إنطلقت أمس بقصر الثقافة مفدي زكرياء فعاليات الملتقى الدولي ''الترجمة ومجالاتها الملحقة، مكانة اللغة العربية اليوم'' ، ويستمر إلى الغد الجمعة 20 ديسمبر، بمشاركة مترجمين ولغويين وأساتذة جامعيين من مختلف دول العالم ويناقش اللقاء الذي يشرف على تنظيمه المعهد العربي العالي للترجمة ، واقع ومستقبل الترجمة في الوطن العربي، ومدى اهتمام الجهات المسؤولة برفع مستوى الترجمة والمترجمين من خلال دورات تدريبية من شأنها إضافة المزيد من المعارف. ''الترجمة ومجالاتها الملحقة، مكانة اللغة العربية اليوم'. ويهدف الملتقى إلى حث المشاركين على التفكير في «سبل تنشيط اللغة العربية من خلال تعليمها والترجمة منها وإليها عبر العديد من المحاور تشمل تدريس اللغة العربية إضافة إلى المجالات ذات الصلة بالترجمة والتي سيتطرق من خلالها إلى آفاق الترجمة الآلية والإبداع و الإبتكار في المصطلحات ومعالجة اللغات الطبيعية» وأشارت الدكتورة إنعام بيوض رئيسة المعهد العالي للترجمة في كلمتها إلى الأخطار المحدقة باللغة العربية : « تواجه اللغة العربية صعوبات في الإرتقاء إلى مكانتها العريقة ويستدعي ذلك التفكير في وضع الإجراءات اللازمة لتحديث أساليب تدريسها» وأوضحت الأديبة الدكتورة إنعام بيوض أن هذا التحديث « يتأتى عن طريق مناهج مناسبة وفعالة تستند على برامج ومحتويات محفزة يتم تحديثها باستمرار» وعن أهداف الملتقى أوضحت بأن انعقاده «يكتسي رمزية خاصة في غضون تخصيص منظمة اليونسكو ليوم عالمي للغة العربية» مما يدل على «أهمية هذه اللغة ضمن الخريطة اللغوية العالمية» وأضافت بأن هذا اللقاء يهدف إلى «تبادل الخبرات والآراء ووجهات النظر حول وضع اللغة العربية وراهنها وكذا آفاق مستقبلها» مبرزة بأن «التقسيم في القرن ال21 سيكون على أساس المعلومات: مجتمعات تعرف وأخرى لا تعرف» وكشرط للحاق بركب الحضارة المعاصرة أكدت إنعام بيوض بأن ذلك «مرهون بنجاحنا في أن نؤمن للغتنا العظيمة شروط عضويتها في نادي تعدد اللغات العالمي الذي أفرزته النزعة المتنامية نحو تبني العولمة كنهج حضاري مسيطر». وسيعكف المشاركون خلال الملتقى على دراسة واقع إزدهار التخصصات المتصلة باللغات والترجمة الذي كان من ورائه تعدد وسائل الإتصال وانتشارها بشكل عام وبفضل شبكة الإنترنت بشكل خاص, مما تطلب «عملا ضخما على اللغة أو بواسطتها» وبالنظر إلى مظاهر التحولات العميقة الناجمة عن ظاهرة العولمة التي عززها تطور علوم جديدة سيتم التطرق أيضا من خلال بعض المحاضرات والمداخلات إلى «مكانة ودور اللغة العربية على مسرح اللغات المهيمنة» كما سيتناول الأخصائيون سبل ووسائل ترقية وتعميم استعمال اللغة العربية في مختلف مناحي الحياة والعمل على تشخيص العراقيل التي تحول دون تمكين اللغة العربية من مكانتها التي تليق بها كلغة عالمية ويعرض أساتذة ولغويون من بعض الدول العربية تجارب هذه الأخيرة في مجال الترجمة كما سيتناول الأخصائيون على مدار يومين سبل ووسائل ترقية وتعميم استعمال اللغة العربية في مختلف مناحي الحياة والعمل على تشخيص العراقيل التي تحول دون تمكين اللغة العربية من مكانتها التي تليق بها كلغة عالمية . للتذكير دعت جامعة الدول العربية إلى تكاتف الجهود العربية من أجل إطلاق المشروع العربي لحماية اللغة العربية وتمكينها من الإسهام في مجتمع المعرفة بمشاركة جميع المؤسسات والقطاعات في الدول العربية، الحكومية والأهلية والقطاع الخاص. بينما أطلقت مؤسسة الفكر العربي عدة مشاريع في هذا الاتجاه، منها مبادرة «للنهوض بلغتنا»، إستشعارا من المؤسسة بحسب القائمين عليها، بكثرة المخاطر التي تهدد وجودنا الحضاري، لكن أشدها خطورة وإثارة للقلق هي اللغة العربية، حيث صارت لغة الضاد إحدى المناطق الرخوة في الثقافة العربية، وإحدى الثغرات المقلقة في آخر حصن من حصون المقاومة الحضارية للأمة.