دعا أطباء ومختصون إلى وضع برنامج وطني للكشف المبكر عن داء سرطان الثدي، وهي الخطوة التي من شأنها التخفيف من حدة هذا المرض الذي يفتك ب3500 امرأة سنويا، مؤكدين تسجيل 11 ألف إصابة جديدة هذه السنة، فيما شدد هؤلاء على ضرورة تسهيل عمليات الكشف وتوفير الإمكانيات اللازمة للعملية، من جهتها أكدت حميدة كتاب رئيسة جمعية الأمل عن إنشاء مركز متنقل للكشف عن داء في بداية السنة المقبلة، بالإضافة إلى فتح خط أخضر للإجابة عن مختلف التساؤلات المتعلقة بالداء. نظمت أمس، جمعية »الأمل« لمساعدة مرضى السرطان بالتعاون مع الجمعية الجزائرية لسرطان الثدي والأورام الثديية،يوما دراسيا حول »تشخيص سرطان الثدي«، وتندرج التظاهرة في إطار النشاطات التي تنظمها الجمعية خلال »أكتوبر الوردي«، حيث حضر اللقاء مختصون وأطباء من داخل وخارج الوطن، تطرقوا خلاله إلى أهمية التشخيص المبكر لهذا الداء ومساهمته في شفاء العديد من النساء خاصة إذا كان في المراحل الأولى أين تصل النسبة إلى 100 بالمائة. وفي هذا الإطار أكدت رئيسة جمعية»الأمل« حميدة كتاب، أن العمل متواصل من أجل تحقيق الهدف الأساسي لها والمتمثل في الكشف عن أكبر عدد ممكن من النساء المصابات بالداء ونشر ثقافة التشخيص المبكر بين هذه الشريحة التي يفتك بها المرض، مشيرة إلى المجهودات المبذولة في هذا الإطار وعلى رأسها المركز المتنقل الذي يجوب مختلف ولايات الوطن لإجراء الفحص في المناطق الريفية والمعزولة، حيث كانت البداية بولاية بسكرة أين ربط المركز لمدة سنة كاملة تم خلالها الكشف عن 3000 امرأة تم خلالها اكتشاف 39 حالة سرطان. كما أشارت ذات المتحدثة إلى التجربة الثانية التي أطلقتها الجمعية بالشراكة مع مؤسسة اتصالات الجزائر في 2014 والتي سمحت في بضعة أشهر بفحص 3000 عاملة فوق الأربعين، وهي العملية التي أرادت من خلالها شركة اتصالات الجزائر أتن تضمن لعاملاتها صحة جيدة وحمايتهن من مرض خطير عن طريق الوقاية، حيث مست العملية من مجموع 1100 عاملة 800 سيدة تقدمن للفحص تم خلالها اكتشاف 6 حالات. وأكدت حميدة كتاب أن التشخيص أعطى نتائج جيدة كما أن الإقبال من طرف السيدات كان كبير، داعية الجهات الوصية إلى تنظيم برنامج وطني للتشخيص المبكر للداء، خاصة وأن الرغبة موجودة لدى النساء من أجل القيام بذلك، ولا يتأتى ذلك حسبها سوى بتوفير الإمكانيات الضرورية التي تخفف من عبء المصاريف على هؤلاء، مشيرة إلى أن الجمعية ستقوم في بداية السنة المقبلة بإنشاء مركز متخصص في الكشف عن داء سرطان الثدي، بالإضافة إلى تخصيص مركز إستماع من خلال وضع رقم أخضر يجيب عن مختلف الأسئلة المتعلقة بالداء والذي سيكون عمليا نهاية شهر أكتوبر الجاري. من جهته ثمن أزواو مهمل المدير العام لاتصالات الجزائر المجهودات المبذولة من طرف جمعية »الأمل«، مؤكدا تسخير الشركة لجميع الإمكانيات المادية اللازمة لإنجاح العملية، والتي استحسنتها الوزارة وقررت تعميمها لتمس العاملات بها وكذا مختلف الوكالات التابعة لها، وتم الكشف عليهن في مقر العمل وهو الأمر الذي سهل عليهن العملية. وأجمع المشاركون في اللقاء على ضرورة وضع برنامج وطني خاص بالداء الذي يتزايد من سنة إلى أخرى، من خلال مخطط وطني لمكافحة الداء وتذليل الصعوبات التي تواجهها النساء المصابات سواء المتعلقة بإجراء التحاليل أو العلاج.