أكد المخرج الفرنسي ستيفان كازاس الذي افتتح فيلمه» أومبلين» أول أمس فعاليات الطبعة الرابعة لمهرجان الجزائر الدولي للسينما أن الفيلم مستوحى من الواقع وتعود فكرة تجسيده والتي تولدت لديه منذ عام 2002 وهو يعمل متطوعا في أحد السجون الفرنسية المخصصة للنساء حيث وقف عند معاناة المرأة السجينة التي لا يسمح القضاء الفرنسي ببقائها مع إبنها بعد سن 18 شهرا لينقل لأحد المراكز المتخصصة لحضانة الأطفال كما أكد أنه مولع بالسينما الملتزمة الروائية. وأضاف المخرج الفرنسي ستيفان كازاس في ندوة صحفية أمس بقاعة الموقار بحضور وحافظة المهرجان زهيرة ياحي ونخبة من الوجوه السينمائية أنه خلال دراسته كطالب بالمعهد السينمائي كان يبحث عن مواضيع للأفلام القصيرة التي يعكف على تقديمها لتخرجه وكان مهتما بموضوع وتيمة علاقة الأم بابنها داخل السجن وهو كما يردف « ما أثارني ودفعني للبحث في هذه الشخصيات والتعمق في دراستها على المستوى البسيكولوجي و الإجتماعي « وأشار المخرج أن مشروعه السينمائي إستغرق أكثر من 10 سنوات وتم كتابة السيناريو على مراحل إمتدت على مدار 7 سنوات وهو ما سمح حسب المخرج ستيفان كازاس بنضج الفيلم وتطوره حيث تردد على سجن النساء لمدة 2 سنتين حيث إكتشف من خلال السجينات وطاقم السجن تفاصيل يوميات السجينات وعلاقاتهم بالمحيط ومعاناتهم وحالات الإحباط والأمل التي تنتابهم كما إستعرض المخرج ستيفان كازاس مراحل إنتاج الفيلم وعملية الكاستينغ وأسباب إختيار الممثلة الرئيسية قال أ،ها تستوفي الشروط الإحترافية واستطاعت أن تلبس الشخصية بسهولة وإقناع خاصة أنها ترددت على بعض السجون ودور رعاية النساء اللواتي إستمدت منهن المشاعر والوضعيات النفسية وفهم الضغوط النفسية والإجتماعية للسجينات بمعانتهن ساعدتها على تقمص جيد للشخصية حد الإقناع وأشار أن الممثلة كانت محترفة ولم يبذل جهدا في توجيهها خلال العملية الإخراجية ، وبخصوص الردود التي ولدها عرض الفيلم بفرنسا على المستوى الرسمي والقضائي قال المخرج أن الفيلم طرح نقاشا حقيقيا حول الإجراءات التي تقيد بها الأم في السجن ونزع إبنها منها في سن 18 شهرا وهو ما يخلق نوع من الإرتباك في العلاقة لأنه كان يأمل أن يغير الفيلم الكثير من الوضع القانوني بحكم أ،ه يطرح الأسئلة حول هذا الإشكال وقال أنه عرض لأول مرة في أحد السجون النسائية ولاق الكثير من الثناء خاصة من طرف جمعيات حقوق الإنسان وغيرها من الجمعيات في الشبكة الجمعوية وتأسف المخرج ستيفان كازاس أن الفيلم لم يعرض في عدد كبير من القاعات الفرنسية ليتسنى لعدد أكبر من الجمهور متابعته فيما حاز على جوائز في مهرجانات دولية كما أنه وزع في أوروبا وكندا وبلدان المغرب العربي فيما لم يحض بفرصة في الولاياتالمتحدة وآسيا. وعن خياره ليكون مشروعه السينمائي ضمن خانة السينما الروائية الخيالية وليس الوثائقية أشار المخرج ستيفان كازاس أن ذلك يرجع ل3 أسباب هي أنه أٍراد أن يقدم عملا يطرح رؤية من داخل النسق وليس من الخارج خاصة أنه هناك العديد من الأفلام الوثائقية تناولت الموضوع بنظرة خارجية كما أنه من المستحيل مثلا أن نتابع ما يعيشه الرضع في الحضانات داخل السجن بعد أن تتوقف الكاميرا عن التصوير وللتقرب من الحقيقة إعتمدت على تقنية الفيلم الروائي الخيالي كما أنني بالمقابل لا يمكنني أن أكون قويا أمام الضغط النفسي والحالات الحقيقة للشخوص ومعاناتهم ومعاناة الأم وأشار أنه سبق له تصوير وثائقي داخل سجن فرنسي لكنه تم الرقابة عليه ولم ينجو من مقص الرقيب وأكد المخرج أن العلاقة جد معقدة ومركبة بين الفيلم الوثائقي والطويل تستدعي التكثيف في رسم الشخصيات والإستعانة بالصورة والصوت لتقديم مختلف الخطابات ووجهات النظر في عمل واحد ولهدا الفيلم فيه جزء كبير من الوثائقي و إن لجأت إلى الفيلم الخيالي الطويل مؤكدا أن ما شاهده في السجون ووراء القضبان ومن خلال الشخصيات التي تنتحر أو تدخل في حالات من المرض يتجاوز الواقع ولا يمكن للصورة أن تنقله للسينما « .