أحيت ولاية قسنطينة أمس الأربعاء الذكرى ال53 لاستشهاد البطل زيغود يوسف مفجر ثورة نوفمبر 54، وأحد معدي انتفاضة 20 أوت 1955، حضرته ثلة من المجاهدين الذين عايشوا الثورة ومراحلها رفقة عائلة الشهيد، تفقدوا خلالها البيت الذي ترعرع فيه الشهيد والمدرسة التي درس فيها وذلك تحت إشراف والي قسنطينة عبد المالك بوضياف الذي أصدر قرارا بترميم بيت الشهيد البطل وتصنيفه ضمن المعالم الأثرية. بتحفظ شديد خرج المجاهد حيدوثي محمد ببعض التصريحات التاريخية عن الاجتماعات التي كان يعقدها الرباعي (محمد بوضياف، بن طوبال، بن بلة ومعهم الشهيد زيغود يوسف) بإحدى الإسطبلات ببلدية زيغود يوسف بعدما حولوه إلى مركز للتخطيط وأطلقوا عليه اسم مكتب الثورة، وجاء مكتب الثورة حسب المجاهد حيدوثي محمد بعد الصراع بين جماعة مصالي الحاج ومجموعة ال 22 التي قررت تفجير الثورة، وكيف كان محمد بوضياف يدعمهم بالمعلومات قبل اندلاع الثورة وكيف حدث الانقسام بين الحركة الوطنية ومجموعة ال 22 عندما ألح مصالي الحاج على مسألة الاستقلال دون الدخول في الحرب مع المستعمر، لكن المجموعة كان ينتابها الكثير من الخوف من فشل كل مخططاتهم، فكان الشهيد بن طوبال يطمئنهم بأنه لا قلق على الثورة ما دامت هذه الأخيرة قد خرجت من رحم الإسطبل »الكوري« على حد تعبير المجاهد. ذفي حين لزمت السيدة "ذزيغود شامة"ذ ابنة الشهيد البطل زيغود يوسف الصمت وفضلت عدم الكشف عن أي حقائق حول مشوار والدها الشهيد، وتقول شامة وهي وحيدة والدها، أن والدها عندما استشهد كان عمرها ثماني سنوات ولا تتذكر أي شيء عنه ولا حتى والدتها السيدة يمينة، وأن والدها قبل استشهاده كان يزورهم مرة واحدة في الشهر، وأحيانا مرة كل شهرين أو ثلاثة أشهر ليلا ولا يدوم بقاؤه أكثر من بضع دقائق، حتى والدتها كانت لا تتمكن من الجلوس إليه والحديث معه أو تفقد أموره كونه كان دائما على عجلة، واكتفت السيدة شامة ابنة الشهيد زيغود يوسف بالقول: »سأترك كل شيء للتاريخ« ويفهم من قولها أن تحركات الشهيد زيغود يوسف كان يشوبها الكثير من الغموض والسرية رفقة بوضياف وبن طوبال وبن بلة. وعبرت ابنة الشهيد عن أسفها كونها لم تشهد هذه الفترة، ولا تعرف عن والدها إلا الاسم فقط، غير أنها تضيف قائلة بنظرات حزينة: »إن استشهاد والدي كان من أجل الحق واستقلال الجزائر وأنا فخورة به كثيرا وتمنيت لو كنت معه لمشاركته الثورة«. تجدر الإشارة أنه تم الوقوف على البيت الذي ترعرع فيه الشهيد البطل زيغود يوسف وما تزال آثار البيت الذي ترعرع فيها الشهيد قائمة إلى اليوم، منذ أن تم بناؤه في عام 1877، بحيث لم تجر عليه أي تغييرات ماعدا بعض الترميمات على مستوى السقف، وقد قرر المسؤول الأول على الولاية عبد المالك بوضياف ترميمه وتصنيفه ضمن المعالم الأثرية.