تتواصل النشاطات المرافقة لصالون الجزائر الدولي للكتاب، والتي تطبعها هذه السنة نكهة خاصة كونها تصادف الذكرى الستين لاندلاع ثورة نوفمبر المظفرة، وسط إقبال جماهيري متزايد، ومن ضمن هذه التظاهرات المحاضرات التي ألقاها جمع من المؤرخين حول البدايات الأولى للثورة، والتي أجمعوا فيها على ضرورة أن ننسب هذا الإنجاز التاريخي العظيم لكل مناطق الجزائر دون استثناء، إلى جانب التوقيعات للكتب التي لقيت حضورا كبيرا من طرف زوار المعرض، وكذا ما ميز عديد الأجنحة الوطنية والعربية التخفيضات التي وضعتها في أسعار الكتب بالخصوص الدينية. وقع أول أمس، عدد من الكتاب كتبهم الجديدة، منهم الشاعرة والروائية الجزائرية ربيعة جلطي، بجناح » الحكمة « التي أهدت روايتها» الذروة « لمحبيها، وقالت بالمناسبة ل » صوت الأحرار«، أن المعرض فرصة ثمينة ومكسب للجزائر، سيما وأن الجزائر بدأت تكسر الحصار من خلال وجود نشر مشترك بين الدور الجزائرية والمشرقية، واعتبرت وجود العدد الكبير لعشاق المعرض أنه حالة جميلة جدا، خصوصا وأن لها جمهور كبير يعرفها ويعرف كتاباتها التي تثري الساحة الوطنية والعربية، واعتبرت جلطي أن المعرض فضاء هام تحتفي به الجزائر، وانه يجمع جميع الأجيال دون سواء وجميع التخصصات ناهيك عن بيع بالتوقيعات، وحضور للطلبة والباحثين والدارسين إلى جانب فئة الأطفال وهذا لتعويدهم على القراءة والمطالعة وحب المعرفة، كما أبدت الأديبة سعادتها لوجود حضور بارز للمرأة وقالت وجود المرأة دلالة على أن الكتاب سيدخل كل بيت بحكم أنها الوسيلة لخلق تفاعل وحضور الكتاب والثقافة. كما وقعت بدورها الدكتورة خولة طالب الابراهيمي كتابها بذات الجناح والموسوم ب»الجزائريون والمسألة اللغوية«. ومن جهته، وقع الدكتور عبد العالي رزاقي بجناح »الشروق «كتبه ومنها » جمهورية العسكر في الوطن العربي«، » ضباط فرنسا في المغرب العربي«، » مطلقات وزارء الجزائر ما لا يقال «، التقارير الإعلامية «، وقال رزاقي عن إقبال الزوار للمعرض انه كبير جدا، وفيما تعلق بجلسة توقيعه أوضح أن الزائر يهتم بصاحب الكتاب وأهميته سواء إن كان وجه تلفزيوني أو بسبب أن صاحبه ينتمي إلى طرف معين أو تكوين معين،أو أحيانا يقول بسبب العنوان المغري الذي يستهوي الناس لاقتناء الكتاب. ومن دور النشر التي عرفت إقبالا كبيرا من طرف الزوار مؤسسة »الوراق« للنشر والتوزيع من الأردن والتي يقول مديرها العام حسن صالح اسماعيل، ورئيس اتحاد الناشرين الأردنيين أن الزائر الجزائري شغوف بالقراءة والمطالعة، حيث الإقبال على المعرض كبير جدا مما يثبت أن الكتاب له وجود وهو أساسي بالرغم من التقنيات الجديدة ، وقال أن مؤسسة »الوراق« للنشر والتوزيع تقوم بنشر جميع الكتب الإبداعية والمتميزة في حقول المعرفة وبالدرجة الرئيسة التي تكون ملفتة للحضور والدارسين على المستوى العالم العربي سواء جزائرية أو مغربية أو تونسية، أو من العراق ومصر وغيرها، وقال أن وسائل الاتصال الحديثة فتحت المجال للتعرف على مختلف دور النشر في الوطن العربي. وأشاد، حسن صالح اسماعيل بأهمية معرض الكتاب بالجزائر، لأهميته بالعالم، كونه أضحى من أهم المعارض الموجودة بالعالم لأنه هو الأساس وواجهة الدولة وواجهة الأمة والثقافة للاطلاع على الأحداث والإصدارات في عالمنا العربي، على غرار الكتب التي لقيت حضور كبير لاقتنائها من طرف المهتمين منها » الإدارة الاستيراتيجية المستدامة« وهو مدخل لإدارة المنظومات في الألفية الثالثة.و » تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها«،» التحليل المالي لأغراض تقيم الأداء والتنبؤ بالفشل«، » القيادة : دراسة حديثة«، » الشعر والعقل«، » الطفل الموهوب : موهبته ورعايته في محيط الأسرة«، »إدارة المعرفة«،» الإحصاء وتطبيقاته«. وقال صالح اسماعيل أن المعرض فرصة للقاء متتبعيهم سيما وأن مؤسسة الوراق تعرف حضور قوي ومشاركة هامة منذ ,2000 مصرحا » نرحب بكل الكتاب الجزائريين ليكون لهم إصدارات عندنا«. كما تميز جناح المملكة العربية السعودية بإستقطاب العديد من الزوار الذين يجدون ضالتهم في الكتب الدينية التي تتوفر بين رفوف الجناح، ناهيك عن المبادرة السنوية الذي يتبناها المشرفون عليه في كل طبعة، ألا وهي تقديم مصاحف القرآن الكريم مجانا لكل من يرغب في الحصول على واحد، هذه المبادرة جعلت الجميع يتهافت ويقيم طوابير طويلة عريضة من أجل الظفر بمصحف، وهذا التقليد السنوي الذي عودتنا عليه المملكة العربية السعودية لاقى الترحاب والإستحسان من طرف جميع زوار الجناح. فيما قامت بعض الدور بتخفيضات للكتب منها الدينية وهذا ليتسنى على الزوار اقتناء الكتب ولإثراء مكتبتهم الخاصة والتي تصل إلى 30 بالمائة. ومن جهة أخرى، تساءلت بعض دور النشر سبب احتجاز كتبهم بالجمارك، حيث لم يتم بعد الإفراج عنها بحجة أنها تمس بالدين، وهناك من قال أن المساحة التي طلبها بالمعرض وكان متفقا عنها لم تقدم له فيما تم إلزامهم بثلاثة طرود لكل متر بالجناح، وفي سياق أخر، صرح لنا بعض زوار المعرض أن بائعوا المأكولات الخفيفة تستغل فرصة وجود المعرض لترفع من أسعارها.