ذكر، أمس، بيان لمنظّمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة »فاو« أن الجزائر احتلّت الصّدارة في »الإيفاء فعلياً بالهدف الأول من الأهداف الإنمائية للألفية« بالنّجاح في خفض نسبة سكانها الذين يعانون الجوع المزمن بمقدار النّصف، وبذلك سجّلت »تقدّما ملموسا« في مجال تقليص سوء التّغذية. ● بيان الفاو الذي نشرته، أمس، بمناسبة ندوتها حول الأغذية والزّراعة في منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا، المنعقد من 24 إلى 28 فيفري بروما، تحدّث عن »تمكّن ثلاثة من بلدان الإقليم، الجزائر، الأردن والكويت من الإيفاء فعلياً بالهدف الأول من الأهداف الإنمائية للألفية، بالنجاح في خفض نسبة سكانهم الذين يعانون الجوع المزمن بمقدار النصف«. البيان كشف عن أنّ تقييماً قُدم، أمس، في بداية أعمال المؤتمر الإقليمي الثاني والثلاثين للشرق الأدنى وشمال إفريقيا، كشف عن أن عدد من يعانون نقص التغذية على صعيد الإقليم ما زال يقرب من 7,43 مليون شخص أو 10 بالمائة من مجموع سكانه، في حين يعاني من تقزُّم النمو 5,24 بالمائة من مجموع الأطفال دون سن الخامسة بسبب سوء التغذية المزمن. ولاحظ التقييم أن نقص المغذيات الدقيقة شائع لدى البلدان الموسرة والأقل ثراء على حد سواء بالإقليم، مما ينعكس على هيئة عواقب وخيمة بالنسبة لمعدّلات الالتحاق بالمدارس والإنتاجية والصحة العامة. وتقدّر منظمة »فاو« أن الصراعات والنزاعات الأهلية لا تزال العامل الرئيسي وراء انعدام الأمن الغذائي في الإقليم خلال السنوات الأخيرة، إذ تشمل المناطق الساخنة كلاً من العراق، والسودان، وسوريا، والضفة الغربية وقطاع غزة، واليمن، »وفي سوريا وحدها يقدر أن نحو 3,6 مليون نسمة في حاجة إلى مساعدات غذائية وزراعية متواصلة«. وفي الطرف الآخر من معادلة سوء التغذية، فقد كشف البيان انّ ما يقرب من ربع سكان الشرق الأدنى وشمال إفريقيا يعانون حالياً من السمنة كضعف المتوسط العالمي ونحو ثلاثة أضعاف المعدل السائد لدى البلدان النامية ككل.وتلاحظ منظمة »فاو« علاوة على التحديات الهيكلية القائمة منذ وقت طويل، أن تغير المناخ والأمراض الحيوانية الناشئة تساهم في تقويض صرح الأمن الغذائي بإقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، كذلك فإن الاعتماد البالغ على واردات المواد الغذائية لتلبية احتياجات الاستهلاك يجعل الإقليم شديد التعرض لارتفاع وتطاير الأسعار العالمية للسلع الزراعية. والمتوقع وفقاً لتقييم منظمة »فاو« أن هذا الاعتماد على المصادر الغذائية الخارجية سوف يتصاعد خلال العقود المقبلة، كما حذرت منظمة »فاو« من أن احتياجات الاستيراد الكبيرة للإقليم من المواد الغذائية، والنمو البطيء في الإنتاج الغذائي المحلي، والمستويات المرتفعة من الفاقد الغذائي تشكل مجتمعة مدعاة للقلق. وقدّم تقييم منظمة »فاو« أيضاً مقترحاته بشأن الإجراءات التي يسع بلدان الشرق الأدنى وشمال إفريقيا أن تتخذها بشكل فردي وجماعي، تصدياً لشواغل الأمن الغذائي الإقليمي.