أكد عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في حديث خص به »صوت الأحرار«، أن الدورة الحالية للجنة المركزية للحزب تنعقد في ظرف استثنائي بالنظر إلى الرهانات التي تنتظر الجزائر والمتعلقة أساسا بالانتخابات الرئاسية، سعداني أشار إلى النقطة التي ستتصدر جدول أعمال الدورة وهي المصادقة على قائمة أعضاء المكتب السياسي التي ستضم أسماء تستجيب للمرحلة القادمة وقادرة على تكريس وحدة الصف، كما جدد تمسكه بدعم ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة . تنعقد الدورة العادية للجنة المركزية اليوم للمصادقة على قائمة أعضاء المكتب السياسي، ما هي الظروف التي تنعقد فيها هذه الدورة؟ إن الظروف التي تنعقد فيها اللجنة المركزية المقررة اليوم بفندق الأوراسي تكاد تكون استثنائية في العمل الحزبي، لأن حزبنا بمجرد أن خرج من الأزمة التي عرفها طيلة شهور بسبب شغور منصب الأمين العام، كان عليه أن يعيد ترتيب البيت الداخلي وذلك بهدف ضمان نجاح استحقاق وطني كبير هو الرئاسيات المقبلة وبالتالي، فإن على الحزب أن يجمع صفوفه ويكرس وحدته ويتجاوز الخلافات والاهتزازات داخل هياكله، كل هذه المهمات تجبر قيادة الحزب على مواجهة عدة جبهات وفتح عدة ورشات عمل، وهذا ما نقوم به لتحقيق الاهداف المسطرة. وفي اعتقادي فإن الاستحقاق المقبل لا يسمح لقيادة الحزب بالتكاسل، لأنه حدث مهم في حياة الدولة والمؤسسات وفي حياة المواطنين كذلك، إن القيادة والقواعد النضالية قد تكفلت بعملية التحضير لهذا الموعد المصيري وهي على أهبة الاستعداد لهذا الحدث، ولا يفوتني في هذا المقام أن أشير إلى التجمعات الأربعة التي تم تنظيمها عبر التراب الوطني مباشرة بعد انعقاد الدورة الأخيرة للجنة المركزية والتي أكدت مرة أخرى أن الحزب قادر على تجاوز خلافاته، ولهذا أجدد مرة أخرى التأكيد بأن هذه الدورة تنعقد في ظرف استثنائي، يجعلنا كقيادة في مستوى الوعى بالتحديات التي تنتظرنا على جميع المستويات. ما هي المعايير التي اعتمدتموها لاختيار أعضاء المكتب السياسي؟ إن المعايير التي اعتمدت في اختيار المكتب السياسي هي معايير متعارف عليها لدى كل المناضلين، لكن الأهم هو أن يكون هؤلاء الأعضاء ممن يستجيبون لمتطلبات المرحلة القادمة، يتميزون بالالتزام الحزبي، الحضور والتفرغ للنشاط الحزبي والنضالي، إضافة إلى كونهم يملكون باعا طويلا في الممارسة السياسية وعلى دراية برهانات الحزب ومعرفة دقيقة بهياكله، بما يسمح لهم برأب الصدع ولم الشمل والتعامل مع القواعد النضالية بحكمة ورزانة في إطار وحدة الصفوف وتماسك المناضلين. ألا تتخوفون من إثارة بعض الحساسيات جراء الأعضاء الذين وقع عليهم اختياركم ضمن قائمة المكتب السياسي؟ من يتخوف هم أولئك الذين يجهلون قيم ومبادئ وقوانين حزب جبهة التحرير الوطني، وهنا أتساءل، لماذا لم نتخوف عندما قام عبد الحميد مهري رحمه الله ولمرات عديدة بتغيير قائمة أعضاء المكتب السياسي، لماذا لم نتخوف عندما حصل ذلك تحت قيادة بوعلام بن حمودة، وكذلك الأمر مع علي بن فليس وعبد العزيز بلخادم؟ إن التخوف في رأيي ليس أكثر من تهريج من طرف البعض في حق الحزب. وفي النهاية يجب أن نعلم أن المسؤولية في المكتب السياسي هي تكليف وليس تشريفا، إضافة إلى أن القيادة الحقيقية هي اللجنة المركزية وأن المكتب السياسي يضطلع بالمهام الموكلة له والمحددة في القانون الأساسي. هناك بعض المناضلين الذين قرروا مقاطعة دورة اللجنة المركزية، ما تعليقكم؟ لم نسمع بالمقاطعة في الأفلان، وبالتالي فإن ما تتحدثون عنه هو سلاح يهدد به البعض من الذين لم يتمكنوا من تمرير أفكارهم ولم يجدوا لها أي صدى داخل الحزب، أما نحن كقيادة حزبية فإننا نتعامل معهم بالتي هي أحسن ووفق ما يقتضيه القانون الأساسي للحزب، ويبقى الباب مفتوحا أمام كل أبناء الأفلان، ذلك ما نحرص عليه، لأنه ليس بيننا وبين أي مناضل شنآن أو أحقاد أو تصفية حسابات. بادرتم بترشيح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، وتعرضت مبادرتكم لانتقادات، ما ردكم؟ إن مرشح الحزب هو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وأنا باعتباري الناطق الرسمي باسم الأفلان وباسم اللجنة المركزية قمت بدعوة ابن الحزب ورئيسه للترشح لعهدة رئاسية جديدة، وهو الرأي الذي وجد تجاوبا وموافقة مطلقة من كل المناضلين، من أمناء المحافظات والإطارات والقواعد النضالية عبر كامل التراب الوطني ونواب الحزب بالبرلمان، وحتى بعض الأحزاب الأخرى، أما فيما يتعلق بمن يعارضون ترشح بوتفليقة، فهذا أمر يخصهم، نحن لا نتدخل في مرشحهم ولا نريد أن يتدخل أحد في مرشحنا. في حال عدم ترشح بوتفليقة للرئاسيات المقبلة، من سيشرح الحزب؟ مرشح الأفلان هو عبد العزيز بوتفليقة. ماذا سيتضمن جدول الأعمال الخاص بالدورة العادية التي تعقد اليوم؟ نقطة واحدة وهي المصادقة على قائمة المكتب السياسي. ما هي الرسالة التي توجهونها إلى أعضاء اللجنة المركزية رسالتي إلى إخواني في اللجنة المركزية هي الوحدة ثم الوحدة، لأنها الضمان لتكريس ريادة حزبنا وتحقيق الفوز لمرشحنا في الرئاسيات المقبلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ومن ثم مواصلة تجسيد البرنامج الرئاسي في تحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة وتعزيز دولة الحق والقانون والوفاء لرسالة الشهداء.