لايمكن إثارة مجال الفن التاسع بالجزائر دون الحديث عن أحد رواده سليم ، لكن المهرجان الدولي للشريط المرسوم في مختلف فعالياته كشف لنا عن وجود طاقة شبابية مبدعة تعد بمستقبل زاهر عبر رسوماتهم التي تكتسي طابعا احترافيا ، وللوقوف عن واقع الشريط المرسوم في الجزائر ارتأينا أن نرصد أراء بعض من محترفين وهواة هذا الفن الذي كسب مهرجان يبرهن على قدرات الشباب المبدع التي تزخر بها الجزائر والتي تعد بآفاق جديدة. ياسين ساحل: ''الشريط المرسوم وسيلة مثلى لتعريف الطفل بتاريخه'' أعتبر أن الرسم هو أحسن وسيلة لإيصال الأفكار إلى الطفل، وأظن أن الشريط المرسوم هو أنجع وسيلة لتعريف الطفل بتاريخه، مهم جدا في تكوين شخصية الطفل، وهذا من خلال تركيزها على الجانب التربوي والتوعوي ولهذا قمت بإصدار كتاب بعنوان»تاريخ الأبطال«.أن تعرف أين تذهب إذا كنت لا تعرف من أين أتيت، لهذا اعتقد أن الكثير من المشاكل التي يعاني منها المواطن الجزائري تعود إلى جهله لتاريخ بلده. وفي هذا الصدد، أسعى من خلال أعمالي إلى ترسيخ هذه الأفكار في أذهان الأطفال والشباب وحتى الكبار. رغم الصعوبات الكبيرة التي يواجهها فنانو الشريط المرسوم في الجزائر. لأن هناك مستقبل لهذا الفن. خير الدين خردوش: ''ثقافة الفن التاسع ليست منتشرة في بلادنا'' بحكم أن نسبة المطالعة ضعيفة في الجزائر فإن الشريط المرسوم يعتبر أهم وسيلة إغراء تحبيب القراءة للطفل، أيضا الشريط المرسوم ليس مخصصا فقط للأطفال بل هو أيضا محبوب من الكبار إلا أن ثقافة هذا الفن غير منتشرة في بلادنا مع كل الأسف،، كما أن هناك صعوبات و عراقيل تقف أمام المبدع في هذا المجال ، ما يجعلنا نفكر طويلا قبل الشروع في أي عمل ، لأن في كثير من الأحيان نتكهن بالخسارة قبل الربح ، وهذا مؤسف ، لأن لدينا طاقات قد تذهب بالفن التاسع بعيدا ، لكن رغم كل هذا نحن صامدون لأننا نحب ما نقوم به . نحن الرسامون نمتلك الكثير من الأفكار ولكن لا يوجد الفضاء الذي يمكننا من تجسيدها على أرض الواقع، كما لا أنسى بالنسبة لفن الشريط المرسوم الذي يعد محطة مهمة في حياتي، أريد أن أتعمق فيها في المستقبل. يوسف بشكيط: ''رغم العراقيل نستمر في الرسم'' كهواة أومحترفون نتعرض لعراقيل جمة لمواصلة الدرب فنخضع لظروف وأمور عصيبة وفي أيدينا القليل من الإمكانيات ومع ذلك نستمر في الرسم كنت مولوعابالأشرطة المرسومة منذ أن كان أبي يشتريها لي في صغري ، لكن كانت رسوما خاصة بالأطفال ليست بعيدة عن ثقافتنا ، ، فأنا عملت بعض الأشرطة المرسومة تتكون فقط من بضعة صفحات لأنني وبحكم الظروف التي نتخبط فيها لا أقدر على عمل شريط مرسوم متكامل، وحينما نحاول أن ننشر أعمالنا البسيطة يطالبنا الناشر بتقديم عمل متكامل ولا يعدك بشيء أويعدك بالشيء القليل، وأنا أرفض ذلك، نعم أرفض أن أجازف أمام شبه وعود أوعدم وجود وعود بالمرة، بالمقابل يمكن لهذا الناشر أن يكسب من وراء الشريط المرسوم إذا تعلم أن يضحي في بداية مساره فمثلا يمكنه أن يقدم أشرطة مرسومة مجانية ومن ثم سيتعود القارئ على هذا النوع من الكتب وسيشتريها لاحقا. أما عن مشاريعي فأرجو أن أتمكن من المشاركة بشريط مرسوم كامل في الطبعة القادمة للمهرجان، في حين أقوم بوضع رسومات في كتب الأطفال وكذا أشارك في وضع الرسومات المتحركة لشركة نوميديا وأتمنى أن أواصل في هذا المجال لأنني أحب كثيرا مجال الرسوم المتحركة. أمير شيريتي: ''أسلوب المانغا يستقطب الشباب أكثر'' شاركت في مسابقة الطبعة الثانية لمهرجان الشريط المرسوم وتحصلت على جائزة »أفضل سيناريو» واستعملت أسلوب المانغا الذي هو مشهور جدا وسط الشباب، والشريط بعنوان »وقائع سنين الضيق» استلهمته من عنوان فيلم »وقائع سنين الجمر» كلهواة في فن الشريط المرسوم نجد صعوبات كبيرة في انجاز أعمالنا أمام انعدام الفضاءات المحتضنة لأشرطتنا، ،العراقيل والمشاكل التي تواجهنا في هذا المجال، ومع ذلك أرى أن هناك مستقبلا لهذا الفن في الجزائر وهذا نظرا لتنظيم مهرجان الشريط المرسوم بالجزائر وكذا إقبال الجمهور الجزائري على هذه التظاهر. دحمان برغيرود: ''لماذا لا يكون لنا شريط مرسوم ببصمة جزائرية'' عندما كنت صغيرا وأنا أقرأ الأشرطة المرسومةتساءلت لماذا لا يكون لدينا أسلوبنا وبصمتنا الخاصة في الشريط المرسوم؟ فقمت بتصور شخصية جزائرية أسميتها احمد ولكنني وجدت صعوبات كبيرة في مواصلة العمل في هذا المجال فلا توجد ثقافة الشريط المرسوم في الجزائر دون ننسى الفترة الصعبة التي مرت بها الجزائر في التسعينات والتي أثرت كثيرا في الثقافة بصفة عامة. ولعل تنظيم الجزائر مهرجان الشريط المرسوم والذي وفر لنا فرصة المشاركة بأعمالنا إذ أنني شاركت منذ الطبعة الأولى للمهرجان بشريط مرسوم حول شخصيتي»أحمد»، فرصة اكتسبنا منها الخبرات. مختار دراوي: '' لا يوجد سوق للفن التاسع بالجزائر مغامرتي مع الشريط المرسوم بدأت منذ الصغر وبالضبط مع الرسم إذ كنت ومازلت مولعا بهذا الفن، كما أنني كنت أقرأ كثيرا الأشرطة المرسومة مثل بيف ومارفيل، ثم انتقلت إلى العمل مع دور النشر من خلال رسومات للأطفال. شاركت للمرة الثانية في المهرجان الدولي للشريط المرسوم بالجزائر بشريط مرسوم تحت عنوان»راهيس، واد الأسود» أنجزته خصيصا لهذه المناسبة بما انه لا يوجد سوق لهذا الفن بالجزائر، ولكن حبذا لو تكون هناك دور النشر تنشر أعمالنا إلا انه مع كل الأسف نصنع أشرطة مرسومة فقط بالمناسبات بفعل كل الصعوبات الجمة التي تواجهننا في تحقيق ذلك.