انتقد رئيس لجنة التربية والتعليم العالي بالمجلس الشعبي الولائي، محمد طاهر ديلمي، وبشدة أشغال التهيئة التي ترمم بها 10 ثانويات قديمة بالعاصمة والتي لم تحترم فيها المقاييس المعمول بها في الجانب العمراني، مشيرا أن المقاولات التي سلمت لها المشاريع تفتقد إلى الخبرة في هدا الميدان وأضاف المتحدث أن القيمة التاريخية لهذه الثانويات هي مسؤولية جميع الهيئات باعتبارها تراث ثقافي وتربوي عريق. أبدى، محمد الطاهر ديلمي، الذي نزل ضيفا على منتدى »صوت الأحرار« أسفه لما آلت إليه الأوضاع بالمؤسسات التربوية القديمة على مستوى بلديات العاصمة بسبب التدهور المتقدم في بناياتها وكذا بسبب عدم احترام المقاولين المكلفين بالأشغال لمقاييس ترميم الاماكن التاريخية كما هو معمول به. وذكر المتحدث أن ثانويات العشر المعنية بالترميم هي ثانوية »الأمير عبد القادر«و»عقبة« باب الوادي، »بوعمامة« ببلدية محمد ببلوزداد، الإخوة »عروج برباروس«، »عمر راسم«، »وريدة مداد«، »عمارة رشيد«، »ابن الهيثم« و»حسيبة بن بوعلي« التي يعود تاريخها إلى الحقبة الاستعمارية، تعد جزءا من الذاكرة الجزائرية حيث خصصت الولاية في إطار مشروع وطني صادر عن رئيس الجمهورية أغلفة مالية هامة بهدف ترميمها وإعادة الاعتبار لها وإبراز مكانتها التاريخية غير أن ما يحدث في الواقع غير ذلك حيث ظهرت عيوب بعد ترميمها، وأرجع ديلمي هذا الى عدم احترام دفتر الشروط الذي يحدد التدابير التي يجب إتباعها، مشيرا أن المقاولات التي سلمت لها المشاريع تفتقد الى الخبرة في هذا الميدان حيث تبين أن أشغال الترميم لم يحترم فيها الطابع العمراني القديم للمباني ولم يحافظ فيها على الهندسة المعمارية بدليل أن بعض المؤسسات شهدت عمليات »بريكولاج« فقط. وعرج ديلمي في حديثه على وضعية ثانوية »عمر راسم« والتي احتلت فيها شركة أجنبية ساحة المؤسسة وحولتها إلى ورشة منذ 9 سنوات، موضحا أنه تم مراسلة كافة المسؤولين إلا أن الأوضاع لا تزال على حالها و لازال التلاميذ يعانون من الوضعية بسبب انتشار الأتربة والغبار بالإضافة إلى ضجيج الذي يحدثه عمال الشركة. وأضاف المتحدث أن القيمة التاريخية لهذه الثانويات هي مسؤولية جميع الهيئات، باعتبارها تراثا ثقافيا وتربويا عريق، مطالبا في نفس الوقت بحمايتها حتى تبقى نموذجا حيا للأجيال القادمة.