطات الفرنسية القبض على المسؤولين في الفوج الكشفي الذي كان ينتمي إليه، حيث أمضى أغلب الوقت منتظرا اللحظة التي يصدر فيها الإستعمار الأمر بالقبض عليه، هي لحظات عصيبة يمر بها المجاهد الذي يسبل نفسه من أجل الوطن، لكن رغم الخوف الذي يسيطر عليه إلا أنه لا يتنازل عن القضية التي يناضل من أجلها. مرت ثلاثة أشهر- يقول- ولم يصدر أمر في حقه وهي الفترة التي قضاها على استعداد في كل لحظة للقبض عليه، لتعيش الجزائر بعدها إضراب الثمانية أيام الذي قامت خلاله السلطات الفرنسية بالقبض مرة أخرى على المسؤولين في المنظمة الكشفية، وتطلق تصريحات كاذبة على لسان»ماسو« مفادها أنه تم تحطيم معركة الجزائر والقضاء على جبهة التحرير الوطني، في تلك الفترة اتصل به مجموعة من المناضلين الذين كانوا على اتصال مع الولاية الثالثة، من أجل العودة إلى العمل الذي كنت أقوم به في السابق لكنني رفضت وفضلت انتظار العمليات الحقيقية التي تهتز لها فرنسا. يواصل محدثنا سرد قصة كفاحه قائلا أنه قام بعد تلك الفترة بعدة عمليات تم على إثرها القبض عليه رفقة مجموعة من المجاهدين وأودعوا سجن سركاجي، وخلال تواجده هناك بدأت منظمة » أو أ أس« في النشاط حيث كانت في تلك الفترة تقوم بقتل كما كان يطلق عليهن» الفاطمات« وهن النساء اللواتي كن يعملن كخادمات في البيوت، وبالرغم من أن سجن سركاجي كان مجهز بتقنية متطورة في الإنذار عن محاولات الفرار إلا أنه وأمام إصرارهم تمكنوا من الهروب من الحفرة التي قاموا بحفرها، ليكمل بعدها مشواره النضالي في الولاية الرابعة إلى أن انتزعت الجزائر استقلالها. تحدث المجاهد ثوابتي بإسهاب عن كفاحه إبان الثورة، قائلا أن ذلك كان من واجب كل مواطن غيور على وطنه، وهو ما جعله يرفض التدقيق فيها كونه تربى على حب الجزائر ونشأ في المنظمة الكشفية على هذه المبادئ التي يناضل اليوم من أجل تلقينها للنشء، حيث رفض الولوج في الحياة السياسية وكذا التحزب، مشيرا إلى أن إيمانه القوي بالرسالة الكشفية أقوى من أي عمل آخر، كون هذه الأخيرة تعمل وعلى المدى الطويل على تكوين الشباب على المواطنة الحقيقية والتربية الفعالة، مضيفا أن الثورة التحريرية كانت بمثابة الجهاد الأصغر وبعد الاستقلال انتقلنا إلى الجهاد الأكبر الذي تحارب فيه الجزائر عدو خارجي يعمل على تحطيم الشباب الجزائري ويدخل إلى قلبه اليأس والاستسلام. مضيفا أن ما عاشه الوطن في العشرية السوداء أكبر دليل على الخطر الذي يتعرض له، لأن فكرة قتل الأخ لأخيه والجهاد التي كانت سائدة آنذاك دخيلة على مجتمعنا ولا تمد بصلة لديننا الحنيف، وهي أفكار هدامة كانت تهدف إلى زعزعة استقرار الجزائر. كما أعاب رئيس جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية تراجع الإقبال على الانخراط في صفوف الكشافة والتي كانت في السابق تعجز عن استيعاب الأعداد الهائلة من الراغبين في الانخراط فيها، مؤكدا أنها مدرسة حقيقية تعمل على تكوين الشباب وحمايتهم من الظواهر الخطيرة التي تهددهم، وهي المهمة التي تحتاج إلى إمكانيات كبيرة، داعيا في ذات السياق مختلف الوزارات إلى ضرورة وضع برامج خاصة لإعداد هذه الشريحة على تحمل المسؤولية في المستقبل.