أكد الخبير الاقتصادي والمالي عبد الرحمن بن خالفة أن خطاب المترشحين خال من القضايا الاقتصادية الحقيقية ولا يحمل إلا وعودا وهمية ليست قابلة للتجسيد كونها لا تتكئ على الاقتصاد المنتج بل على خطابات شعبوية تركز على مضاعفة الإنفاق من الخزينة العمومية . انتقد الخبير الاقتصادي عبد الرحمن بن خالفة أمس لدى نزوله ضيفا على ركن ضيف الصباح للقناة الإذاعية الأولى الشق الاقتصادي في خطاب المترشحين للاستحقاق الرئاسي بعد مرور أسبوع من عمر الحملة الانتخابية، وقال إن المترشحين للرئاسيات لم يتطرقوا إلى برامج اقتصادية حقيقية سواء في الخطاب المسوق في الحملة الدعائية أو في البرامج المكتوبة للمترشحين، معيبا في الوقت ذاته على المترشحين تركيزهم على الوعود الانتخابية الدعائية التي لا تسمن الاقتصاد ولا تقدم حلولا ناجعة للتخلف الاقتصادي والتبعية المطلقة لقطاع المحروقات والاختلال الكبير بين الصادرات والواردات كما تساءل الخبير الاقتصادي عن الخلل في المعادلة الأساسية لماذا نحن في مستوى أكبر من الادخار ومستوى أقل من حيث النجاعة . وأضاف بن خالفة قائلا »كمتابع لمجريات الحملة فوجئت بغياب القضايا الأساسية عن برامج المرشحين فلم يتطرق أحد من المرشحين إلى ملفات التسيير الاقتصادي ولا ملفات الاستثمار ولا العرض الداخلي ولا تنظيم السوق الداخلية ولا حديث عن قيمة الدينار، ولا سوء استغلال احتياطي الصرف« وهي حسب المتحدث الملفات الكبرى للاقتصاد الجزائري الذي يتسم بهشاشة السوق الداخلية والتنافسية وهشاشة المؤسسات. وأشار بن خالفة إلى أن الحملة الانتخابية في الشق المتعلق بالخطاب الاقتصادي لا تقوم على مقاصد وليست مساعي كما إن هذا الخطاب يدور حول الإنفاق الحكومي من مداخيل البترول . كما ذكّر بن خالفة بالخلل الموجود في سوق العمل وعدم التوزان بين الجامعات وعدد خريجيها وما تستوعبه سوق العمل نتيجة سوء التسير الاقتصادي مضيفا »أنه من منذ سنوات نقول سنخرج من البترول ولكن الواقع يؤكد استمرار تبعيتنا للبترول« . كما نبه بن خالفة في حديثه عن سوق العقار إلى الخلل في الحديث عن ملايين البنايات الجديدة دون مراعاة الاختلالات في السوق العقارية وأزمة السكن الذي يعرفها المواطن الجزائري لوجود خلل في النجاعة الاقتصادية . وفي حديثه عن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للجزائر وما يرتجى منها اقتصاديا قلل بن خالفة من فائدتها اقتصاديا داعيا في هذا السياق إلى إعادة الموازنة في علاقة الجزائر مع أمريكا في الجانب الاقتصادي لأنها لحد الآن تكاد تقتصر على قطاع المحروقات.