أشار التقرير الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” إلى أن متوسط مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء سجل 232 نقطة خلال شهر أفريل الماضي، فيما لا يكاد يختلف عن شهر ماي وجوان، وقد بلغ ارتفاعه نحو 20 بالمئة مقارنة بشهر مارس، لكنه لا يزال يحافظ على الاستقرار مقارنة بمؤشرات الالتهاب بداية 2011 وساهم انخفاض أسعار السكر وهبوط أسعار الأرز في ثبات المؤشر الدولي، في حين ظلت جميع الأسعار العالمية للسلع الغذائية الأخرى على مستوياتها السابقة، وفي تقدير الخبير ديفيد هالام، مدير شعبة التجارة والسلع لدى المنظمة “الفاو”، فإن “انزلاق الدولار الأمريكي مَقرونا بتزايد أسعار النفط، ما ساهم في بقاء أسعار السلع الغذائية مرتفعة، وخصوصا الحبوب”، وأوضح أنه “مع استمرار الطلب الاستهلاكي القوي، فإن فرص العودة إلى حالة الأسعار الاعتيادية باتت تتوقّف في أكثرها على كمّ الإنتاج المتوقع في عام 2011 ومدى القدرة على إعادة تكوين أرصدة احتياطات الحبوب في الموسم الجديد”. ولقد أشار التقرير إلى أن التغير جاء ضئيلا في حركة مؤشر المنظمة “الفاو” لأسعار الغذاء، إذ حتى بالرغم مما سجلته أسعار الحبوب الدولية من ارتفاعٍ حاد شهر أفريل الماضي، فقد عوض عن ذلك وأكثر هبوط أسعار الألبان، والسكر، والأرز بينما كادت أسعار اللحوم والزيوت ألا تشهد أي تغيير في مستوياتها. وأوضح التقرير أن متوسط مؤشر أسعار الحبوب سجل 265 نقطة، بارتفاع نسبته 5.5 بالمئة عن شهر مارس الفارط، في حين زادت أسعار الذرة الصفراء بنسبة 11 بالمئة، وأسعار القمح بنسبة 4 بالمئة، نتيجة لظروف الطقس غير المواتية وتأخر مواعيد الزرع، ولقد أبقت إمدادات التصدير ذات الحجم الكبير على أسعار الأرز خاضعة لضغوط رهيبة، لاسيما بعد توقف الهند عن تصدير بعض الأنواع منه، ولم يتغير مؤشر المنظمة لأسعار الزيوت والدهون، خلال 3 أشهر مضت، أما مؤشر أسعار اللحوم فقد ظلّ في مستوى قياسيّ، وبقي مستقرّا مقارنة بالتقديرات المراجعة لمستواه البالغ 172 نقطة خلال شهر مارس إلى اليوم.وتشير أحدث الأدلة المتاحة إلى تحسن في الإنتاج العالمي من الحبوب عام 2011، كاستجابة لارتفاع الأسعار وإن كان على افتراض أن تسود أحوال جوية طبيعية، والمتوقع أن يرتفع إنتاج القمح العالمي بنحو 3.5 بالمئة، والأرز بحدود 3 بالمئة، غير أن الأرصدة العالمية من الحبوب مع انتهاء فصول عام 2011 من المتوقع، وفق التنبؤات السائدة أن تهبط إلى أدنى مستوياتها قاطبة منذ عام 2008.