نجح أعيان وأئمة المساجد في مدينة غرداية من إخماد الفتنة بين الشباب الغاضب من الإباضيين والمالكيين ووقف الاشتباكات التي اندلعت قبل ثلاثة أيام في عدة أحياء لا سيّما منها محيط قصر مليكة العليا وحي ثنية المخزن، ومن جهته أمر والي غرداية بفتح تحقيق في المشادات وأعمال الشغب، إلى ذلك ما يزال فرع اتحاد التجار بغرداية متمسك بنداء الإضراب وغلق المحلات احتجاجا على التخريب الذي طال عديد من المحلات التجارية. حسب المعلومات الواردة من مدينة غرداية فإن الهدوء عاد إلى أحياء محيط قصر مليكة العليا وحي ثنية المخزن ليلة الاثنين إلى الثلاثاء بعد ثلاث ليال متتالية لم تخل من المشادات والاشتباكات بين الشباب الغاضب من الأحياء الإباضية والمالكية وعناصر الأمن، هدوء يصفه البعض بالحذر وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات الليلية خاصة وأن شيوخ وأعيان وأئمة المدينة وإلى جانبهم ممثلين عن السلطات المحلية وجدوا صعوبة كبيرة في إخماد الفتنة وإقناع الشباب بالكفّ عن العنف وعمليات قطع الطرقات التي تحولت إلى سيناريو متكرّر في السنوات الأخيرة. وفي سياق موصول تشير مصادرنا إلى أن مصالح الأمن ما تزال في حالة استنفار قصوى خوفا من تجدد الاشتباكات في أية لحظة كما استعانت بقوات إضافية من ولايتي الأغواط والجلفة لضمان التغطية الأمنية اللازمة إلى غاية التوصل إلى حل توافقي بين الغاضبين من الإباضيين والمالكيين حول النزاع الدائر بسبب قطعة أرضية، كما أوقفت مصالح الأمن ليلية الاثنين إلى الثلاثاء أزيد من 10 شباب بينهم مراهقين، كما تسببت الاشتباكات في عدد من الجرحى بينهم عناصر أمن. ومن جهته كان والي غرداية أحمد عدلي أمر أمس الأول الاثنين بفتح تحقيق حول أعمال الشغب واتخاذ الإجراءات المناسبة ضد المتسببين فيها موضحا أنه سيتم تدعيم القوات الأمنية بما يسمح بضمان الأمن للأشخاص والممتلكات بهدف تجنب مثل هذه الأحداث التي تتكرر باستمرار بين الشباب، وأغلق أغلب التجار محلاتهم في الأحياء التي كانت مسرحا للاشتباكات استجابة لنداء فرع اتحاد التجار بغرداية للتعبير عن احتجاجهم لانعدام الأمن والخوف من أن تنزلق الأمور إلى التخريب والحرق، وجاء في بيان لهم»نحن نندد بجميع التصرفات الهمجية والفوضوية من اعتداءات على محلات وممتلكات تجارية وسكنية من فئات همها الوحيد الدفع ببلدنا إلى ما لايحمد عقباه« وشدد البيان على استمرار الإضراب مطالبا السلطات المسؤولة للعمل على استتباب الأمن وكشف الأيادي المتورطة في هذه الأحداث. وتعود أسباب هذه المناوشات بين شباب المالكيين والإباضيين إلى قضايا عقارية بوادي ميزاب والبناءات الفوضوية حيث اندلعت هذه المناوشات عقب بناء أحد سكان مدينة مليكة من الإباضيين لجدار أدى إلى إغلاق مدخل مقبرة تابعة للمالكيين، وكان رد فعل هؤلاء الشباب محاولة تهديم هذا الجدار وذلك قبل أن يتدخل مسؤولو دائرة غرداية الذين قاموا بهدم هذا الجدار الذي أنجز بطريقة فوضوية. ولم يكتف شباب هذا الحي بإقليم بلدية غرداية بهذا الإجراء حيث قاموا بغلق المحاور الرئيسية للمدينة باستعمال حواجز بالحجارة وغيرها من المتاريس، وطالبوا بإلقاء القبض على الشخص الذي تسبب في هذه الحوادث وقد عرقلت مجموعات من الشباب ولفترة مؤقتة حركة المرور بالطريق الوطني رقم 1 باستعمال الحجارة والإطارات المطاطية المشتعلة وذلك قبل أن تستأنف حركة المرور