في ندوة صحفية بقاعة الحاج عمر بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي إستعرض أمس طاقم العمل المونودرامي الجديد الموسوم « المترشح الأخير« الذي ينتجه المسرح الوطني الجزائري تفاصيل وزوايا العمل الفني الذي يتزامن والحملة الإنتخابية الرئاسية في الجزائر المصادفة ل17 أفريل الجاري . حيث تناول كل من النجم الفكاهي كمال بوعكاز والمخرج أحمد العقون والكاتب المسرحي سعيد حمودي إلى جانب مجيد زايد ممثلا عن إدارة المسرح الجزائري الجهة المنتجة للعمل المسرحي بالتشريح مختلف أوجه وحيثيات تجسيد المشروع الذي سيكون عرضه الشرفي العام غدا الخميس بقاعة مصطفى كاتب بالمسرح الجزائري ،حيث أكد النجم الفكاهي كمال بوعكاز أنه لم يغب عن المسرح الجزائري بل غاب عن مؤسسة المسرح الوطني لظروف معينة وهو سعيد بعودته ضمن إنتاجات المسرح الجزائري وأشار أن فكرة العمل المونودرامي الذي يقوم ببطولته يرجع فكرته إلى سنتين ويستند إلى الواقع حيث يعرف شخصيا متر شحا للرئاسيات من أبناء حومته بباب الواد الحي الشعبي الذي يحاول إقناع الجميع بالتصويت له ومن هنا تولدت الفكرة وقد قام بعرضها على الكاتب سعيد حمودي ليتم الغوص فيها أكثر كما يعتقد كمال بوعكاز أن توقيت العرض ممتاز لأنه الانتخابات موضوع الساعة وآنية و« حتى تكون بالتزامن والحملات الإنتخابية للمترشحين وبالتالي فهي فرصة ستتحقق الفرجة والترويح عن النفس في توقيت مناسب رغم أن النجم الفكاهي كمال بوعكاز يؤكد أنه يحتفظ بحقه في إختيار المترشح الذي يراه مناسبا ولا يريد التأثير في المتفرج أو توجيهه بقدر من تقديم عمل فيه الترويح والنقد البناء بلغة عامية مهذبة تصل إلى قلب المشاهد بعيدا عن اللغة الفصحى الكلاسيكية التي ينفر منها المتفرج حيث قال أن هذا النوع من العروض المسرحية باللغة العربة الفصحى تلائم تقديمها في المهرجانات والأسابيع الثقافية في الخارج كما أنه سيعتمد على الإرتجال حيث قد تتجاوز مدة العرض الساعة و10 دقائق وأكد أن عرض « المترشح الأخير« عمل فكاهي مونودرامي سيعمل على تشريخ ظاهرة الترشح الإنتخابي واستسهال البعض لهذا المنصب الحساس والمهم « وتناول تجربته السابقة في ذات الإتجاه والأدوار مع النجم صالح أوقروت ضمن السلسلة الفكاهية « همي في دمي « ورغم أنه يميل إلى الدراما غير أن الجمهور يطلبه أكثر في الكوميديا والأعمال الفكاهية وأضاف كمال بوعكاز أن الصدق عنصر أساسي لنجاح أي عمل مسرحي لأنه من يعيش الخيبة يسهل عليه تقمصها وتناول مشاكل العمل الجماعي حيث أن توجهه للعمل بصفة فردية إلى الغيرة التي تميز العمل الجماعي والصراع على التوزيع مؤكدا أنه لا يرفض العمل الجماعي لأن منه كانت بدايته من جهته نفى كاتب النص الإعلامي والشاعر سعيد حمودي أن يكون النص إستنساخا عن مسرحية مصرية تحمل ذات العنوان تناولت أحداث الثورة المصرية الأخيرة وفترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك وأوضح أنه لا يوجد تطابق بين النص المصري والنص الذي كتبته بسبب إختلاف الحالة الجزائرية عن الحالة المصرية حيث يكمن هاجس النص الذي كتبه أساسا في حالة الإنتظار المقيتة والعبثية وهو إنتظار أزلي للإنتظار بسخرية كبيرة وأشار كاتب النص سعيد حمودي أن النص في البداية حمل عنوان« إستنا يا الرايس « لكن بعد مشاورات مع المخرج والممثل الذي سيحرك النص ركحيا تم الإتفاق على تغييره ليصبح « المتر شح الأخير« وقد قبل يهدا الإقتراح لأن الإبداع فعل ديموقراطي حيث وجدت أن العنوان أكثر إيقاعا وجمالية وكشف أن المخرج إختار نهاية مفتوحة عكس ما يقترحه النص وهنا يكمن تصور المخرج بصريا لنهاية الكتابة الدرامية التي يحولها على الخشبة بذكائه ورؤيته الجمالية والبصرية مؤكدا أن العمل الجديد بمثابة مغامرة جماعية ، وأكد مخرج العمل أحمد العقون إلى خصوصيات الكتابة المسرحية التي تختلف حسب الموضوع والرؤية الإخراجية لأنه المعالجة لذات الموضوع تختلف من فاعل إبداعي إلى آخر كمنا أنه مقل في أعماله حيث لم يقدم سوى 4 أعمال فقط مؤكدا أن تعامله مع كمال بوعكاز فرصة لم يسعى إليها وأن تربطهما فترة الدراسة في المعهد حيث تكونا معا ويتقاسمان نفس الهواجس المسرحية والمواضيع وثمة إتفاق بين الأبجديات التي يؤمن بهما كل منهما ، وكشف مجيد زايد ممثل إدارة المسرح الوطني الجزائري في تدخله عن برنامج العروض حيث بعد العرض الشرفي العام يوم الخميس سيكون الموعد للجمهور يومي الجمعة والسبت القادم بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي على أن يتم ضبط رزنامة الجولة المسرحية على المستوى الوطني لتوزيعها على مختلف جهات الوطن ، وأكد مجدي زايد أن العمل المسرحي « المترشح الأخير«على عكس ما يوحي به ليس عملا سياسيا بامتياز بل يتناول زوايا إجتماعية وثقافية وشيء من السياسة لكن بعيدا عن المؤامرة والكيدية ، من جهته أكد المسرحي عيسى مولفرعة أن العمل المسرحي إجتمعت فيه كل عناصر التجربة الناجحة وببهارات مميزة .