شرعت، أمس، وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات بأمر من الوزير عبد المالك بوضياف في التحقيق مع مديرة مستشفى زرالدة بالعاصمة حول الوضع الكارثي الذي تعرفه هذه المؤسسة الإستشفائية من حيث ظروف العمل الصعبة التي يزاول فيها الأطباء والمؤطرين مهنتهم وكذا معاناة المرضى المستمرة في ظل غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية التي زادت من تردي الوضع، وشدد الوزير بضرورة الالتزام بالضمير المهني والتكفل الجدي بالمرضى، محذرا في السياق ذاته هؤلاء من أي تهاون. حالة استنفار قصوى عاشها مستشفى زرالدة فور وصول عبد المالك بوضياف وزير الصحة وإصلاح المستشفيات الذي وقف شخصيا على الوضع »المزري« بهذا المرفق الصحي، واتخذ إجراءات تمثلت في فصل بعض الموظفين وإحالة المديرة على التحقيق حول الوضعية الكارثية التي يعيشها المستشفى منذ سنوات طويلة زادت تفاقما في الفترة الأخيرة مما دفع بالأطباء إلى دق ناقوس الخطر والمطالبة بلجنة تفتيشية للتقصي الحقائق، إضافة إلى جملة من الاتهامات الموجهة إلى مديرة المستشفى وذلك على خلفية تقرير نشر بجريدة »صوت الأحرار« تضمن شكاوي عديدة . زيارة الوزير شملت كافة المصالح التي اطلع عليها عن قرب، حيث اكتشف جملة من النقائص والتجاوزات تمثلت في وجود أكوام من الأتربة ناتجة عن أشغال التهيئة بداخل مصلحة طب الأطفال وبعض المصالح الأخرى والتي لم يتم رفعها، وكذا تسرب المياه من قنوات انفجرت بالرغم من إنجازها حديثا من قبل إحدى المقاولات، وهو ما يفسر سياسة البريكولاج المنتهجة بهذه المستشفى، إضافة إلى إبقاء بعض من الأجهزة الطبية معطلة وهو ما يدفع بالمرضى للتوجه إلى العيادات الخاصة لطلب العلاج والتي تكلفهم الكثير. وحسب مصادر موثوقة فإن الوزير عبد المالك بوضياف صادف خلال زيارته لعين المكان مثالا حيا عن التسيب والإهمال اللذان يطبعان المستشفى وذلك بوجود مريضة تعرضت لجلطة دماغية كانت بحاجة ماسة إلى إسعافات استعجالية لإنقاذها من الموت، إلا أنها لم تجد من يتكفل بها ليحالفها الحظ بقدوم الوزير الذي أمر بتحويلها إلى مصلحة الإنعاش بمستشفى بني مسوس على الفور. وحسب نفس المصادر أصدر الوزير أمر بتوقيف الصيدلي المناوب لعدم تواجده في منصبه، ووجه تحذيرات شديدة اللهجة إلى كافة المسؤولين بالمستشفى وعلى رأسهم المديرة التي اتهمت من طرف رؤساء المصالح والأطباء بالتهاون وسوء التسيير وانشغالها بأمور »تافهة«. للإشارة فقد سبق وأن اشتكى عدد من الأطباء بمستشفى زرالدة غرب العاصمة من الوضعية المهنية الصعبة التي باتوا يزاولون فيها عملهم وذلك بسبب انعدام الأمن أثناء تأدية مهامهم خاصة في الفترة المسائية أين تكثر الاعتداءات، كما أبدو تذمرهم الشديد من أشغال التهيئة التي يشهدها المستشفى منذ قرابة 4 سنوات، والتي -حسبهم- تسير بوتيرة بطيئة، حيث أصبحت مصدر قلق كبير لهم وللمرضى على حد سواء، وقد أشاروا إلى جملة من المطالب التي لم يتم الفصل فيها، على غرار منحة العدوى والمناوبة التي لم يتقاضوها منذ قرابة سنة.