تعاني ولاية سطيف منذ عدة أسابيع من ندرة حادة في توزيع مادة الحليب المدعم والمنتج من قبل الشركة الوطنية التل بمدينة مزلوق الواقعة على بعد 15 كلم جنوب مدينة سطيف، حيث يجد المواطن صعوبة كبيرة في الحصول على هذه المادة الحيوية والضرورية للحياة خاصة بالنسبة للأطفال. وحسب أحد الباعة فإن هذه الأزمة مفتعلة وهدفها الترويج لمنتوجات الحليب المصنوعة مباشرة من حليب البقر التي غزت السوق لانها تواجه عزوف من المستهلك بسبب ارتفاع سعرها حيث يقدر سعر الكيس ذو اللتر الواحد بحوالي 45 دج مقابل 25 دج بالنسبة للحليب المدعم أي حوالي ضعف السعر العادي، وهو الوضع الذي جعل من الموزعين تقليص من الكمية المقدمة للحليب المدعم إلى درجة أن أكياس الحليب تنفذ في ظرف لحظات فقط من التوزيع. وقد دعا ذات التاجر مصالح مديرية التجارة إلى التكثيف من المراقبة خاصة على مستوى نقطة التوزيع الرئيسية قصد الوقوف على الأسباب الدافعة إلى أزمة الحليب، من جانبهم دافع التجار المزعين عن أنفسهم حيث أرجعوا سبب هذه الندرة إلى تغير نمط استهلاك المواطن فبدل أن يقتني ما يحتاجه فقط تجده يضاعف الكمية خوفا من أي انقطاع للحليب، مؤكدين بأن مصنع مزلوق يعمل بطريقة جيدة ولم ينقص من وتيرة الإنتاج بل حافظ على نفس الكمية المعهودة، وبين من قال بأن الأزمة مفتعلة أو أنها من صنع الموزعين يبقى المواطن يبحث عن شراء حليب الأكياس ولو عن طريق »المعريفة«. جدير بالذكر أن أزمة ندرة مادة الحليب المدعم بسطيف أثارت فضول القائمين على المصالح الفلاحة للولاية حيث تشير معطياتهم بأن ولاية سطيف رائدة في إنتاج مختلف أنواع الحليب حيث احتلت الصدارة خلال الموسم الماضي بإنتاجها أزيد من 200 مليون لتر من الحليب في رقم يعكس حجم المجهودات المبذولة لسد حاجيات المواطنين ولمدة طويلة.