يشهد معرض الكتاب الدولي في طبعته ال 18 اقبالا كبيرا للزوار الوافدة من مختلف ولايات الوطن فلم يعد يقتصر المعرض على الطلبة والأستاذة والأكاديميين وإنما تعداه الأمر حتى محبي الثقافة يجدون في المناسبة فرصة لاقتناء ما يستهوي ثقافتهم الإبداعية وهذا ما يجعل دور النشر المشاركة تُعني عناية كبيرة بإصداراتها المعروضة تلبية لرغبات الجمهور تعرف دور النشر الجزائرية إقبالا من طرف الجمهور ، فهي هذه السنة تدخل غمار المنافسة لعرض كتبها بأجمل حلة ، ومن الدور النشر نجد دار» الأمة« للطباعة والنشر والتوزيع التي زينت رفوفها باقة من أحدث العناوين السياسية والأدبية وحتى الأكاديمية العلمية والفلسفية التي يحتاجها الطلبة والباحثون في كل الأقسام بالجامعات و من بين تلك العناوين البارزة نجد كتاب »الجزائر: سنوات بوتفليقة« (مقالات في السياسة والاجتماع) للدكتور ناصر جابي، كما نجد للدكتور يوسف حميطوش مؤلفاته والموسومة بعنوان »منابع الثقافة السياسية والخطاب الوطني عند كل من مصالي الحاج وفرحات عباس«، الذي أكد من خلاله الدكتور حميطوش على أن الثورة الجزائرية تعتبر من الأحداث الهامة التي أثرت على مسار التاريخ الإنساني في شقه السياسي، كما كان لها امتدادات في الماضي، حيث مثلت العديد من الشخصيات رمزية له بكل ما حملته من منابع ثقافية كان لها الأثر الأكبر على خطابها السياسي، ومن هذه الشخصيات مصالي الحاج وفرحات عباس. إلى جانب كتاب »ضباط فرنسا في المغرب العربي« للأستاذ الدكتور عبد العالي رزاقي والذي يظم ما يقارب 300 صفحة وفي طبعة أنيقة، كما لم تستثن هذه الدار الكتب التقنية والاقتصادية من قائمة اهتماماته حيث نشرت أحدث الأعمال الأكاديمية للدكتورة سامية فلياشي و كتاب »التكامل الدولي« للمؤلف الدكتور عياد محمد سمير الذي عالج أحد المواضيع الحساسة في الوقت الراهن الذي يعاني من الكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية. ومن جهتها تعرض دار »الهدى« خلال جناحها بالمعرض كتبها الجديدة ومن بين العناوين دواوين شعرية للشاعر الأزهر عجيري الفيروزي المعنونة ب »دموع النخلة العاشقة«، »ديوان المعدمين«، »فلسفة شعيب«، وراوية محمد بوذينة »ليلة طش وليلة رش«، و«لك أعلنت الولاء«. ومؤلف للكاتبة أمينة سيدهم »العزيزة«، »لاديشيغوغ دي تروا فيلات«، واصدار لحبيب صيام »فرط الإحساس في شعر الأوراس« إلى جانب كتاب بودومي كمال »الجزائر 50 سنة من الاستقلال«، فريدة بوقنة وديوانها الشعري »قطوف فريدة«، بشير خلف وروايته »مؤنسات ثقافية«، وراوية »وقفات فكرية حوار مع الذات«. ويتواصل توافد زوار الصالون الدولي للكتاب بالجزائر على دور النشر المصرية،وتلاقى الكتب المعروضة إقبالاً كبيراً من طرف القراء وحتى الفضوليين الذين أصبحوا يحرصون على الاطلاع على كل ما تعرضه دور النشر المصرية واقتنائها، خاصة أن غالبية ما تصدره يتماشى مع أحداث ما يعرف بالربيع العربي ومن الإصدارات الجديدة المعروضة «المسؤولية المدنية والجزائية للصحفي» لصاحبه إبراهيم سيد أحمد، «البراءة والإدانة في الاستّجواب والاعتّراف» لنفس المؤلف، وكذا مؤلف «التّقنين الدّولي لجريمة إرهاب الدّولة» لمؤلفه طارق عبد العزيز حمدي، وحظّيت مهمّة المبعوث الأممي لسوريا الأخضر الإبراهيمي باهتّمام بعض الكتّاب، الذّي شاركت دور النشر بمؤلفاته في معرض الجزائر، ومنها دار» زين«، التّي عرضت كتّاب «دور المبعوث الأممي في تسوية النزاعات ذات الطابع الدّولي«. ولم يهمل القائمون على دور النشر المصرية إلى جانب الدور العربية والوطنية الأخرى شريحة الأطفال، حيث خصصوا لهم مجموعة كبيرة من الإصدارات مثل كتب التلوين والقصص والشبه مدرسية. فالملاحظ خلال المعرض كتب سلطت الضوء على أحداث الربيع العربي، ووضعت شخصيات هذا الربيع في الواجهة مع طرح العديد من الأسئلة محولين الإجابة عنها، مع طرح البديل والأفضل للخروج من هذا الداء الذي لم ينتهي بعد ولم يعد فقط ربيعا عربيا وإنما تعدى ذلك جراء النتائج التي خلفها ، حيث احتّضنت مختّلف أجنحة المعرض مؤلفات لدور نشر تشارك لأوّل مرّة، تتناول ما يسمى «الربيع» كالمركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية القطري، حيث أجمعت مختّلف المؤلفات، التّي تناولت «الرّبيع العربي» بدءًا من أرض الياسمين و عمر المختار وأرض الكنانة ومؤخرا بلاد الشام، حملت مصطلح الاستّعمار الجديد والخدعة السياسية، ولا يكاد جناح من أجنحة العارضين اللّبنانيين، المصريين والتونسيين على وجه الخصّوص يخلوا من مؤلفات حول التّغيرات السياسية في منطقة العربية نتاج الهزّات لهذا المفهوم ومن إصدارات »الدّار الحديثة« الصدور وتعرض لأوّل مرّة في المعرض كتاب «سنّة الأحلام الخطيرة» للكاتب «سلافوي جيجيك»، تطرّق الكتّاب بالتّفاصيل والسرّد لثورات الشعوب في كلّ من تونس، مصر وثورات المهاجرين في فرنسا مظاهرات ضدّ المساس بالبيئة وغيرها من بؤر التّوتر في العالم العربي وسائر البلدان الأخرى، وتعرض الدّار كذلك «التّنوير والثورة» لمحمد الحدّاد، «الثورة العربية وروح الثورات» للوبون، «كراهية الديموقراطية» لجاك رانسيير. أما دار »الفرابي «اللبنانية، سلّطت الضوء على مخلّفات الحراك العربي، فنجد في رفوفها عنوان «الوجه الآخر للثورات العربية» للكاتب نضال حمادة، عرض المؤلف أبرز ملفات المخطط الغربي الصهيوني الجدّيد بالمنطقة العربية. كما نجد كتاب آخر بالبند العريض »ثورتنا بين العقل والوجدان» هو مؤلف تونسي لصاحبتّه سعاد كمون الشوك، يعكس حالة التّخبط، التّي تعيشها تونس وعنون الكاتب التّونسي مختار جنات مؤلفه الجديد ب«جبّة الثورة» أي أنّ الذين صنعوا الثورة انسحبوا من المشهد التونسي وأفسحوا المجال لمعارك سياسية طاحنة وعنوان آخر «إنّها الثورة يا مولاي» المعروض بالجناح التونسي كما نجد «الثورة» لصاحبه عمر جمائي، «امرأة في زمن الثورة» للكاتب أيمن بوغانمي، «ثورة تونس ومكانتها في الساحة العالمية» لصاحبه عبد الكريم العطياوي، «عن العشق والثورة» لمؤلفه خالد الكريشي. إلى جانب موسوعة القرن كما نجد عناوين آخري لدور نشر عربية تكتب عن الربيع العربي كإستعمار جديد، تشهده الأمة العربية فإغتنمت الدور الفرصة حضور عناوين جديدة خلال معرض الكتاب الدولي بالجزائر ومنها «25 يناير مباحث وشهادات»، «الانفجار العربي الكبير»، «الثورة التونسي المجيدة بنية ثورة وصيرورتها من خلال يومياتها»، «المجال العام الافتراضي في الثورة السورية»، «ثورة تونس: الأسباب والسياقات والتحديات»، «سوريا درب الآلام نحو الحرّية»، «الثورة والقابلية للثورة« فيما عرضت دار »هلا« المصرية مؤلفات ك «خطابات حسن البنا الشاب إلى أبيه»، «هم والإخوان» لصاحبته سوسن الجيار، «حقيقة البهائية من هم»، «الإصلاح السياسي في الأزهر والإخوان المسلمين قبل الثورة وبعدها» لصاحبه عمار على حسن، فضلا إلى كتب «الشيعة والسنّة والأكراد في العالم.. العراق نموذجا«. أما دار » الفارابي« اللّبنانية لم تختلف عن الدور الأخرى، فيما يخص التّنوع والثراء الكبير بكتابات تناولت الحراك العربي طيلة السنوات الثلاث الماضية، ليسجل المعرض حضورها في ظل الربيع العربي والسياسات المتذبذبة التي تعيشها دول الوطن العربي.أما الجناح »التركي« والمتمثل في دارالنشر» كايناك« هو الآخر يستقبل زواره الشغوفين لمعرفة عن كثب تقاليد وعادات هذه المنطقة بخلاف الكتب التي ترصد تاريخ الدولة العثمانية ، ففي هذا الصدد يقول مسؤول مجموعة دار النشر »كايناك «سركان جيلان ل»صوت الأحرار« أن الدار لها فرصة لقاء أهل الثقافة ومثقفيها بالجزائر، وعلى مدار ستة سنوات وعلى التوالي الدار تقدم المؤلفات الجديدة خلال معرض الجزائر للكتاب ، إذ تعرض هذه السنة حوالي 200 عنوانا سواءً باللغة التركية أو المترجمة باللغة العربية واللغات الأخرى مُشيرا أنه تم الاهتمام بالكتب الدينية على وجه الخصوص إلى جانب التطرق لعدد من العلماء الذين تحدثوا عن تركيا الى جانب الكتب الأدبية والسياسية والفكرية ومن بين الكتب المعروضة نجد العالم التركي فتح الله كولون الذي ترجم كتابه لخمس لغات يتناول سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والمعنون ب »نور الخالد«،و » القلوب الضارعة «.إلى جانب كتب الطبخ والتاريخ منها »سلاطين الدولة العثمانية« كما يعرض الجناح مجلات تهتم بالأدب والثقافة والسياسة وتحمل دراسات أكاديمية على غرار مجلة »حراء« التركية والمكتوبة باللغة العربية وأخرى »تركيس ريفو « هي مجلة سياسية باللغة الانجليزية اقتصادية تتناول أحداث الساعة الموجودة في تركيا