تشهد الحدائق العمومية المتواجدة بعاصمة الغرب الجزائري إقبالا كبيرا من العائلات ''الوهرانية''، خاصة خلال الليل هروبا من موجة الحر التي تجتاح المدينة لتتحول بذلك هذه المرافق العمومية الترفيهية إلى وجهة مفضلة للعائلات لإمضاء ساعات في الهواء الطلق بعيدا عن أجواء المنازل . تعمد بعض العائلات التي تجمعها القرابة، الجوارأوالصداقة إلى عقد مواعيد للاجتماع وتبادل الحديث وتناول الشاي والحلويات والمثلجات وسط جو مميز. ولعل أهم ما كان وراء هذا الإقبال على الحدائق العمومية والمساحات الخضراء المتواجدة بوهران هو البرنامج الأمني المسطر من قبل مصالح الشرطة ممن صنفت هذه المرافق ضمن النقاط التي حظيت بتوفيرالأمن وتجنيد أعداد هائلة من أعوانها لحماية العائلات وقاصديها خلال الفترات الليلية الصيفية بحيث أكد الأوصياء على الجهاز أن نسبة 70 بالمائة من عناصر الشرطة المنتشرين بالحدائق والمناطق العمومية والشوارع الكبرى التي تعرف توافد أكبر للمواطنين هم من الأعوان المتجولين بالزي المدني وذلك بعدما سجلت هذه الأخيرة نجاح الإجراء المتخذ خلال نفس المناسبة من السنة الجارية وذلك كخطوة لتسهيل الوصول إلى هواة الإجرام، بمختلف أنواعه والتقليل منه وكذا المتورطين في قضايا الإخلال بالنظام العام والتحرش الجنسي بجميع أشكاله بالطريق العمومي وغيرها من القضايا المستفحلة. هذا إلى جانب مشاريع التهيئة التي أخضعت لها جل الحدائق بالتنسيق بين مصالح البلديات والمديرية الولائية للبيئة ومحافظة الغابات، إلى جانب تدعيمها بألعاب مخصصة للأطفال ومقاعد للجلوس والعينة من تلك المتواجدة بالمنطقة المسماة سيدي محمد »لي فاليز« التي كانت وجهتنا للاستطلاع عن الظاهرة ميدانيا، أين لفت انتباهنا وقوف العشرات من المركبات بالطريق المحاذي لها مع تواجد عدد كبير من العائلات والأفراد، الذين أكدوا ارتياحهم لأجواء الترفيه بالمكان، الذي لطالما كان سابقا منسيا من طرف السلطات الولائية خلال سنوات خلت تحول فيها إلى مرتع مفضل للمدمنين على المخدرات والمنحرفين أخلاقيا مع تفشي نشاط العصابات الإجرامية المتفننة في الاعتداء والسرقة والتي غالبا ما انتهت بتسجيل عدة جرائم قتل وقضايا انتحار ما جعلها نقطة سوداء ساخنة بالإجرام إلى أن تم تحويلها من قبل مصالح مديرية البيئة التي سخرت للغرض غلافا ماليا فاق ال 30 مليار سنتيم لتحويلها إلى جنة خضراء ومشروع أبدى نجاحه في مدة جد وجيزة في انتظار الانطلاق في الشطر الثاني من المشروع المتمثل في تشييد مساحة خضراء مماثلة بالمساحة الساحلية الممتدة من مقر المحكمة الإدارية المتواجدة بحي الصديقية إلى غاية دار الضياف بحي العقيد لطفي وهو المشروع المبرمج للتنفيذ مع حلول شهر أكتوبر القادم. وفي السياق ذاته، ساعد الإقبال على الحدائق العمومية على خلق فرص للأعمال الحرة لدى العديد من البطالين الذين اغتنموا الفرصة لبيع ألعاب الأطفال والحلويات والمواد الغذائية على غرار الذرى المشوي والحلويات الصوفية فضلا عن نشاط بطالين أخرين في حراسة السيارات وغيرها من الأنشطة التي أضفت أجواء من الراحة والترفيه بهذه المرافق الخضراء.