أبدى أولياء تلاميذ ابتدائيات غرب العاصمة بشكل خاص تذمرهم و استيائهم جراء تكرار في كل مرة مسلسل إضراب الأسرة التربية الذي يشل القطاع متسببا في حرمان التلاميذ من الدراسة و تتزامن الحركة الاحتجاجية هذه مع فترة فروض و امتحانات الفصل الثاني مما تسبب في خلق جو من الفوضى وعدم التركيز لدى الممتحنين . الأولياء الذين تفاجئوا بإضراب المعلمين بمختلف مدارس مقاطعة الجزائر غرب على وجه الخصوص و بصورة متفاوتة لليوم الثاني على التوالي استغربوا من دخول هذا القطاع في كل مرة قطار الإضراب و الاحتجاجات شديدة اللهجة و التي يدفع التلاميذ فاتورتها غاليا من تحصيلهم العلمي ومستواهم الدراسي الذي ما انفك في التدني و الانخفاض لكن أكدوا من جهة حق عمال هذا القطاع المطالبة بحقوقهم لكن شريطة أن لا يتخذوا التلاميذ ورقة ضغط و مساومة من جهة و على أن لا تتكرر إضراباتهم أكثر من مرة في السنة الدراسية و طالبوا من وزارة التربية التحاور و الاجتماع مع ممثلي هؤلاء المضربين لحل كل مشاكلهم العالقة مرة واحدة،فمن غير المعقول أن يضرب المعلمون عن الدراسة في كل مرة بسبب مشاكل عالقة أو ملفات رفضت الوزارة التفاوض بشأنها ما ذنب أولادنا، قال هؤلاء الأولياء، إذا لم تعط لهؤلاء منحة المرودية أو أي امتيازات أخرى. و خرج ولي أخر من صمته ساخطا على عمال التربية الذين لا يؤدون عملهم على أكمل وجه مساهمين بتردي مستواهم وطريقة تدريسهم في دفع آلاف التلاميذ لاسيما المقبلين على الامتحانات المصيرية إلى الدروس الخصوصية لتأتي اضرابهم في حرمان التلاميذ من ابسط حقوقهم ..الحق في التعليم مضيفا »الزوالي« وحده يدفع ثمن هذه الإضرابات لإن ميسوري الحال من العائلات سحبت أولادها من المدرسة العمومية و سجلتهم في المدارس الخاصة حيث لا يسجل أي شكل من أشكال الإضراب أو الاحتجاج بالرغم من أن رواتب العمال هناك أقل بكثير مما تقدمه الوزارة لعمال تجردوا من الضمير المهني و أصبح همهم كيف يبتزون التلاميذ عن طريق الدروس الخصوصية، خلص هذا الولي غاضبا. لم نعد نتفاجىء بمسلسل الإضرابات ،قالت إحدى الأمهات ، بعد أن أصبحت في السنوات الأخيرة موضة و خرجة من خرجات عمال قطاع التربية الذين يطمعون في رفع رواتبهم لتصل إلى رواتب النواب لكن مقابل ماذا؟ هل ارتقى مستوى تقديمهم و تحصيلهم العلمي إلى ما يصبو إليه تلاميذنا، ابني يوميا بعد عودته من المدرسة أضافت إحدى الأمهات ينشغل في نقل معاناته مع احد الأساتذة الذي يردد على مسامعهم ساخرا كلما استفسر احدهم عن الدرس عبارة» أنتم سلالة البشر« بلغة تحمل الكثير من التهكم والسخرية بينما يرد على كل الباحثين عن الفهم» شوف انت«. ما يحدث بالمدرسة الجزائرية من تقاعس بعض الأساتذة على أداء مهمتهم على أحسن وجه من جهة وتهرب الوزارة الوصية في التزام بتعهداتها اتجاه أسرة التربية أصبح يؤثر تأثيرا سلبيا على التلاميذ و على تحصيلهم الدراسي الذي لم تعد المدرسة العمومية قادرة على القيام به فتدفع تلاميذ الطور الأول إلى الدروس الخصوصية و بميزانية تثقل كاهل الأولياء. و تساءل بعض الأولياء عن سبب دخول عمال التربية التابعين لمقاطعة الجزائر غرب في الإضراب بشكل خاص قطار الإضراب بينما يتأخر في كل مرة غيرهم في الالتحاق بالمحتجين رغم أن المطالب المرفوعة تعنيهم شانهم شان عمال التربية للجزائر غرب، و قد استغرب احد الأولياء من رد إحدى المعلمات المضربات التي استفسرها عن سبب الإضراب في اليوم الأول فقالت بلغة تحمل الكثير من التردد » احنا نتبعوا برك«. و يبقى الأولياء متخوفون من تكرار مسلسل الإضرابات و كثرة المطالب المادية في ظل تعدد النقابات على مصير أولادهم مع معلمين عين على الراتب و عين أخرى على المطالب بينما يدفعون التلاميذ و الأولياء دفعا إلى الدروس الخصوصية حيث يجد التلميذ في اغلب الأحيان أستاذه في استقباله بالأحضان و بطرق بيداغوجية ومنهجية لا يجدها التلميذ المسكين عند ذات المعلم عندما يدرسه في المدرسة العمومية.