كشفت الأمطار التي تهاطلت مؤخّرا بوهران، عن عورة شبكة توزيع المياه، التي تحوّلت في ظرف ساعات إلى توزيع المياه الملوّثة والقذرة بدلا من المياه الصالحة للشرب، وقد حمّل المنتخبون بالمجلس الشعبي الولائي المسؤولية للمقاولات التي تغشّ في مشاريع تجديد الشبكات. وجّه أعضاء المجلس الشعبي الولائي في اليوم الثاني من انعقاد الدورة العادية الثالثة انتقادات لاذعة لتسيير المياه بعاصمة الغرب الذي يقع جانب كبير منه على عاتق مؤسّسة "سيور" الإسبانية والبقية على مديرية الريّ، حيث توجّه سكّان العديد من الأحياء بشكاوى حول ما تدفّقت به حنفياتهم طيلة أيّام هذا الأسبوع، حيث تفاجأوا بمياه ملوثّة وذات رائحة كريهة بسبب اختلاط المياه الصالحة للشرب بمياه الأمطار وقنوات الصرف، وأرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى إهتراء شبكات التوزيع على مستوى عدّة مناطق واختلاطها فيما بينها، بما يشكّل خطورة كبيرة على صحّة المستهلكين، ومن بين النقاط السوداء التي ظهرت عوراتها في الأربعة أيّام الأخيرة، عين الكرمة، سيدي الشحمي، وحاسي مفسوخ، فيما لا تزال وتيرة الإنجاز بمشاريع تجديد شبكات توزيع المياه على طول 95 كلم مترنّحة، فضلا عن العيوب التي ظهرت بالشبكات الجديدة، وطالب المنتخبون تبعا لذلك بضرورة حرص مؤسّسة "سيور" على منح الصفقات للمقاولات الملتزمة بالإتقان، ومراقبة مكاتب الدراسات، ومن الملاحظات التي أثارتها النقاشات حول ملف تسيير المياه، ظهور تصدّعات وتسرّبات على مستوى محطّة تحلية مياه البحر، البريدعة التي تعتبر أحد المشاريع المسلّمة حديثا وذات طاقة إنتاجية هامّة من بين 4 محطّات تحلية لمياه البحر بالولاية، حيث أكّد تقرير لجنة الريّ أنّ نسبة المياه المصفاة بالمحطّة ليست هي نسبة المشروع الحقيقية بمحطّة كهرما بأرزيو، وذلك نظرا لعدم تجديد وتهيئة محطّة بريدعة منذ إنجازها سنة 2005، من جانب آخر، يشتكي سكّان عدّة أحياء من انقطاع المياه عنهم بالأسابيع، حيث لم تقطر حنفياتهم منذ مدّة على غرار أحياء الكورنيش، وبطيوة أين يعاني السكّان أزمة عطش منذ 4 أشهر، وكذا ببئر الجير وسيدي البشير، على الرغم من دخول مشروع "الماو" مجال الخدمة، والتزام مديرية الريّ بتلبية حاجيات سكّان الولاية التي تقدّر بنحو 360 ألف متر مكعّب يوميا والتي لا تتجاوز حاليا 170 ألف متر مكعّب، حيث سيزوّد مخازن بلقايد ب 420 ألف متر مكعبّ يوميا وقد أرجعت مؤسّسة "سيور"، النقائص المسجّلة إلى التوسّع العمراني وقدم الشبكات.