أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة وجود حوار هادئ ومسؤول بين الجزائروفرنسا من أجل بعث ديناميكية جديدة للعلاقة بين البلدين، مشيرا إلى ضرورة التكفل بالجانب التاريخي من خلال قراءة موضوعية لماض مؤلم يجب تحمل مسؤوليته. أوضح رئيس المجلس الشعبي الوطني الذي ترأس مناصفة أشغال الدورة الثانية للجنة البرلمانية الكبرى فرنسا-الجزائر بباريس أنه انطلاقا من كثافة هذه الزيارات المتبادلة يمكن التأكيد على وجود حوار هادئ ومسؤول بين الجزائروفرنسا وهيئتا البلدين، مضيفا أن هذا الحوار يهدف إلى بعث ديناميكية جديدة لعلاقات البلدين وإعطاء محتوى ملموس للتعاون »وهو المحتوى الذي نتمنى أن يتكفل بالجانب التاريخي لبلدينا من خلال قراءة موضوعية لماض مؤلم يجب تحمل مسؤوليته«. وشدد أن ذلك سيعطي دفعا قويا للروابط والعلاقات القائمة، معربا عن قناعته بأن ذلك سيساعد على مزيد من التقارب وبناء مستقبل قائم على الثقة المتجددة بين البلدين والشعبين، مبديا ارتياحه لعقد هذا الاجتماع خاصة وأن الطرفان أكدا عزمهما على تطوير شراكة مثالية مؤسسة على المساواة والاحترام المتبادل و توازن المصالح والتضامن وذلك هو جوهر إعلان الجزائر. إلى ذلك شكل واقع وآفاق العلاقات الثنائية في ظل الديناميكية الإيجابية التي تطبع مسار التعاون بين الجزائروفرنسا محور المحادثات التي جمعت بباريس رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة بنظيره رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية السيد كلود بارتلون. وجاء في بيان للمجلس الشعبي الوطني أن ولد خليفة أكد خلال هذه المحادثات استعداد الجزائر لتوطيد علاقاتها مع فرنسا من أجل صداقة دائمة، متطرقا إلى الزيارات التي تبادلها رئيسا وزراء البلدين والتي أعطت دفعا قويا لمسارها المتصاعد. كما أشار رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى مختلف المجالات المتاحة أمام البرلمانيين لتنويع أوجه التعاون لاسيما فيما يتعلق بالمحورين المطروحين للنقاش على مستوى اللجنة البرلمانية الكبرى خاصة في المواضيع ذات الصلة بمجال نقل التكوين والتكنولوجيات، معتبرا أن الثقافة المشتركة لها دور مشهود في خلق مزيد من التقارب بين الشعبين. وقد كانت هذه المحادثات فرصة استعرض من خلالها السيد ولد خليفة جهود الجزائر في الحفاظ على استقرار شمال إفريقيا ومنطقة الساحل كما تطرق إلى التهديدات المقلقة التي يمثلها تدفق السلاح وتجارة المخدرات على أمن المنطقة. ولفت في هذا الصدد إلى أن الجزائر ما انفكت تعمل على تصدير عوامل الأمن مستشهدا في ذلك بنجاحها في جمع الفرقاء الماليين للتوقيع على إعلان الجزائر للبدء في حوار مثمر يحفظ وحدة تراب هذا البلد. كما جدد في نفس الوقت التزام الجزائر بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول حيث أنها زتدعو دائما إلى انتهاج الحوار السلمي ونبذ العنف لحل النزاعات، ودعا رئيس المجلس إلى المزيد من التنسيق والتشاور بين البلدين للوقوف في وجه الإرهاب الذي بات عدوا مشتركا للجميع خصوصا مع تداعيات عدم الاستقرار الذي تعاني منه بعض الدول المجاورة للجزائر حيث شرح بالمناسبة مقاربة الجزائر في محاربة هذه الظاهرة العابرة للقارات والتي زتقتضي أيضا دعم جهود التنمية في بلدان المنطقة على اعتبارها أحد أهم عوامل الاستقرار. من جهته حيا بارتلون دور الجزائر في الحفاظ على استقرار منطقة حوض المتوسط وشمال إفريقيا وعزا ذلك لسثقلها الاستراتيجي وما تنعم به من استقرار. وبعد أن أكد أن العلاقات بين فرنساوالجزائر تعرف منحى إيجابيا أشار رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية إلى دور الدبلوماسية البرلمانية في دعم حكومتي البلدين في توجيه الجهود نحو تعزيز التعاون لاسيما في مجال التعليم والتكوين قائلا في هذا الإطار بأن دينامكية التعاون عرفت انتعاشا ملحوظا لاسيما بعد الزيارات التي تبادلها أعلى المسؤولون في البلدين، مؤكدا أن العلاقات الثنائية بين بلده والجزائر شهدت تجددا مذهلا لم تتوان الدبلوماسية البرلمانية عن المساهمة في تحقيقه، وأضاف قائلا »علاقاتنا الثنائية شهدت بلا شك تجددا مذهلا«، مذكرا أنه منذ زيارة الرئيس هولاند إلى الجزائر في ديسمبر 2012 تم تسجيل 14 زيارة وزارية فرنسية إلى الجزائر.