خرج رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية منبهرا من محادثات جمعته بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة ودامت حوالي ثلاث ساعات، نوقشت فيها مسائل ثنائية وإقليمية ودولية. وأفاد كلود بارتلون الصحفيين، في ندوة صحفية توجت زيارته للجزائر، بأن الرئيس بوتفليقة أحاطه بماضي وحاضر العلاقات الثنائية. مضيفا أن المحادثات التي جمعته بالرئيس الجزائري تناولت قضايا عديدة ضمت سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين واستغلال الديناميكية القائمة بعد زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للجزائر في ديسمبر الماضي، لتعزيز هذه العلاقات. وقال بارتلون إن اللحظات التي أمضاها في تبادل الحديث مع الرئيس لا تنسى، مشيرا إلى حاجة البلدين للانتقال إلى علاقات عادية وعملية. وسجل أن العلاقات الجزائرية الفرنسية دخلت ''عهدا جديد''، وأوضح بأن قضية الذاكرة يجب أن تترك للمؤرخين، وأن البلدين في حاجة إلى التهدئة في القضايا المتعلقة بالتاريخ. ولفت إلى أن قانون تمجيد الاستعمار الذي وضعه النواب اليمينيون تجاوزه الزمن. وكشف المتحدث أنه ناقش مع المسؤولين الجزائريين قضية التأشيرات، وأشار إلى التحسينات التي أدخلتها السلطات الفرنسية في مجال معالجة الطلبات، مضيفا أن تسهيلات الحصول على التأشيرة يجب أن تكون من الجانبين، أي قيام الجزائر برفع القيود على زيارة الفرنسيين للجزائر، لكن عضوا في الوفد المرافق لرئيس البرلمان الفرنسي أقر بأن القصد من ذلك هو تسهيل دخول عائلات الحركى ودخول الأقدام السوداء. وقال أيضا إن رفع التجميد عن مشروع ''توتال'' يجب أن يكون بشكل يضمن مصالح الطرفين. كما تحدث عن زيارة لوفد برلماني للجزائر في إطار إعداد تقرير حول وضع المهاجرين في فرنسا. وكرر رئيس البرلمان الفرنسي الخطاب الرسمي من القضية الصحراوية، أي حل تفاوضي متفق عليه بين طرفي النزاع. ونفى من جانب آخر عزم بلاده إقامة قاعدة عسكرية دائمة في شمال مالي، مكررا القول بأن التدخل العسكري لبلاده في المنطقة هو بهدف مساعدة باماكو على مواجهة الإرهابيين ومنع تقسيم البلد. وأبرز الحاجة لمباشرة حوار داخلي بين الماليين في الجنوب وبين الجنوب والشمال.