لايزال إضراب الأساتذة وشلهم لمدارس الوطن يشكل مادة دسمة لنقاشات العديد من أولياء التلاميذ الذي وجدوا ان طول مدته واستمراره للأسبوع الثاني سيؤثر سلبيا على سير العملية التعليمية لأبنائهم، خاصة الذين تنتظرهم امتحانات مصيرية نهاية السنة. لكن ومع لجوء العديد منهم الى الدروس الخصوصية لا يزال البعض ينتظر انتهاء الإضراب لاستدراك ما فاته من تأخر في البرنامج الدراسي المكثف. استاء العيد من أولياء التلاميذ من تأخر انطلاق دراسة ابنائهم واستمرار الإضراب الذي يمتد لأسبوعه الثاني. وقد بلغ استياؤهم أشده خاصة بعد تعمد الأساتذة دعوة التلاميذ للقدوم الى المدارس ثم تسريحهم يوميا بعد ساعة أو ساعتين دون مراعاة حالة التلاميذ وتأثير ذلك على تحصيلهم العلمي، ناهيك عن التعب اليومي الذي يكابدونه بقطع مسافات طويلة من البيت الى المدرسة. الدروس الخصوصية لتدراك ما فات ''زادت مدة الإضراب عن حدودها وكل ذلك سيعود بالضرر على التلاميذ''، هذا ما ذكره احد أولياء التلاميذ الذي وجدناه رفقة احد أبنائه المتمدرسين باكمالية ''الشهيد رباحي'' ببلدية حمادي ببومرداس. فبعد أسبوعين، يقول السيد بوعلام إن مصير أبنائه لا يزال معلقا بقرار من وزارة التربية والأساتذة الذي رهنوا مستقبل تلاميذ وأدخلوهم معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل. ويؤكد السيد بوعلام ان العديد من الأولياء وجهوا ابناءهم الى الدروس الخصوصية لاستدراك الوقت في محاولة منهم لتعويض الفراغ الكبير الذي خلقه ابتعادهم الطويل عن مقاعد الدراسة. ويضيف السيد بوعلام ان العديد من الأساتذة المضربين لم يتأخروا عن انتهاز الفرصة وإعطاء دروس خصوصية أو تعويضية للتلاميذ داخل بيوتهم وبأسعار اقل ما يقال عنها إنها مرتفعة، كما أن المدارس الخصوصية ضاعفت من نشاطها خلال هذه الفترة لإغراء الأولياء واستدراجهم لتسجيل ابنائهم في هذه المدارس التي تقدم دروس دعما في مختلف المواد وبأسعار مغرية. تلاميذ الأقسام النهائية أكثر تأثرا يرى أولياء التلاميذ ان استمرار الإضراب اثر بشكل كبير على ابنائهم خاصة المتمدرسين في الأطوار النهائية كالباكالوريا والسنة الرابعة متوسط، وهم من أكثر الفئات تأثرا بسلبيات هذا الإضراب الذي تجاوز الحدود المعقولة واثر كثيرا على دراستهم، خاصة أنهم هم من سيدفع الثمن في النهاية بزيادة تكثيف البرامج الدراسية او الإسراع في تقديمها بشكل سيؤثر على قدرات عدد كبير منهم في الاستيعاب او حتى المراجعة الدقيقة. يقول زكي تلميذ في السنة الثالثة ثانوي إن الإضراب انعكس بشكل سلبي عليهم خاصة وأنهم يعرفون جيدا كثافة البرامج الدراسية واستحالة معالجتها جميعها في وقت قصير. اما ايمان من ثانوية مزاري بباب الزوار، فقد أكدت ''أن الإضراب سار بشكل لم نكن نتوقعه خاصة أن الإشاعات تؤكد استمراره الى غاية عطلة عيد الأضحى المبارك. وعند استفسارنا لدى أساتذتنا عن موعد انتهاء الإضراب لم يؤكد أحد منهم ولم ينفي ما يروج حول هذا الامر ،وذكر العديد منهم ان أمر إلغاء الإضراب ليس حبيس قرارات منفردة بل يخضع لمدى رغبة وزارة التربية في تنفيذ مطالب الأساتذة''. وناشد عدد من أولياء التلاميذ السلطات المعنية التدخل لاستئناف الدراسة وعدم إدخال ابنائهم في متاهات لا علاقة لهم بها واستدراك ما فاتهم من دروس، خاصة أن البرنامج الدراسي في مختلف أطواره معروف بكثافته الكبيرة، وهو ما يفسر تخوف الأولياء من لجوء بعض الأساتذة الى المرور على بعض الدروس مرور الكرام وعدم إيفاءها شروط الشرح المطلوبة لضيق الوقت الذي سببه إضرابهم الطويل.