ستعرض أمس بعض أعضاء مجموعة ال 22 التاريخية ومفجري الثورة التحريرية الذين عايشوا أحداث الثورة التحريرية بكل مراحلها الى غاية استرجاع السيادة الوطنية شهاداتهم التاريخية حول الفاتح نوفمبر ,1954 مؤكدين أن الاصرار التاريخي للشعب الجزائري على الصمود والمقاومة هو الذي أثر على الحصيلة النضالية للشعب وجعله لا يعترف الا بشرعية واحدة وهي سيادته الوطنية. استهل المجاهد عبد الحفيظ أمقران لدى اشرافه على ندوة تاريخية تحت عنوان »وقفة عرفان لمليون ونصف مليون شهيد« تخليدا لشهداء الثورة التحريرية بحضور أساتذة جامعيين ومجاهدين أمثال المجاهد »لعمودي عبد القادر« أحد أعضاء مجموعة ال 22 التاريخية لمفجري الثورة التحريرية والمجاهد بوعلام شريفي والمجاهد بوسهام، حديثه عن الثورة التحريرية مؤكدا أنها كانت وليدة العوامل والتضحيات التي ارتسمت على هامشها الشجاعة والأمل والايمان بالقدر الافضل، مشيرا الى افتخاره بالالتفاف الشعبي حول أهمية الثورة كإرث تاريخي كبير للجزائر وتكون بدورها قدوة الشعب يعود اليها ويجعلها المدرسة الكبرى للشباب ليتعلموا أن يعطوا لهذا الوطن قبل أن يطلب منه، فالوطن قال أمانة وجب على الأجيال الصاعدة أن تصونه وتحبه كحب الأهل. مضيفا أن الحدث على مستوى الثورة عرف انتهاج قادة الثورة لسياسة التعبئة الشعبية عن طريق نشر خلايا الثورة في الاوساط الشعبية، أما على المستوى الخارجي، أكد أن الثورة حققت أول انتصار سياسي لها بعد حضور وفد عن جبهة التحرير الوطني في مؤتمر باندونغ بأندونيسيا في افريل 1955 والتي هدفت لاقناع أغلبية الوفود المشتركة بعدالة القضية الجزائرية وطرحت القضية على الأممالمتحدة في 2 أكتوبر 1955 لتجسل بعدها في جدول أعمال دورتها العاشرة. كما وقف المجاهدون عند أكبر مشكلة واجهت الثورة والتي تمثلت في مشكل التسليح. بعدها عادوا بنا الى الحديث عن الاجراءات المتخذة والخطط المرسومة التي وضعها أبطال الثورة أمثال »رابح بيطاط، العربي بن مهيدي، زيغود يوسف، ديدوش مراد، وغيرهم ليلة الفاتح نوفمبر وأهم التعليمات التي وصلت المجاهدين ليتمكنوا وبارادتهم تنفيذها على أكمل وجه حيث اقدمت على عملها واضعة نصب أعينها قوة وقدرة الشعب الجزائري على تحمل مسؤولياته كاملة حيث كان التنظيم العسكري للجزائر. كما تمت الاشارة الى تقسيم الجزائر الى خمس مناطق عسكرية حيث تم تعيين المرحوم محمد بوضياف منسقا بين المناطق العسكرية بين الداخل والخارج. مؤكدين في ختام الندوة أن بطش المستعمر وحلم الحرية الذي كان يداعب أرواح كل جزائري في تلك الفترة جعل من الحرية المطلب الرئيسي والهدف الوحيد لكل من شارك في التخطيط لاندلاع واعلان الثورة المجيدة.