اشتكى عدد من الأطباء بمستشفى زرالدة غرب العاصمة من الوضعية المهنية الصعبة التي باتوا يزاولون فيها عملهم وذلك بسبب انعدام الأمن أثناء تأدية مهامهم خاصة في الفترة المسائية أين تكثر الاعتداءات، كما أبدو تذمرهم الشديد من أشغال التهيئة التي يشهدها المستشفى منذ قرابة 4 سنوات، والتي -حسبهم- تسير بوتيرة بطيئة، حيث أصبحت مصدر قلق كبير لهم وللمرضى على حد سواء، وفي سياق متصل تحدث المعنيون عن جملة من المطالب التي لم يتم الفصل فيها، على غرار منحة العدوى والمناوبة التي لم يتقاضوها منذ قرابة سنة، داعيين الوزارة الوصية إلى إيفاد لجنة تحقيق والوقوف على المشاكل التي تعيق عملهم. أبدى عدد من الأطباء بمستشفى زرالدة استياء كبيرا مما أسموه ب »التعسف الإداري« في حقهم واللامبالاة بالمشاكل التي يتخبطون فيها منذ مدة طويلة على حد قولهم، موجهين أصابع الاتهام إلى المديرة التي ذكروا بشأنها أنها تغض النظر على مشاكلهم المهنية حسبهم، حيث اشتكى هؤلاء الأطباء في لقاء جمعهم ب »صوت الأحرار« من غياب الأمن ليلا ما جعلهم يتخوفون من وقوع حوادث مثل الاعتداء الذي وقع قبل أشهر والذي اقتحمت فيه عصابة أشرار المستشفى أين وقعت مشادات بالداخل واعتدت على بعض العاملين بها الأمر الذي جعلهم يطالبون بتكثيف الحراسة ليلا. كما اشتكوا كذلك من تأخر رواتبهم الشهرية والتي أصبحت تصرف بتاريخ 20 من كل شهر بعد أن كانت تدفع لهم 4 من كل شهر، وذكروا أن هذا التأخر يتكرر في الشهور الأخيرة وهو ما زاد من معاناتهم خاصة وأن أغلبهم أرباب عائلات وطالب هؤلاء من الإدارة بضرورة الحرص على صرف الأجور الشهرية في وقتها المحدد حتى لا يجدوا أنفسهم مضطرين إلى الاستدانة، وذكر المتحدثون في نفس السياق أن منحة المناوبة لم يتقاضونها منذ شهر جانفي الماضي، مطالبين بضرورة تسوية الوضعية وتحسين الخدمات الصحية. من جهة ثانية رفض الأطباء بشكل قاطع قرار المديرة التي منعتهم من ركن سياراتهم داخل المؤسسة الإستشفائية، مما جعلهم يوميا في رحلة بحث عن مكان خارج المستشفى لركنها قد تستغرق في بعض الأحيان أكثر من ساعتين، واعتبر هؤلاء أن هذا القرار يعتبر إجحافا في حقهم، ولا يخدم مصلحة المؤسسة ولا مصلحة المريض على حد سواء، مشيرين إلى أنهم يضطرون لركن مركباتهم بعيدا عن المستشفى وبمبالغ تصل إلى 100 دج لليوم الواحد، وهو ما سبب لهم إزعاجا كبيرا خاصة بعدما استحوذ مجموعة من الشباب على الشارع المقابل للمستشفى لركن مركبات أهالي المرضى الذين يأتون لزيارتهم. كما طرح هؤلاء مشكلا آخر لا يقل أهمية عن سابقيه والمتمثل في أشغال التهيئة التي يشهدها المستشفى منذ قرابة 4 سنوات والتي حسبهم تسير بوتيرة بطيئة، حيث أصبحت مصدر قلق كبير بسبب الضجيج الذي يحدثه العمال والآلات المستعملة علاوة على الغبار المتطاير نتيجة عمليات الحفر المستمرة، وهو ما أثر بشكل كبير على المرضى وعلى السير الحسن لعمل الأطباء. من جهتنا حاولنا الاتصال بمديرة المستشفى بغية الاستفسار عن هذه المشاكل وإعطائها حق الرد على انشغالات الأطباء المحتجين إلا أنه تعذر علينا ذلك بسبب عدم الرد على مكالماتنا.