انتقد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز صمت الأممالمتحدة إزاء الطرد »المتنامي« المغربي للمراقبين الدوليين وفرض الحصار المشدد على المناطق الصحراوية المحتلة، معتبرا ذلك تناقضا مقصودا مع التقارير الأممية. قال الأمين العام لجبهة البوليساريو عبد العزيز في رسالة وجهها للأمين العام للأمم المتحدة أوردتها وكالة الأنباء الصحراوية، أمس، أن »قيام دولة الاحتلال المغربي بطرد المراقبين الدوليين المستقلين وفرض الحصار المشدد على منطقة واقعة تحت مسؤولية الأممالمتحدة لا يمثل فقط انتهاكا سافرا للقانون والشرعية ولكنه إهانة للمجتمع الدولي ومساس بمصداقية المنظمة الدولية«، مبديا » الانشغال العميق إزاء التنامي الخطير« لمثل تلك السلوكات التي تعتبر حسبه »تناقضا مقصودا« مع ما جاء في تقارير الأمين العام للأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي ليس فقط حول »ضرورة حماية واحترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية و إنما أيضا حول ضرورة إيجاد الآليات الكفيلة بمراقبتها وتمكين بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية المينورسو من التواصل مع المواطنين الصحراويين والاطلاع على حقيقة الأوضاع هناك ومتابعتها«. وأبرز الرئيس الصحراوي في رسالته الحملة المتصاعدة التي تشنها السلطات المغربية في الفترة الأخيرة ، وأشار إلى عمليات »التضييق والتعنيف والمعاملة الحاطة« من الكرامة البشرية والمنع والطرد التعسفي في حق أزيد من ثلاثين من هؤلاء بما فيهم نشطاء حقوقيون محامون وبرلمانيون وإعلاميون وغيرهم من جنسيات اسبانية ونرويجية وبرتغالية وايطالية وفرنسية وكندية منذ أفريل الماضي كان آخرهم الأمينة العامة لجمعية التضامن الفرنسية مع شعوب إفريقيا ميشيل دي كاستير ومحامية كندية سارة غيل. من جهة أخرى، دعا الخبير في القضايا الإستراتيجية والأمنية أمحند برقوق، أمس، إلى ضرورة إنشاء مراكز صحراوية إستراتيجية للبحث والاستشراف في مختلف المجالات بغرض »صناعة الرأي المؤيد»للقضية و»تسويق« مطالبها العادلة عبر العالم . وأوضح برقوق المحاضر الزائر في عدد من الجامعات الدولية في مداخلته حول »دور مراكز البحث و التفكير في ترقية حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره« ضمن تواصل فعاليات الجامعة الصيفية للإطارات الصحراوية ببومرداس بأن الاستثمار في هذا المجال »الحساس «و »التموقع« في مختلف الشبكات البحثية العالمية »ضروري جدا لاستقطاب المناصرين للقضية و مجابهة إستراتيجية التعتيم التي يعتمدها النظام المغربي«. كما شدد الخبير برقوق على أهمية بعث »شبكات كفاءات صحراوية« متخصصة في مختلف المجالات على غرار شبكة للأساتذة و أخرى للإعلاميين و أخرى للأطباء و غيرها بغرض التوصل لخلق »بؤر تأثير داعمة للقضية الصحراوية« في مختلف المنابر و المحافل الدولية و»مجابهة السياسة المغربية التي تستغل هذه المنابر لدعم سياستها الاستعمارية«. وبعد تطرقه لتاريخ هذه المراكز و دورها في إنجاز الأفكار البديلة و التصورات الاستشرافية و مدى أهميتها في رسم مختلف القرارات السياسية للدول، دعا برقوق إلى ضرورة مبادرة الكفاءات الصحراوية بإنشاء مثل هذه المراكز على غرار مركز »الساقية الحمراء للدراسات الإستراتيجية و السياسية « الذي أنشئ منذ سنتين لخلق نوع من »الحركية الفكرية و الاستشراف لمستقبل الدولة الصحراوية«. ومن جانبه، ذكر بابا مصطفي رئيس مركز الساقية الحمراء للدراسات الإستراتيجية و السياسية في مداخلته بعدما تطرق للصعوبات المالية التي يعاني منها مركز البحث الذي يترأسه بأن الغاية من وراء إنشاء و دعم مراكز الدراسات و البحوث هو »الرفع من الأداء في مختلف المجالات بأقل التكاليف«، داعيا إلى ضرورة الاستناد إليها ل»تبيان نقاط ضعف العدو و استغلالها لفائدة القضية الصحراوية«.