دعت حرفيات مشاركات في الصالون الوطني للمرأة الحرفية، الذي اقيم مؤخرا برياض الفتح، السلطات المعنية الاهتمام أكثر بالمشاركات اللواتي تنقلن من ولاياتهن بهدف الترويج للمنتوج التقليدي الوطني الضارب في أعماق الموروث الثقافي، مطالبات بتسهيل عملية تنقلهم إلى العاصمة والتي تكلفهن أموالا باهظة، بالإضافة إلى تحسين ظروف الإقامة التي طالبوا أن تكون في العاصمة نظرا لطول المسافة بين مكان العرض وإقامتهن في سيدي فرج. على هامش الصالون الوطني للمرأة الحرفية الذي نظمته غرفة الصناعة التقليدية لولاية الجزائر برياض الفتح أعربت بعض الناشطات في هذا المجال عن استيائهن من بعض السلبيات والنقائص التي صعبت من تواجدهن بالعاصمة، داعيات السلطات المعنية بهذه التظاهرة وعلى رأسها غرفة الصناعة التقليدية لولاية الجزائر وكذا وزارة السياحة على تدارك الأمر في الطبعة المقبلة حتى يتسنى لهن القيام بمهامهن على أكمل وجه. وفي هذا الإطار أكدت الحرفية في الملابس التقليدية رميتة فاطمة التي جاءت من تمنراست أن التظاهرة سمحت لها بالإحتكاك مع ناشطات في نفس المجال القادمات من عدة ولايات من الوطن، لكن قلة الإشهار للتظاهرة جعل الإقبال عليها من طرف الزوار محتشما مقارنة مع ما كانت تتوقعه الحرفيات، مضيفة أنه بالرغم من الإيجابيات المسجلة في هذه التظاهرة إلا انه هناك بعض السلبيات التي أثرت على المشاركات ومن بينها مكان الإقامة الذي كان بعيدا مقارنة مع مكان المعرض والذي تستغرق الحرفيات وقتا طويلا للوصول إليه وهو ما يجعلهن مرهقات. وأثارت ذات المتحدثة قضية هامة ورائجة في العديد من التظاهرات وهو وجود دخلاء على الحرف التقليدية والذين يقومون بعرض منتجات تركية وصينية وأجنبية، كما هو الحال بالمعرض الأمر الذي أثر سلبا عليهم، مشيرة إلى ضرورة الانتباه لهذا الأمر من طرف المنظمين وذلك من خلال توفير الرقابة الحقيقية التي تضع حد لهؤلاء »البزناسية« خاصة وأن الصالون يحتفي بالدرجة الأولى بإبداعات المرأة الحرفية، والموروث الجزائري المهدد بالزوال وهو الأمر الذي يؤثر سلبا ليس فقط على الحرفي وإنما على الاقتصاد الوطني أيضا. بعد الإقامة أتعب الحرفيات من جانبها ثمنت الحرفية بن عرفة عائشة القادمة من مدينة الجسور المعلقة مشاركتها في التظاهرة التي تهدف من خلال مشاركتها فيها إلى التعريف باللباس التقليدي لهذه المنطقة العريقة، وهو ما سمح لها بإبراز إمكانياتها وإبداعاتها في تطريز الجبة القسنطينية وغيرها من الملابس التقليدية التي استوقفت الكثير من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم الكبير بها، مضيفة أنها تقربت خلال هذه المشاركة من العديد من الحرفيات وتعرفت إلى إبداعاتهن من أجل تطوير عملها الذي تفضل في كل مرة أن يكون مختلف ويحمل تجديدات، خاصة وأن شابات اليوم تفضلن الأمور التي تحتوي على تفصيل مختلفة بالمحافظة على طابع اللباس الأصيل. وأشارت عائشة إلى أن بعض السلبيات أثرت عليهن كحرفيات خلال صالون المرأة راجية من الجهات المنظمة تحسينها في الطبعات المقبلة، ومن بينها مكان الإقامة الذي كان اختياره على حد قولها غير صائب، حيث تقيم في سيدي فرج وهو بعيد نوعا ما عن رياض الفتح الأمر الذي جعلهن يعانين كثيرا خلال تنقلهن ما يصيبهن بالتعب والإرهاق المستمر، مطالبة بالتواجد بالعاصمة خاصة وأنهن كن مطالبات بغلق الأروقة في السابعة مساء ويصلن إلى إقامتهن في التاسعة، وهكذا دواليك. أما سامية جهرة حرفية من ولاية الجلفة، عبرت من جهتها هي الأخرى عن غضبها من الوضعية المزرية التي تتواجد عليها إقامة »الباهية « التي شغلتها خلال الصالون، والتي يتم ترميمها لموسم الاصطياف ناهيك عن وجودها رفقة تسع حرفيات في غرفة واحدة وحمام ومرحاض واحد، بالإضافة إلى ذلك تأسفت من التكاليف الباهظة للتنقل والتي دفعت من أجلها حوالي 10 ألاف دج من أجل نقل السلع التي تملكها وكذا دمى العرض، مطالبة في ذات السياق الجهات المسؤولة إلى توفير هذه الأخيرة في المرة المقبلة حتى لا تضطر المشاركات إلى دفع تكاليف اكبر من المداخيل التي يمكن أن تحققها خلال الصالون. وأضافت ذات المتحدثة أن اللباس »النايلي« لا يعرف رواجا كبيرا في العاصمة مقارنة بالمناطق الشرقية للوطن، مؤكدة أنها بمشاركتها في الصالون تكون قد ضيعت عدة فرص من العمل خاصة وأننا في موسم الأعراس، مطالبة في ذات السياق من المسؤولين على هذه التظاهرة تقديم الدعم المادي للحرفيات خاصة وإن لم تسمح لهن الفرصة في تحقيق بعض المبيعات، مشيرة إلى أن الحرفي لا يحظى باهتمام كبير رغم وجود قوانين لصالحه والتي تبقى حبر على ورق من بينها صندوق الدعم ومحلات الرئيس التي أقصي من الاستفادة منها. عراقيل أعاقت التعريف بالمنتوج وفي ذات السياق تحدث الأختين حمو معمر نعيمة وأم الخير، حرفيتين في صناعة الزربية المستغانمية عن سوء التنظيم الذي طبع التظاهرة التي لم ترقى إلى مستوى تطلعاتهن والتي لم تمكنهن من التعريف بهذا المنتوج الأصيل من التراث الجزائري، حيث أعابتا وجودهن في مكان لا يصل إليه الزوار، وكذا غياب تام للمسؤولين منذ بداية الصالون، من أجل إيصال انشغالهن إليهم، مضيفتان أنهن كن راغبات في زيارة وزيرة السياحة والصناعة التقليدية لرواقهن، غير أن ذلك لم يتحقق وهو ما أدخل إلى قلبيهن الأسى والألم. وأكدت الحرفيتان أن الصالون وعلى عكس الشعار الذي يحمله لم يولي أهمية للحرف التقليدية الأصيلة التي بقيت مهمشة وبعيدة عن الزوار، في حين كانت تلك البسيطة في المقدمة، مشيرتان بالمناسبة إلى الصعوبات الأخرى التي واجهتهن والمتمثلة خصوصا في التكاليف الباهظة التي دفعنها من أجل التنقل إلى العاصمة علما أنهن لم يقمن ببيع أي شيء. وتمكنت الحرفيتان اللتان استفادتا من تكوين من أجل إحياء هذه الحرفة المهددة بالزوال في مستغانم، من إتقان العمل وهن يعملن اليوم من أجل توسعة نشاطهن وتعليم أكبر عدد ممكن من الفتيات، وهو الأمر الذي يتطلب حسبهن إلى دعم مادي من الجهات المعنية نظرا للمصاريف الكثيرة.