عدد والي ولاية الطارف محمد لبقة في حوار خصّ به »صوت الأحرار« مقومات وجمال ولاية الطارف الذي يرى أنه مخفي ويجب إبرازه لأهلها ولزوارها، حيث يراهن الوالي على استغلال كل تلك المقومات لجعلها قطبا سياحيا بامتياز وبالمواصفات العالمية، خاصة وأنه قد وقف على إهمال تنموي وسياحي غير مبرر، فيما تعهد بالنهوض بالولاية وترقيتها من خلال برنامج التحسين الحضري وبرنامج تجسيد مشاريع سياحية ضخمة بعشرات آلاف الملايير . ●ماهي أهم المشاكل التي وقفتم عليها في مختلف القطاعات وعجلتم بحلها بعد تنصيبكم على رأس الولاية؟ ¯¯ بصراحة، هو قطاع الرياضية الذي أصفه بالفقير جدا والمتأخر، فبحكم أني رياضي ومن عاشقيها ارفض أن أرى القطاع يتخبط في كل تلك المشاكل، بالإضافة إلى التأخر الكبير في إنجاز المشاريع، ناهيك عن تلك المسجلة والتي لا ترتقي للطموحات، وعليه اتخذت إجراءات في هذا الإطار من شأنها أن تنعش قطاع الرياضة وتدفعه إلى الأمام وتعطيه نفسا جديدا، خاصة وأن شبابنا في أمس الحاجة إلى رياضة سليمة وقوية من كل الجوانب، كما أسعى إلى ضخ نفس جديدة فيما يخص تسيير الموارد البشرية . ●ما هي أهم الأسباب التي عطلت عجلة التنمية في ولاية الطارف لسنوات كثيرة؟ ¯¯سألخصها في ثلاث عوامل، والتي أراها جد مهمة وفعالة ولو طبقت لنجحت الطارف في الخروج من دائرة التخلف وتأخر المشاريع التي حاصرتها منذ سنوات، أول عامل وهو الاتصال فلا احد يتصل مع الآخر ولا حتى مع المواطن الذي هو الحلقة الأساسية، ثاني عامل وهو منهجية العمل، حيث استغربت عدم وجود متابعة لانجاز المشاريع في الميدان، وأخيرا ثالث عامل وهو انعدام الثقة التي فقدت تماما بين الإدارة والمواطن وبين الإطارات أنفسهم الذين يجب أن نحفزهم ونكافئ من اثبت نجاحه ومن اخفق نطلب منه التدارك وتحمل مسؤولياته وفق القوانين . ● تولون اهتماما كبيرا بقطاع السياحة والاستثمار على مستوى الولاية بل ورفعتم التحدي لترقية الطارف في هذا الجانب حدثنا عن إستراتيجيتكم المستقبلية في هذا القطاع؟ ¯¯أظن أن مسقبل الطارف في قطاع السياحة، إلى جانب الفلاحة، سأعمل على نشر ثقافة سياحية والتي أرى أنها غائبة تماما رغم أن الطارف تملك مقومات هائلة جدا، كما أسعى لانجاز مشاريع سياحية ضخمة جدا التي أتابعها شخصيا في الميدان تتمثل في مدن عائمة ومركبات وفنادق فخمة بمواصفات عالمية في مواقع إستراتيجية تفصل بين ولايتي الطارف وعنابة عند نقطة مطار رابح بيطاط الدولي، دون أن أنسى ذكر إنجاز فندق من خمسة نجوم الذي سيتجسد عند طريق تونس ومركب ضخم يخصص لاستقبال الفرق الرياضية الوطنية بدل التنقل إلى تونس وكل هذا سيجعل زوار وأهل الطارف يستمتعون إلى جانب طبيعتها العذراء وبحيراتها بشواطئها الساحرة المجهزة والتي كانت تفتقر الى تلك الهياكل القاعدية، بالإضافة إلى انجاز مراكز للراحة والترفيه ومساحات خضراء وساحات عمومية، ناهيك عن إعادة الاعتبار لمناطق التوسع السياحي الخمسة، وإعادة تهيئة المنابع الحموية الخمسة التي تستغل بطرق تقليدية وانجاز بها مركبات ومصحات . أما في مجال الاستثمار، فأن الثقة قد عادت بين الإدارة والمستثمرين الذين عبروا عن استعدادهم لانجاز تلك المشاريع ومشاريع أخرى، والذين سبقوا لهم وان هجروا الطارف لسنوات طويلة وهم الذين استقبلت منهم 60 مستثمرا سينطلقون في مباشرة الأشغال لاسيما في منطقة الشط والبطاح التي تحتل المرتبة الثانية سياحيا بعد مدينة القالة، وفيما يخص »الكالبيراف« فقد أعدت النظر في طريقة عملها تماما والتي كانت غير منظمة ولا مجدية بل نفرت العديد من أصحاب المشاريع، والآن يكفي أن يحاسبنا أصحاب المشاريع بعد شهر حيث ستنتهي فيه كل الإجراءات الإدارية، ويباشرون بعدها استثماراتهم، وكلما أسرع المستثمر في التزاماته كلما وفر علينا الوقت وتقلصت المدة وكلانا رابح، ومشكل العقار لا أظن أنه سيطرح مجددا لأنه في طريقه إلى الحل. ● فتحتم مختلف قنوات الاتصال والتواصل مع المواطنين لاسيما عبر الخط الأخضر ماهو عدد المكالمات التي تستقبلونها يوميا وما هي أهم الانشغالات؟ ¯¯ بصراحة أسعى دائما للحوار والتواصل مع المواطنين مهما كان توجههم، فأنا رجل حوار واتصال عندي القدرة على فهمهم ومنحهم الفرصة في التعبير عما يختلج صدورهم وأنا اعتبرهم شريك اساسي وفعال مع الادارة وتحريك عجلة التنمية، والحمد لله يعلم الجميع أنني فتحت لهم باب الحوار على مصراعيه وتواصلت معهم بكل وسائل الاتصال المتاحة، ويكفي أنني وضعت تحت تصرفهم رقم الهاتف أو كما يحلو تسميته بالخط الأخضر، وقد استقبلت اتصالات من 200 مواطن تقريبا منذ الستة الأشهر الماضية، حيث تمحورت معظم انشغالاتهم حول السكن . ●بصراحة ألم يزعجكم انتقاد الوزير الأول عبد المالك سلال خلال زيارته للولاية والتي وصفها ب »الهيروشيما«؟ ¯¯أبدا لم يزعجني انتقاده، وهو رجل دولة ومسؤول وسبق له أن كان واليا وقد زار معظم ولايات الوطن ويعرف ما معنى تنمية ومشاريع وأرصفة وطرقات.. صحيح ولاية الطارف لا تتوفر على مواصفات مدينة وهو ما حز في نفسي، هي ولاية منذ 20 سنة وللأسف لم تتغير، وحقا قد حفزني انتقاده كثيرا ونحن الآن في الميدان وقد شمرنا على سواعدنا لنرتقي بالولاية ونجعلها مدينة بأتم معنى الكلمة ولن يكون ذلك إلا بتضافر الجهود مع جميع القطاعات التي بدورها رفعت التحدي، بصراحة أسعى إلى تغيير الوضع بالطارف، ولن تبقى أبدا مكتوب عليها ولاية برتبة ريف حسب ما اسمعه وأراه من طرف سكانها وزوارها، أعدهم بأنهم سيودعون مظاهر الترييف إلى الأبد خلال السنتين القادمتين ان شاء الله، فمن حقهم العيش في مدينة حقيقية. ●الجميع يعلم أن الطارف ولاية فلاحية وسياحية ما هو مستقبل هذين القطاعين؟ ¯¯ القطاعان مهمان جدا بالولاية وبهما كما قلت سابقا تعيش الطارف، وقد وضعنا برنامجا لترقيتهما وعصرنتهما من خلال برمجة مشاريع مهمة، فمعلوم أن القطاعين يواجهان مشاكل واحصرها في أن الطارف بها 12 ألف هكتار من الأراضي المسقية، وتعاني من الفيضانات المتكررة التي أتت على 20 ألف هكتار. نعمل الآن على استرجاعها ناهيك عن مشاكل أخرى في شعب مختلفة وفي تسيير الموارد البشرية واليد العاملة المؤهلة وغيرها. أما قطاع السياحة الذي لا يستهان به فمستقبله الواعد سيتحدد خلال السنوات القادمة، الذي ستترجمه مشاريع سياحية ضخمة وبمواصفات عالمية بإمكانها أن تجعل من الطارف قطبا سياحيا بإمتياز خاصة في ظل توفرها على مقومات وإمكانيات هائلة، وقد رفعت التحدي شخصيا وسأجعلها كذلك، فكل البرامج قد سجلت واختيرت الأرضيات. ● ينتظر المواطنون بفارغ الصبر عملية توزيع السكنات قبل شهر رمضان ماذا عن عدد الحصص السكنية التي سيتم توزيعها؟ ¯¯سنوزع 1625 وحدة سكنية قبل الشهر الفضيل وعلى مراحل، 1275 في إطار القضاء على السكن الهش والبقية في إطار السكن الاجتماعي الايجاري، وسأشرك لجان الأحياء والمواطنين في العملية التي ستكون بكل شفافية التي اشدد عليها دائما وأعلمكم، أن الحظيرة السكنية بالطارف ستتدعم بانجاز برجين جديدين يضمان عشرات المئات من السكنات ستكون بعاصمة الولاية . ●أوليتم اهتماما كبيرا لسكان الشريط الحدودي ما تعليقكم؟ ¯¯ سأبقى أوليهم اهتمامي دائما وأزورهم وفق أجندة عمل قد سطرتها وتعلمون أنها حددت كل شهرين أو ثلاثة، فأنا اعتبرهم شركاء أساسيون وفعالون في التنمية وفي ترقية الولاية ككل، بالإضافة إلى أنهم يستحقون العيش الكريم كبقية سكان البلديات، فمن غير المعقول أن يبقوا يعانون العزلة والتهميش لعشرات السنين في غياب السلطات المحلية التي من واجبها الالتفاتة إليهم، وفعلا لم امنحهم فرصة ملاقاتي فقط من خلال زياراتي إليهم بل ومنحتهم برنامجا مهما رفعته إلى الحكومة على شكل اقتراح في انتظار الرد بالموافقة، حيث قررت إشراك الأشقاء التونسيين في تنمية المناطق الحدودية وفق ما يسمح القانون، بالإضافة إلى أرصدة مالية لكل من بلديتي بوقوس وعين الكرمة قدر ب 40 مليار سنتيم على ان نمنح بقية البلديات نفس المبلغ كل سنة وذلك لفك العزلة والتهميش، ناهيك عن برامج السكن الريفي، حيث سنمنح حصة معتبرة منه إلى سكان الشريط الحدودي لتشجيعهم على البقاء في أراضيهم وعدم النزوح الريفي إلى الوسط الحضري. ● مشكل السكن هو معضلة كبيرة تعاني منها الطارف، ماهي السياسية التي انتهجتموها لحل أزمة السكن بالولاية؟ ¯¯السكن بمختلف أنماطه هاجس كل المواطنين الجزائريين، والدولة عازمة على حل هذا المشكل ومنح كل جزائري مسكن لائق، وحقا في الطارف اصطدمت بمشكل السكن الريفي الذي يسجل عشرات الآلاف من الطلب عليه بحكم طابع الولاية، حيث وقفت على منهجية عمل لم تعجبني أبدا ساهمت بشكل كبير في تراكم المشاكل ولسنوات متتالية، فمثلا وجدت مشاكل سنة 2012 ,2011 ,2010 و2013 عالقة، حيث أن معظم المواطنين تحصلوا على رخص البناء من دون وجود قطع أرضية ما حرمهم من تحقيق أحلامهم في الحصول على سكناتهم، وهذا أمر غير مقبول بالنسبة إلي، خاصة وأن بعض رؤساء البلديات تحججوا بنقص العقار، لكن أثناء تدخلنا شخصيا وخروجنا إلى الميدان سوينا وضعية العديد منهم ووفرنا العقار في مختلف بلديات الولاية والحمد لله قد انطلقوا في الأشغال، ولم تبقى أمامنا إلا بلديتي بوتلجة والذرعان التي تعرف مشاكل وصراعات داخلية لكن ستلقى طريقها إلى الحل خلال الأيام القادمة لاسيما فيما يتعلق ب 159 إعانة للسكن الريفي . كما أشير إلى أن الولاية، قد استفادت أثناء زيارة الوزير الأول نهاية السنة الماضية من إعانة تقدر ب 3 آلاف وحدة، قررنا أن لا توزع إلا بعد أن تحل بقية البرامج السابقة، لاسيما فيما يخص مشكل العقار الذي سيتكفل بتوفيره رؤساء المجالس البلدية، وقد قلت لهم في أكثر من مناسبة لما تكون عندكم صفر مشاكل أعطيكم حصصكم، بصراحة ارفض العمل بالطرق التقليدية السابقة التي أوقعتنا في أخطاء لم يغفرها المواطن، فهل يعقل أن أمنحك الاستفادة واقصد رخصة البناء من دون أرضية والنتيجة يبقى المواطن المسكين بين ذهاب وإياب مع الإدارة من دون إيجاد حل، فهو لم يستفد لا من مسكن ولا من قطعة ارض وهذا غير عملي أبدا لأنه وببساطة كان ذلك سبب الاحتجاجات والفوضى التي لا تخدم الجميع. ● تؤكدون في كل مرة على أن عاصمة الولاية لا تملك مواصفات المدينة، ماذا عن رؤيتكم لهذا الجانب وخطة عملكم؟ ¯¯ يحز في نفسي، أن أرى عاصمة الولاية أن لا شيئ يدل على أنها مدينة مداخلها مشوهة عرضة للأوساخ والنفايات والحشائش، وهذا غير مقبول أبدا وارفض ذلك رفضا قاطعا وقد قطعت على نفسي وعدا أن أغير وجهها تماما وان امنحها مواصفات المدينة وذلك بالتنسيق مع المديريات الفاعلة على رأسها مديرية التعمير التي سطرنا برنامجا يمتد على مدار سنتين، حيث سيقف أهل وزوار الطارف على ذلك التغيير، حيث خصصنا مبلغا ضخما يقدر ب 100 مليار سنتيم للتحسين الحضري لعاصمة الولاية تشمل مداخلها الأربعة غير المهيأة تماما وليست في المستوى أبدا، حيث المشروع سيشمل انجاز ساحات عمومية ومساحات خضراء والتي هي منعدمة في الطارف والفت الانتباه إلى انه توجد مشاريع أخرى مبرمجة للتحسين الحضري على مستوى بلديات الولاية وسأضرب لكم موعدا بعد سنتين وسترون التغيير الجذري ولا تنسي فأنا أتابع في الميدان كل كبيرة وصغيرة وحريص على انتهائها في آجالها . ● لماذا طلبتم من رؤساء البلديات مخطط وبرنامج عمل يرتكز على ثلاث سنوات؟ ¯¯ أرى أن هذه المنهجية فعالة كثيرا بالنسبة إليهم والى الإدارة ككل، حيث ستساعدهم على معرفة احتياجاتهم وتسهل عليهم حل المشاكل وربح الوقت كثيرا، بدل تراكم المشاكل وراء بعضها ويجدوا أنفسهم قد انتهت عهدة خمس سنوات من دون أن يفعلوا شيئا، ويعاد نفس السيناريو ويسأم المواطنين من عمل منتخبيهم الذين يفقدون فيهم الثقة مجددا وتبقى بلدياتهم في تأخر دائم من دون تقدم أو استفادة من أية مشاريع . ● اعتمدت إستراتيجية عملكم منذ البداية على الخرجات الميدانية لكل قرى ومشاتي وبلديات الولاية وعلى الاجتماعات التقنية سواء مع المواطنين والمجتمع المدني وجهازك التنفيذي تقريبا كل أسبوع هل افادكم هذا في توضيح الرؤية حول المشاكل الحقيقية للولاية وانشغالات مواطنيها؟ ¯¯ صحيح، فقد أفادتني وتمكنت من حل بعضها وأؤكد أني ما دمت على رأس الولاية سيبقى تقليدا سنويا، وسأداوم عليه حسب أجندة عمل واضحة تمكنني من الوقوف على المشاكل الحقيقية للسكان والمواطنين والطارف بصفة عامة، أنا لا التزم بالتقارير الإدارية فقط بل أفضل حل المشاكل في الميدان وليس في التقارير والمكاتب فسأعطيكم مثالا وصلتني ذات يوم تقارير عن التجارة الفوضوية والأسواق الجوارية بصفة عامة في بلدية من بلديات الولاية ولم تقنعني أبدا، ولما خرجت إلى الميدان وجدت أشياء أخرى تماما، ونفس الشيء ينطبق على نقص العقار بالطارف، الذي بحثت فيه في الميدان واكتشفت عشرات الهكتارات من الأراضي والعقارات الشاغرة التي استغلت بطرق غير شرعية وقد تم استرجاعها، أرأيت لماذا اشدد على الخرجات الميدانية كما أني أريد التوضيح أن الاجتماعات التقنية تكمل تلك الخرجات فكلاهما يكمل الآخر. ● يبدو حسب أجندة عملكم وأفكاركم-سيدي الوالي- أنكم تريدون أن تتركوا بصمتكم في ولاية الطارف هل بإمكانكم أن تكشفوا لنا- عن تلك البصمة ولو بكلمة ؟ ¯¯أكيد أن أي مسؤول في أي ولاية يريد أن يترك بصمته التي تخدم مصلحته ومصلحة الجميع ويذكره أهلها بخير، لاسيما في انجاز المشاريع والهياكل القاعدية لترقية تلك المدينة، وبصراحة في ولاية الطارف ستكون في الجانب السياحي الذي أرى انه هو المستقبل في هذا العصر الذي تراهن عليه ليست الجزائر فقط بل وكل دول العالم.