وصل الزعيم السابق للمتمردين التوارف الماليين، إبراهيم أغ باهانغا، إلى الجزائر قادما من ليبيا للانضمام إلى عملية السلام بين حكومة باماكو ومتمردي التوارف السابقين، وفق اتفاقية الجزائر الموقعة في جويلية ,2006 والذي عرف نجاحا باهرا في المدة الأخيرة عقب التحاق مختلف مجموعات التوراف بعملية السلام التي رعتها الجزائر· وقال محمد أغ غيب، المتمرد السابق القريب من أغ باهانغا ومرافقه، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية، أمس، إن ''إبراهيم أغ باهانغا وصل الآن إلى الجزائر، وأوضحنا للجزائريين أنه يريد الانضمام إلى عملية السلام''· ويشكل قدوم باهانغا إلى الجزائر للانضمام إلى عملية السلام، بعدما رفض ذلك من قبل بدافع التشكيك في وعود الحكومة المالية، انفراجا في الصراع الدائر بين حكومة باماكو وما تبقى من متمردي التوارف، باعتباره الأكثر تشددًا بين قادة التمرد، حيث تخلى في بداية العام عن مواقعه شمال مالي تحت ضغط القوات الحكومية، ورفض حينها الانضمام إلى عملية السلام التي تضم بقية فصائل التوارف المتمردة، وفضل اللجوء، في فيفري الفارط، إلى ليبيا تاركا جماعته تحت الحصار والضغط المفروض عليها من قبل الجيش المالي، والذي صرح آنذاك أنه بسط سيطرته على كل منطقة شمال مالي، حيث شهدت تلك المنطقة، وخاصة الحدود المالية - الجزائرية، تعزيزات أمنية ومعارك طاحنة للقضاء النهائي على حركة التمرد، التي كبدها الجيش المالي خسائر مادية وبشرية معتبرة أجبرتها على النزوح إلى الحدود الجزائرية بالقرب من منطقة تينزاوتين الجزائرية· وقد سبق وأن تطرقت ''الفجر'' في عدد سابق إلى مغادرة باهانغا ليبيا، بعد أن أقام فيها لاجئا لمدة ثمانية أشهر تمهيدا لالتحاقه مجددا باتفاق السلام بين المتمردين وحكومة مالي، والذي ترعاه الجزائر منذ جويلية ,2006 حيث تحققت فيه بفضل الوساطة الجزائرية نتائج إيجابية، وتم التوصل إلى إجماع على السلام، وجرى تسليم أسلحة المتمردين وإلحاقهم بقوات مشتركة مع الجيش المالي ضمن فرق تؤمّن منطقة كيدال، مع تنشيط عملية تنموية شاملة· كما أن جلسة المفاوضات الأخيرة التي عقدت بالجزائر، بداية السنة الجارية، مكّنت من تحقيق دفع لمسار السلام في شمال مالي، وساهمت خطوة تسليم 500 من مقاتلي التوارف المنتسبين للتحالف من أجل الديمقراطية والتغيير، في فيفري الماضي، في تشكيل خطوة هامة في مسار تحقيق سلام دائم بالمنطقة، حيث كان الهدف من الوساطة الجزائرية منذ بدايتها هو تذليل كل الشكوك والمخاوف المرفوعة من الطرفين، وصولا إلى دمج أكبر عدد من المتمردين التوارف في الجيش النظامي·