اشتكى زبائن مراكز البريد المنتشرة على مستوى تراب الولاية من تردي الخدمات جراء تعطل أجهزة الحاسوب وانعدام السيولة المالية ، ما أصبح يحول دون تمكنهم من القيام بعملية الاستعلام عن الرصيد أو سحب مبالغ مالية من رصيد حساباتهم الجارية البريدية عشية الشهر الفضيل، حسب تصريحاتهم دائما. وخلال الجولة الاستطلاعية إلى عدد من المراكز منها مركز ابن رشد و ايزيدي محمد أكد المواطنون أنهم في كل مرة يتفاجؤون بعطلة مفروضة عليهم بعد تعرض أجهزة الكمبيوتر إلى أعطاب ما دفع بأعوان البريد إلى التحجج بهذا الأمر دون إصلاح الخلل ، أضف إلى هذا المشكل عراقيل أخرى تحوّلت مؤخرا إلى هاجس يؤرق حياة الزبائن، وعلى سبيل المثال تأخر الصكوك البريدية، حيث أكدت لنا سيدة تعمل في قطاع الإعلام أنها منذ خمسة أشهر لم تتلق أي رد حول الطلب الذي أرسلته إلى المديرية، وهي مجبرة حاليا على الاستعانة بصكوك النجدة للاستعلام عن رصيدها أو إجراء السحب. وفي الإطار نفسه، صرح فؤاد »لم أتمكن على امتداد عدة أيام من سحب راتبي الشهري، فكلما توجهت إلى مركز البريد أصطدم بانعدام التغطية وكذلك عدم وجود السيولة المادية وأضطر التنقل إلى الملحقة البريدية ببلديات أخرى«. وفي تصريحاتهم، أكد بعض المواطنين أن سحب أموالهم أصبح أمرا صعبا حتى أن البطاقات الالكترونية التي بحوزتهم لم تصبح صالحة للاستعمال بسبب انتهاء مدة صلاحياتها. وعلى صعيد آخر، تشهد مختلف مراكز البريد نقصا في الخدمات بسبب انعدام بعض الوثائق والمطبوعات من بينها الحوالات الخاصة بتحويل الأموال عن طريق البريد، بالإضافة إلى إشعارات الإرسال والاستلام الخاصة بالبريد المستعجل والمضمون، هذا إلى جانب التأخر في تسليم الطرود البريدية ومختلف الرسائل عن أصحابها. و ما زاد من متاعب زبائن مؤسسة بريد الجزائر بالولاية، نقص السيولة المالية الممنوحة لها من قبل البنك المركزي ، حيث وجدت نفسها عاجزة عن الاستجابة لطلبات زبائنها في شهر رمضان المعظم ، الأمر الذي أدى إلى حدوث حالات من التزاحم والطوابير الطويلة أمام مراكز البريد المنتشرة عبر تراب الولاية. كما وجد أصحاب المعاشات صعوبات بالغة في سحب مستحقاتهم الزهيدة، حيث يترددون على مختلف مراكز البريد ليومين أو ثلاثة أيام متتالية، قبل أن يحصلوا على مرتباتهم، لاسيما أن آلات السحب الموضوعة خارج المكاتب أصبحت خارج مجال الخدمة لغياب الشبكة أو لغياب السيولة المالية. كما يشتكي زبائن مؤسسة بريد الجزائر بوهران من تأخر وصول دفاتر الشيكات والتي تصل لدى البعض منهم بعد ثلاثة أشهر بعد تكرار الطلبات ، كون عملية إعداد وإنجاز هذه الصكوك تتم بمركز الجزائر العاصمة، الأمر الذي أجبر زبائن المؤسسة الاستعانة بصكوك الإنقاذ. وفي ظل هذه الأوضاع، يطالب المواطنون وخاصة زبائن القطاع منهم بتدخل الوصاية من أجل رفع الغبن عنهم بتحسين مستوى الخدمات بالمراكز البريدية وتزويدهم بأجهزة حاسوب جديدة.