تسعى الكثير من العائلات إلى تكليف نفسها فوق طاقتها من أجل إقامة حفل زواج يتحدث عنه الجميع حتى ولو كلفها ذلك اللجوء إلى الاستدانة وهي الظاهرة التي تتنافي منطقيا وأخلاقيا مع تعاليم الدين الإسلامي. لا تزال الكثير من العائلات الجزائرية تعير إهتماما كبيرا لكلام الناس وتعليقاتهم في أفراح الزواج ولذا نجد في الكثير من الولائم الكثير من مظاهر الترف والبذخ التي تتجاوز كل الحدود. الأمر يكون عاديا لو كان صاحب الفرح مرتاح ماديا وأراد التوسعة على المدعوين وإكرامهم في إطار المعقول، لكن الغير عادي والغير مقبول أن يحاول شخص ذو دخل محدود جدا أن يحاكي أعراس الأغنياء لتفادي تعليقات المدعوين أو ما يصطلح عليه »كلام الناس« وهي الكلمة التي تجعل الكثير من العائلات تفقد توازنها وتسعى جاهدة لإجراء عرس يبدوا مثل أعراس الأغنياء. ومن جملة القصص الكثيرة في مجتمعنا قصة لعائلة بسيطة جدا أنعم الله عليها بتزويج إبنهم الذي قارب الأربعين وبالرغم من أن العريس عاطل عن العمل إلا أن عائلته كلفت نفسها فوق طاقتها وعملت على تحضير عدة أطباق وأكثر من نوعين من الفاكهة إضافة إلى علبة الحلويات وزهرة معبأة بحلويات »ليدراجي« التي يصل سعرها إلى 70 دج للزهرة الواحدة، في حين كانت قادرة على الإكتفاء بالكسكس وقارورة عصير ولكن عدم وعي العائلة جعلها تقع في فخ كلام الناس لتكلف بذلك نفسها مصاريف إضافية كانت في غنى عنها. تعليقات المدعوين للأعراس التي وإن تجاوزتها بعض العائلات إلا أنها لا تزال تلقي بضلالها على أعراس الجزائريين وتؤثر على عائلات أخرى التي باتت تعير إهتماما غير طبيعيا لنظرة الناس وتعليقاتهم ووصل الأمر بالبعض لدرجة المغالاة في المهور حتى لا يقال إن فلانة مهرها بخس أو أنها تزوجت»باطل« ولهذا يذهب بعض الأولياء إلى إطلاق العنان في إشتراط مهور خيالية يعجز العريس عن تسديدها وهو أمر غالبا ما يكون سببا في إستفحال ظاهرة العنوسة. وأمام هذه النظرة القاصرة والتفكير الغير سوي الذي يتناقض مع طبيعة المجتمعات الإسلامية يصبح الدور ملحا على مؤسسات المجتمع المدني وبدرجة أكبر الجمعيات النسوية من أجل التوعية وتوضيح الأمور لتفادي الوقوع في فخ »كلام الناس« الذي لا يقدم ولا يؤخر.