تنطلق اليوم المناورات العسكرية » الأسد الإفريقي« بين الجيشين الأمريكي والمغربي، وتدخل هذه المناورات، حسب ما أعلن عنه رسميا، ضمن تنسيق الجهود بين الرباطوواشنطن في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة، وتدريب وحدات من الجيش المغربي على استعمال بعض الأسلحة الحديثة خاصة في مجال سلاح الجو. قالت مصادر مغربية، تناقلها الموقع الاليكتروني المغربي » هسبريس« أن المناورات المشتركة بين الجيشين الأمريكي والمغربي، والتي يرتقب أن تدوم أكثر من شهر، سوف تجري برأس درعة بطانطان وبنواحي مدينتي القنيطرة شمالا وتارودانت، وتهدف هذه المناورات، تضيف نفس المصادر، إلى تعزيز التنسيق والتعاون بين قوات البلدين والتفاهم المشترك على التقنيات العسكرية والإجراءات المتبعة من طرف كل بلد على حدى، كما أنها تعنى بجملة من أشكال التكوين العسكري من قيادة وتدريب خاصة على استعمال الأسلحة وعمليات حفظ السلام والتزويد بالوقود جواً والتدريب على التحليق بعلو منخفض، ويشارك في هذه المناورات 850 جنديً أمريكي تقاطروا على المملكة من القواعد الأمريكية المتواجدة بأوروبا وأمريكا، وكشفت المصادر المغربية أن المناورات العسكرية الحالية بين الرباطوواشنطن أصبحت تقليد بين الجيشين،منذ 2005، علماً أن المناورات المماثلة السابقة التي جرت في غضون شهر ماي2009 شارك فيها 1400 جندي من البلدين. وتعول الرباط على المناورات العسكرية مع واشنطن لإثبات مكانتها كطرف فاعل محليا وقاريا في الحرب الدولية على الإرهاب، والتعويض عن رفض طلبها المشاركة في اجتماع وزراء خارجية، ثم رؤساء أركان جيوش دول الساحل الصحراوي التي احتضنتها الجزائر على مرحليتين في وقت سابق، علما أن المغرب كان قد احتج رسميا على ما أسماه إقصائه من المشاركة في اللقاءات المذكورة وحمل الجزائر، البلد المضيف المسؤولية عن ذلك، وكان رد الجزائر صريح على لسان وزير الدولة وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني الذي نفى وجود إرادة لإقصاء المغرب، وأضاف بأن الجغرافيا وحدها هي التي تحدد ما هي بلدان الشريط الصحراوي، على اعتبار أن الموقع الجغرافي للمملكة المغربية هو بعيد كل البعد عن شريط الساحل الصحراوي الإفريقي الذي يعبر سبعة دول إفريقية هي: الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر وليبيا والتشاد بوركينافاسو. والمعروف أن أمريكا تعتبر حليفا تقليديا للمغرب، ويتواجد الجيش الأمريكي بالمملكة بأعداد غير معروفة إلى جانب وجود خبراء من الجيش الإسرائيلي مكلفين بمهام مختلفة منها الإشراف على تدريب وحدات من الجيش ووحدات الأمن المغربي خاصة التدريب على التقنيات والأسلحة التي يستوردها المغرب من تل أبيب، وكانت واشنطن قد رفعت قيمة المساعدات العسكرية للمغرب بثلاثة أضعاف مقارنة مع السنة الماضية، إذ من المتوقع أن تبلغ قيمتها 9 ملايين مقابل 3.6 ملايين دولار المسلمة للمغرب في العام الفارط، وهذا بناء على طلب تقدم به الكونغرس خلال مناقشة مشروع الميزانية الفدرالية لسنة 2011، والغريب في الأمر أن المغرب، وخاصة وسائله الإعلامية تفتخر بالقرار الأمريكي القاضي برفع المساعدات العسكرية الموجهة إلى الرباط رغم أن هذه المساعدات تعني مجموعة معينة من البلدان الواقعة تحت قبعة واشنطن، ثم إن هذه المساعدات العسكرية هي عبارة عن » رشوة « مقنعة للجيش المغربي في مقابل ضمان ولاء الرباط لأمريكا وخدمة مصالحها الإستراتيجية في المنطقة وفي العالم. يشار إلى أن المغرب يعتبر من بين الوجهات المحتملة التي قد تسلكها الولاياتالمتحدةالأمريكية مستقبلا من أجل غرس مقر القيادة العسكرية الأمريكية الموحدة الخاصة بالقارة السمراء، رغم أن بوركينافاسو كانت قد أعلنت حسب مصادر أمريكية قبولها استضافة » الأفريكوم « على أراضيها.