ذكرت مصادر من محيط زعيم متمردي التوارق بمالي، إبراهيم آغ باهانغا، أنه يكون قد غادر ليبيا إلى وجهة غير معلومة لحد الآن، تمهيدا لالتحاقه مجددا باتفاق السلام بين المتمردين وحكومة مالي، والذي ترعاه الجزائر منذ جويلية 2006 · ونقلت إذاعة فرنسا الدولية، أمس، عن دبلوماسي ليبي، لم تذكره، أن إبراهيم آغ باهانغا قد غادر ليبيا بعدما أقام فيها لاجئا لمدة ثمانية أشهر، وتخلى فيها عن دوره في رئاسة إدارة المفاوضات مع الحكومة المالية والمتمردين الطوارق بوساطة من الجزائر· وتابع نفس المصدر، موضحا، أن البعض يروج لوجود آغ باهانغا في النيجر ضمن صفوف متمردي حركة النيجريين من أجل العدالة، فيما يتحدث آخرون عن توجهه إلى الجزائر البلد الوسيط بين حكومة مالي والمتمردين التوارق، خاصة بعد النتائج الإيجابية التي تحققت بفضل الوساطة الجزائرية مؤخرا رغم تعثرها سابقا، وذلك بسبب صعوبة في حمل الطرفين، ممثلا حكومة مالي والمتمردين التوارق، على الالتزام بتعهداتهما من أجل إقرار السلام في شمال مالي، حيث تم التوصل إلى إجماع على السلام وجرى تسليم أسلحة المتمردين وإلحاقهم بقوات مشتركة مع الجيش المالي ضمن فرق تؤمن منطقة كيدال، في حين غاب عنها باهانغا على خلفية شكوكه في التزام باماكو بتعهداتها، في ظل تبادل الاتهامات بينه وبين باماكو، غير أن الواقع كان إيجابيا وفي صالح الطرفين، خاصة أن الجزائر رمت بثقلها لتفعيل عملية السلام من خلال المبادرة بتمويل عمليات تنموية محلية مركزة في منطقة شمال مالي· وكانت جلسة المفاوضات الاخيرة التي عقدت بالجزائر، بداية السنة الجارية، مكّنت من تحقيق دفع لمسار السلام في شمال مالي، كما ساهمت خطوة تسليم 500 من مقاتلي التوارق المنتسبين للتحالف من أجل الديمقراطية والتغيير في فيفري المنصرم شكلت خطوة هامة في مسار تحقيق سلام دائم بالمنطقة، حيث كان هدف الوساطة الجزائرية منذ بدايتها هو دمج أكبر عدد من المتمردين الطوارق في الجيش النظامي، وحاليا يسير اتفاق السلام في شمال مالي على الطريق الصحيح، والدليل انطلاق برنامج التنمية الذي كان من بين أهم بنود الاتفاق المذكور·