إعتبرت الدكتورة إنعام بيوض مديرة المعهد العالي للترجمة أن الأرقام المخجلة التي تتحدث في الوقت الحاضر عن تقهقر واقع الترجمة في البلدان العربية عموما أحكاما قاسية، وهي مفيدة في ذات الوقت، لأنها تمنحنا الانتباه والتنبه لاعطاء الموضوع المكانة اللائقة للنهوض به مجددا. ورجعت الدكتورة بيوض في نقاش حول ''الترجمة ودورها في بعث نهضة معرفية شاملة'' بثته حصة ''منتدى الثقافية'' للإذاعة الوطنية ظهر أمس إلى النهضة التي شهدها العالم الإسلامي في مجال الترجمة منذ القرن الرابع الهجري، مؤكدة أن هذه العملية لم تمت، بل كانت رافدا من روافد نهوض أوروبا على جميع الأصعدة. وأضافت المتحدثة أن مثل هذا التقاعص في مجال الترجمة ورثناه؟! ومرده إلى نوع من الركود و''السبات الشتوي''، وهذا ليس قدرا فينا، فكل المؤسسات اليوم تتحدث الآن عن الترجمة، ومعاهد تزدهر وتعليم اللغات تعطى لها الأولوية، حيث أثبتت الأرقام أن تدريس اللغة العربية يتضاعف في الجامعات الأجنبية. وعن الترجمة والمترجم دائما، قالت الأستاذة بيوض، إن المترجم هو ''الابن المغبون'' ويفترض أن تعطى له الأهمية والمكانة اللائقة حتى يؤدي عمله على أحسن وجه، كما أن حركة الترجمة يجب أن تحظى بنفس الاهتمام، لأنه كما قالت فإن عدم الاهتمام بالمترجم هو السبب الذي يحطّ من قيمة ونوعية الترجمات المتواجدة في السوق. ومذكرة في ذات السياق، أنه حان الوقت لجعل هذه المهنة جديرة بالاحترافية وتشجيع طلاب ومتخرجي معاهد الترجمة للخوض في غمارها. وفي حديثها حول النهضة بهذه المهنة، قالت مديرة المعهد العالي للترجمة، إن المسألة جديرة بالاهتمام ليس على المستوى العربي فحسب، بل أيضا في بلدان الغرب، فالغرب يريد أن يترجم لنا، ونحن نريد أيضا أن نترجم عنه، ولهذا الغرض نشأت مؤسسات جديدة في الخليج العربي وأخرى قطرية وإقليمية، حيث أعطت مثالا بمؤسسة ''آل مكتوم'' التي لديها مشروع ترجمة كتاب يوميا، وهو مشروع ضخم يدفع بعجلة الترجمة وتثمين عمل المترجمين. وتساءلت الدكتورة بيوض عن مشكلة كبرى يمكن الحديث عنها في الوقت الحاضر، وهي كيف نخلق قراء للأعمال المترجمة؟ مذكرة بأن اللغة العربية بحاجة إلى إعادة تعليمها لأنها اللغة الأم، وهي لغة واكبت التحولات وصمدت لقرون عديدة، فيجب كما قالت ألا تكون لغة ''مهتزة ''، دون نسيان، فيما أضافت أن اللغات الأجنبية هي رافد أيضا من روافد اللغة العربية لإكتساب المعارف وإثراء المدارك. وتحدثت أخيرا الأستاذة بيوض عن الإستعجال في القيام بترجمات للكتب العلمية والتقنية لأنه حسب قولها مدخلا للحاق بركب الانسانية في هذا المجال ومواكبة التطورات الحاصلة في مختلف دول العالم. ------------------------------------------------------------------------