أعلن المجمع البترولي النرويجي »ستاتويل«عودة عماله للجزائر واستئناف إنجاز مشاريعها الغازية المجمدة منذ الهجوم الإرهابي على قاعدة تيقنتورين، غير أن المجمع أوضح أن عودة العمال النرويجيين تقتصر على مصفاة النفط في جاسي مسعود، وبررت إرجاء تأجيل استثماراتها في عين أمناس وعين صالح ببطء الإجراءات الأمنية في هذين الموقعين. أكد المسؤول الإعلامي للمجمع النفطي الترويجي »ستاتويل«، كنوت روستاد، عودة العمال النرويجين للجزائر بعد قرابة السنة من سحب جميع عمالها من الجزائر في أعقاب الهجوم الإرهابي على المنشاة النفطية »تيقنتورين« بعين أمناس، وأوضح المتحدث في تصريح أوردته وكالات الأنباء الأجنبية أمس أن العمال النرويجيين سيعودون إلى مصفاة النفط في حاسي مسعود فقط وليس إلى مصفاتي النفط في منطقتي عين آمناس وعين صالح التي يستثمر فيها المجمع النرويجي في مشاريع غازية ونفطية هامة بالشراكة مع سوناطراك. وأوضح كنوت روستاد أن المجمع »تأكد من وجود التأمين اللازم لحماية موظفيها الذين يصل عددهم حاليا إلى حوالي 40 فردا خلال تواجدهم في الجزائر قبل أن يتابع بالقول »إن المجمع لا يستطيع في الوقت الحالي تحديد موعد لعودة عامل »ستاتويل« إلى عين آمناس وعين صالح، مرجعا هذا التحفظ إلى الإجراءات الأمنية التي اعتبر أنها »ما لا زالت بطيئة« على الرغم من التدابير الأمنية التي اتخذتها السلطات الجزائرية، لحماية المواقع النفطية والرعايا الأجانب العاملين في حقول النفط. وتأتي انتقادات »ستاتويل« للتدابير الأمنية التي اتخذتها الجزائر في أعقاب اعتداء »تيقنتورين« لتضاف إلى تمسك المجمع البترولي البريطاني »بريتش بتروليوم« برفض العودة للجزائر بحجة عدم رضاها عن التدابير الأمنية المكثفة التي اتخذتها الجزائر لتفادي تكرار حادث »تيقنتورين« المأساوي، حيث عمدت السلطات الجزائرية إلى تشديد التدابير الأمنية حول الموقع النفطي، وأقامت حواجز ثابتة عبر مختلف المحاور المؤدية من إن امناس إلى المركب، إضافة إلى تنفيذ طلعات جوية لمراقبة التحركات المحتملة لإرهابيين والتصدي لها، ضمن مخطط استباقي لمنع تكرار الحادثة في مواقع نفطية أخرى. وتم تجهيز مهبط جديد لطائرات الهليكوبتر لتوفير وسيلة نقل أكثر أمنا من والى المطار، وسيسمح مهبط الهليكوبتر الجديد للأجانب بالوصول إلى داخل الموقع، بدلا من قطع مسافة 50 كيلومترا من مطار عين أميناس. خاصة وأن الهجوم الإرهابي بدأ من خلال استهداف عمال كانوا متوجهين من القاعدة إلى المطار. وجاء قرار »ستاتويل« على ضوء نتائج التقرير الأمني الشامل حول اعتداء تيڤنتورين الذي أشرف عليه رئيس المخابرات النرويجي السابق، الجنرال المتقاعد تورغير هاغن، للكشف عن الثغرات والنقائص التي أدت إلى وقوع الاعتداء.