عرف معرض السيارات الدولي لهذا العام عزوفا وإقبالا محتشما للزائرين في يومه الأول الذي انطلقت فعالياته أمس، مقارنة بالأعوام الماضية، وقد استاء بعض الوكلاء من غياب أي مسؤول رسمي للإشراف على افتتاحه، حيث طالبوا الحكومة بضرورة مراجعة الإجراءات الأخيرة التي كانت السبب الأول في وصول الأوضاع إلى ما هي عليه، وكذا تراجع مبيعاتهم، وفقدانهم الزبائن كلية. معرض بعيد عن الاحترافية بكل المقاييس أثناء دخولنا المعرض الدولي للسيارات، لفت انتباهنا عدم جاهزية المكان لاحتضان أكبر معرض في الجزائر يتم فيه عرض عديد الماركات العالمية، خاصة التي تطرح لأول مرة في السوق، حيث صادفنا أن الأشغال لا زالت جارية، والعمال منتشرون في كل مكان حتى أن عمليات التنظيف لقاعات العرض بدأت لتوها، ناهيك عن الانطلاق في وضع ملصقات إعلامية للتعريف بالعارضين بمجرد وصولنا، بالإضافة إلى غياب مرشدين لتوجيه الزائرين، كل هذا يطرح عدة تساؤلات حول مدى تأهيل المشرفين على تنظيم ذلك بالرغم من أن المعرض في طبعته الثالثة عشر. الحدث لهذا العام في المعرض الدولي للسيارات هو غياب شبه كلي للبنوك، ما عدا حضور البنك الوطني الجزائري الذي كان دوره مجرد الإجابة عن استفسارات الزائرين الراغبين في ذلك حسب تصريحات القائمين عليه، عكس الطبعات الماضية التي كانت البنوك تتقاسم أركان صالات العرض مع وكلاء السيارات، حيث قال أحد المواطنين الذين التقيناهم »إن غياب البنوك أحسن من حضورهم مع إلغاء القروض، فما الهدف من استيعاب جناح خاص بهم دون تقديمهم خدمات..«. وما ميز المعرض لهذه الطبعة الثالثة عشر، هو غياب كلي لأي مسؤول رسمي للإشراف على افتتاحه، حيث استاء الكثير من الممثلين لعلامات السيارات في حديثهم ل »صوت الأحرار«، عن عدم حضور مسؤولين لافتتاح المعرض، رغم أنهم لم يخفوا أنهم كانوا ينتظرون قيام وزير التجارة الهاشمي جعبوب بالإشراف على الافتتاح، في غياب رئيس الجمهورية، وطالبوا الحكومة بضرورة مراجعة إجراءاتها الأخيرة، بغرض تحسين الخدمات لدفع الزبائن نحو اقتناء المركبات وتكون الفائدة عامة للجميع. وما مميز ساحات العرض هو تزينها بشتى الماركات العالمية، التي تبهر زائريها، فتويوتا عرضت آخر طراز تم طرحه من نوع »أ26« بمحرك ديازال تجاوز سعرها 300 مليون سنتيم، وبمحرك بنزين تجاوز 260 مليون سنتيم، أما شركة مرسيدس فعرضت آخر منتجاتها من فئة »كلاس أ« بسعر يتجاوز 580 مليون مع تخفيض ب 20 مليون سعر المعرض، والملفت أنه تم بيع ثلاث سيارات خلال صبيحة واحدة، ومن جهتها علامة بيجو عرضت سيارة 308 التي هي آخر منتجاتها، ولقيت إقبالا من طرف الزوار لكن سعرها تجاوز 240 مليون سنتيم، بالإضافة إلى هذا كل الماركات العالمية الأخرى دخلت بآخر منتوجاتها حتى الصينية منها التي عرفت إقبالا واسعا بفضل سعرها المنخفض. كما تساءل العديد من الزائرين، عن التخفيضات التي يقدمها معرض السيارات بالنسبة للحاصلين على رخصة المجاهدين، حيث كان الفرق واضحا، وأعاد الأمل للبعض ممن التقتهم »صوت الأحرار«، وأكدوا أن هذه التخفيضات ستمنحهم فرصة أخرى لتجاوز عتبة إلغاء القروض الاستهلاكية، ذلك أن الفارق يصل في بعض الأحيان مستوى 50 مليون سنتيم للسيارات الفخمة، أما بالنسبة للمتوسطة منها فتصل حتى 20 مليون سنتيم، بما يمكن هذه الفئة من الاستفادة من الخدمات التي توفرها هذه الرخصة.