يعقد حزب جبهة التحرير الوطني بعد غد أول دورة للجنة المركزية بعد تزكية عمار سعداني أمينا عاما للأفلان خلال اجتماع الأوراسي، حيث يأتي هذا اللقاء في خضم إعادة ترتيب بيت الحزب العتيد ولم صفوف مناضليه وقياداته، وفي إطار الإستراتيجية التي وضعها الأمين العام تحسبا للاستحقاقات القادمة، وهي الدورة التي من المنتظر أن يتمخض عنها مكتب سياسي جديد. تعد دورة اللجنة المركزية المقررة هذا السبت موعدا هاما لحزب جبهة التحرير، حيث سيتم خلالها الكشف عن تشكيلة المكتب السياسي الجديدة، الذي تعود إليه دراسة ومناقشة أهم القرارات التي يتخذها الحزب في الحياة السياسية أو فيما يتعلق بالجانب التنظيمي، فضلا عن وضع الإستراتيجية العامة التي يتم تبنيها من قيم وثوابت الأمة. وبهذا يكون الأفلان قد تجاوز خلافاته ووضع حدا للانقسامات التي عرفها، حيث عادت اللحمة بين قيادات وإطارات ومناضلي الحزب، وهذا ما تجلى خلال لقاء الأمين العام بأمناء المحافظات وكذا المجموعتين البرلمانيتين مؤخرا، حيث أن هذا النهج هو »الوضع الصحيح للأفلان سابقا وحاليا ومستقبلا«، حيث كان لم شمل المناضلين أهم مطلب الأفلانيين الغيورين على الحزب، وأن يعود الحزب العتيد لسابق عهده متراصا وموحد الصفوف، خاصة وأن استحقاقات هامة تنتظره في الأفق. ويبدو أن الأمين العام الجديد قد وجد مكمن الداء الذي أصاب الأفلان فجال وصال والتقى بقاعدة الحزب في جميع الولايات خلال خرجاته بعد تزكيته مباشرة أمينا عاما، حيث بحث عن حل للخروج من الأزمة التي عاشها الحزب نهائيا، وفعل ذلك إدراكا منه أن رص الصفوف هو الحل الوحيد للبقاء في الريادة، وأن التشتت »يفرق أكثر مما يجمع« ومن ثمة نحو التراجع والزوال، كما يحاول الأفلان في الوقت الراهن أن يضع يده في يد من يتوافق معه في الرؤى والتصورات في كل ما يهم الشأن الداخلي للبلاد أو خارجها من الأحزاب الأخرى لضمان إنجاح الخيارات التي حددها الحزب مستقبلا، حيث جدد ثقته في رئيس الجمهورية للاستمرار في تحقيق مزيد من الانجازات، من خلال دعوته له للترشح لعهدة رابعة. والأكيد أن حزب جبهة التحرير الوطني من استكمال عملية بناء هياكله وتحديد أولوياته بعد تجاوز عقبة اختيار الأمين العام بتزكية عمار سعداني أمينا عاما، هذا الأخير الذي شرع في الإعداد لاجتماع دورة اللجنة المركزية المقبلة والتي يعول عليها الحزب للاستعداد الجيد لمعترك الرئاسيات المقررة في شهر أفريل من السنة المقبلة. فهذا الموعد المصيري يحتاج إلى أن يأخذ جميع مناضلي الأفلان في الحسبان تحاشي جميع المصالح الشخصية والحسابات الضيقة جانبا، وأن يضعوا صوب أعينهم مصلحة الحزب والوطن قبل كل اعتبار، خاصة وأن الجزائر تعيش على وقع إقليمي متوتر وظرف أمني متوتر تميزه تهديدات إرهابية على الحدود، كما أنهم مطالبون بالتوحد لوضع حد للأصوات التي باتت تتعالى من هنا وهناك للتشويش على استحقاقات .2011 جدير بالذكر أن آخر دورة للجنة المركزية بالأوراسي قد جرت في ظروف جيدة، ميزها الانضباط وروح الديمقراطية، حيث تمخض عنها تزكية عمار سعداني أمينا عاما جديدا للحزب، وهو ما أكد أن قياداته فضلت مصلحة الحزب على الحسابات السياسية الخاصة، وهو »الخيار الاستراتيجي« الذي كان دوما الفيصل في جميع المحطات التي عرفها الأفلان.